تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الحرب.. والانتخابات الرئاسية

مصدر الصورة
عن الانترنيت

أحمد مصطفى

بغض النظر عن تفاصيل المعارك في الحرب الأوكرانية، فإن أغلب المحللين يتفقون على أنها حرب طويلة الأمد ولن تنتهي قريباً. كما أن مسألة حسم الصراع في أوكرانيا، الذي يتجاوز معارك الجيوش، لن يكون ممكناً بالقوة العسكرية. أي في النهاية لا بد من مفاوضات وحل سياسي لذلك الصراع. وربما يتجاوز الحل أيضاً الحرب في أوكرانيا، والمناطق التي ضمتها روسيا بالفعل بعد السيطرة عليها، إلى العلاقة بين روسيا والغرب بقيادة الولايات المتحدة.

كان الرهان في البداية على أن ورطة روسيا العسكرية في شرق أوكرانيا والعقوبات الغربية غير المسبوقة ستؤدي إلى تغيير في موسكو يأتي بقيادة جديدة تتفاوض مع الغرب..

وما الدعم العسكري الغربي المستمر لأوكرانيا سوى وقود لإبقاء الحرب ساخنة دون الدخول في مفاوضات تملك فيها روسيا ورقة استحواذها على شرق أوكرانيا. كذلك، لا تريد الولايات المتحدة والغرب طرح مسألة تمدد حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى الحدود الروسية في أي مفاوضات.

 ليس من المرجح أن أمريكا والدول الغربية تهتم كثيراً بأوكرانيا، أو حتى غيرها، في استراتيجيتها لإضعاف روسيا والصين. بل إن بعض الأوروبيين يتململون من أنهم بين فكي كماشة روسيا وأمريكا، وأنه لو ترك الأمر لهم لسعوا لوقف الحرب مبكراً بتسوية ما مع موسكو.

 وحين أفلت تصريح من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بأنه على أوروبا أن تكون سياستها مختلفة عن مصالح واشنطن الذاتية في ما يتعلق بالتوجه نحو الصين، قامت الدنيا ولم تقعد.

 وفيما يبدو موقف أوروبا شبه محسوم تقريباً، فروسيا تريد توسيع حدودها «الآمنة» في مواجهة حلف الناتو، وأمريكا تريد تحويل روسيا إلى «دولة فاشلة» بدلاً من «قوة صاعدة». مع عدم تحقق أي من الهدفين، سيستمر القتال في أوكرانيا ويستمر الدعم الغربي لكييف وتواصل روسيا الصمود في وجه العقوبات قدر المستطاع.

 إلا أن هناك عاملاً آخر مهماً، يمكن أن يؤدي إلى اختلال توازن استمرار الحرب، ويجعل كفة الصراع تميل إلى أحد الأطراف بما يعجل فرصة الدخول في مفاوضات والتسوية السياسية. ذلك هو الانتخابات، هذا العام والعام المقبل، في بعض الدول الفاعلة والمؤثرة في الصراع بعيداً عن طرفيه الرئيسيين.

 أول تلك الانتخابات هي التي تجرى غداً في تركيا، وقد تحسم بقاء الرئيس رجب طيب أردوغان في السلطة أو فوز مرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو. فاستمرار الرئيس أردوغان سيعني استمرار الموقف التركي الذي يميل نحو روسيا، رغم عضوية أنقرة في حلف الناتو. أما المعارضة فقد وعدت بالتقارب أكثر مع الغرب والابتعاد عن روسيا، وقد يعني فوز مرشحها فقدان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أحد المنافذ المهمة للالتفاف حول الحصار الاقتصادي على موسكو. وبالتالي يضعف الجانب الروسي في الصراع.

ثاني انتخابات، هي التي ستجرى في بريطانيا مطلع العام القادم. وفي حال فوز حزب العمال المعارض ربما يتغير موقف بريطانيا ولو قليلاً من الحرب في أوكرانيا. على الأقل من ناحية تقديم الدعم بالمليارات، بينما الشعب البريطاني يعاني  أسوأ وضع اقتصادي في عقود. أما استمرار حزب المحافظين في الحكم، وهو احتمال لا تؤيده استطلاعات الرأي حتى الآن، فسيعني استمرار السياسة البريطانية الخارجية على ما هي عليه الآن.

 لكن الانتخابات الحاسمة ستكون الانتخابات الأمريكية نهاية العام القادم، والتي لا ترجح استطلاعات الرأي حتى الآن إن كان الرئيس الديمقراطي الحالي جو بايدن سيتمكن من الفوز بولاية رئاسية ثانية أم أن مرشح الحزب الجمهوري سيفوز بها.ذلك إن فوز أي جمهوري سيعني تغيراً جذرياً في الموقف من حرب أوكرانيا، لأن الجمهوريين يشكلون نصف الأمريكيين الذين يعارضون تقديم عشرات المليارات لأوكرانيا من أموال دافعي الضرائب.

مصدر الخبر
الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.