تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

(شتاء ساخن) .. قتل وسرقة وعلاقات غير شرعية

مصدر الصورة
SNS

          

   أحد الأعمال المنافسة بقوة في شهر رمضان القادم مسلسل (شتاء ساخن) إخراج فراس دهني وتأليف فؤاد حميرة ، وقد استقى الكاتب شرارة فكرته الأساسية من حادثة حقيقية جرت في إحدى المناطق القريبة من دمشق ذهب ضحيتها بائع مجوهرات وابنه حيث تعرضا للسرقة والقتل من قبل مجموعة من الأشخاص إلا أن وقائع الجريمة ما لبثت أن انكشفت خيوطها عن طريق شريط تلفزيوني مُسجل بطريق الخطأ وبالمصادفة البحتة .. هذه الواقعة شكلت النواة التي انطلق منها الكاتب ليصوغ عملاً جاء متشعباً في خطوطه الدرامية وساخناً في صراعاته ومشوقاً في تشابك أحداثه ..
أدى شخصياته عدد من الفنانين منهم : عباس النوري ، باسم ياخور ، عبد الرحمن أبو القاسم ، خالد القيش ، لمى حيكم ، محمود نصر ، جلال شموط ، جيني اسبر ، سامية الجزائري ، ضحى الدبس ، فادي صبيح ، عاصم حواط ، سحر فوزي ، رنا أبيض ، عبد الحكيم قطيفان ، رواد عليو ، جمال العلي ، سوسن ميخائيل ..
  وتدور أحداث العمل حول مجموعة من الأشخاص الذين يجتمعون معاً بقصد سرقة محل للمجوهرات فيقتلون صاحب المحل وابنه إلا أن أحدهم يأخذ الغنيمة وحده ويهرب تاركاً خلفه غضب رفاقه والسعي للبحث عنه وتقاسم الغنيمة .. ولا تلبث الخطوط أن تتشابك فرئيس العصابة (وكيل) ابنه في الأمن الأجنائي يتم تكليفه بالقضية مما يوقعه فيما بعد في صراع مرير بين الواجب وحبه لوالده ، أما (وكيل) فهو يعيش أيضاً صراعه الداخلي على المستوى المادي والعاطفي حيث يحب زوجة أخيه التي تسكن معه في المنزل نفسه ويكتشف حقيقتها ابنه الثاني المُتدين ، بينما هناك مصيبة أخرى تنتظر شريكه رباح (الفنان عبد الرحمن أبو القاسم) الذي تُفاجئه ابنته بأنها متحولة جنسياً فتجري عملية جراحية وتصبح ذكراً وتعيش حياتها الجديدة بملء حريتها ، أما سامر (الفنان باسم ياخور) فهو المتآمر السري الذي وضع الخطط ورسم طريقة التنفيذ للجريمة والسرقة كي يُفتح أمامه الطريق ويأخذ ثروة كبيرة تُقدر بالملايين لا بل إنه يتزوج من زوجة المغدور الذي غرر به .. 
ـ إثارة وتشويق :
   يتحدث المخرج لمحطة أخبار سورية عن فكرة العمل فيقول : يقدم المسلسل مجموعة من الصراعات الدرامية ضمن قوالب متعددة أهمها القالب الاجتماعي الذي يميل أحياناً نحو الإثارة والتشويق ولكنه مُحاك بشكل جميل ، ومن أوجه الصراع هناك بعض العلاقات غير المشروعة داخل العائلة بشكلها العام إضافة لعناصر الصراع بين الإنسان وبيئته وخاصة عندما تصارع عدواً قوياً اسمه الفقر ، وفي هذا الصراع قد تلجأ إلى طرق غير مشروعة منها الكسب غير المشروع الذي يتطور إلى سرقة فجريمة . وأرى أنه عندما تحاول أن تقدم الواقع دون أقنعة وعمليات تجميل لمشكلاتنا فأنت حتماً ستصطدم بكثير من التابوهات والإشكاليات وهذا ما جعلني أميل لنص (شتاء ساخن) فقد خاطب قلبي وعقلي .
ـ جدلية الفن والواقع :
   الكاتب فؤاد حميرة يؤكد لمحطة أخبار سورية أن هناك فكرة هامة أراد طرحها من خلال شخصية الفتاة التي تتحول ذكراً (المتحولة جنسياً) ويتساءل .. في المجتمع الذكوري الذي تتعرض فيه المرأة للاضطهاد إن تحولت إلى ذكر كيف تتصرف ؟.. يقول : إنني لا أريد إظهار معاناة هذه الفتاة فقط وإنما معاناة أختها أيضاً لأنها ما إن تحولت إلى ذكر حتى باتت تمارس ذكوريتها على أختها لفرض سلطتها عليها وتمارس الاضطهاد الذكوري نفسه الذي كانت تعانيه هي من قِبل والدها، والغريب أنها عندما تتحول إلى رجل تتلقى الدعم الكامل منه فهو صاحب السلطة الأعلى في المنزل وتتحول من سهام إلى سامي . المرأة العربية إن تحولت إلى ذكر تصبح ذكراً .
   وحول تفهم الرقابة لهذه الطروحات ، قال : الرقابة لا تفهم أن هذا الموضوع له علاقة بحالة خاصة ، فيقولون أنني أنقل المجتمع ولكن هل المجتمع كله اسمه وكيل (وهو أحد أبطال العمل) !؟.. لقد اخترنا أسماء غريبة كي لا يكون لها إسقاط في المجتمع ، ثم أن هناك من قال إن الفن واقع فصدقه الجميع وساروا بركابه ولكن الفن لم يكن أبداً واقعاً أو حياة .. إن ذلك كذبة وينبغي أن ننتهي منها ، فهل من المعقول أن تكون أمريكا كلها رامبو ؟.
 وعن سبب إظهاره للعلاقة غير الشرعية بين الأخ وزوجة أخيه ، قال : (وكيل) يحب زوجة أخيه كما أن زوجته دخلت في غيبوبة وهو بالوقت ذاته وسيم وزوجة أخيه جميلة فتحدث علاقة بينهما وأنا هنا أنّبه إلى أن وضع خمس أو ست عائلات في منزل واحد تحت ضغط الظرف الاقتصادي أمر سيدفع للفساد الأخلاقي والفكري والقيمي .
ـ شخصية من لحم ودم :
  يتحدث الفنان عباس النوري عن شخصية وكيل التي يؤديها في العمل فيقول (وكيل إنسان عادي جداً مدفوع بسبب ظروف معينة باتجاه أفكار مريضة فيتبناها فأنا لا أؤدي شخصية شريرة وفقط لأنها شخصية من لحم ودم)  ، الوضع المالي لعائلة وكيل سيئ و لديه أخ معتوه وزوجة تعاني من سبات فهي أشبه بجثة حية وقد مضى عليها سنوات وهي على هذه الحال ، وله ابنان الأول ضابط في الأمن والآخر طالب جامعي يؤمن بالأفكار المتطرفة ، يدير وكيل ورشة لصناعة الأزرار والخيوط ولكن يتراجع عمله في السوق لدرجة كبيرة ويتم رهن الورشة كما يقع في أزمات حول رهن المنزل مما يجعل حياته دائماً في خطر ، أما على الصعيد الإنساني فهو رجل متزوج وغير متزوج فلديه احتياجات لكنه يعاني الحرمان على المستوى العاطفي بسبب مرض زوجته فتربطه علاقة بإحدى العاملات عنده في الورشة إلا أنها تقع في مشكلات قضائية فيضطر كي يخرجها من ورطتها أن يزوجها لأخيه المعتوه رغم حبها له مما يخلق علاقة شائكة حيث نجد امرأة متزوجة وتحب الأخ ويعيشون في البيت ذاته مما يضيف لمعاناته الكثير ، وبالتالي تعيش الشخصية ضمن مجموعة من العوالم الصعبة جداً على المستوى النفسي . ويشارك وكيل في مخطط للسرقة فتنشأ عن ذلك جريمة قتل ، لم يكن هو صاحبها وإنما أحد أفراد العصابة يرتكبها كي يسرق المال ويهرب وتبدأ خطوط العمل بالتشابك فيسعى لمتابعة من هرب كي يحميه من القانون ويستفيد منه ويتابع عملية تغطية نفسه كي لا يشك فيه ابنه الضابط المُكلف بالبحث في هذه القضية .
 
     
 
   
 
  
 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.