تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

نيللي كريم: «عملة نادرة» يؤكد أن العُرف أقوى من القانون في صعيد مصر

مصدر الصورة
الشرق الأوسط

تؤمن النجمة المصرية نيللي كريم بأن «النجاح لا يتحقق بالصدفة»، بل يكون نتيجة جهد كبير، مؤكدة أنها تبذل جهداً في العثور على أدوار مختلفة تجمع بين متعة الأداء، وإمتاع الجمهور، وفي الوقت نفسه، قوة المضمون، وقالت  إنها تأمل في أن يتمكن مسلسل «عملة نادرة» من إحداث تغيير تجاه التقاليد التي تمنع من حصول المرأة على ميراثها في بعض القرى بصعيد مصر، لا سيما أن القانون موجود، لكن العرف والتقاليد تعد أقوى منه.

وقدمت نيللي كريم الدراما الصعيدية في موسم رمضان لأول مرة عبر شخصية (نادرة)، التي تخوض صراعاً شرساً للحصول على ميراثها وابنها، ولم يكن التحدي أمامها في الأداء باللهجة الصعيدية فقط، بل أيضاً بالقضية المهمة التي تطرحها، وأثار المسلسل اهتماماً من المجلس القومي للمرأة لطرحه مشكلة حقيقية تعاني منها نساء عديدات تحرم من حقوقها، كما شهدت مواقع التواصل إشادات بالعمل من قبل جمهور الصعيد ونسائه بشكل خاص.

وتروي نيللي الحكاية من البداية التي أثارت حماسها لعالم الصعيد (جنوب مصر) بقولها: «الاقتراح بدأ من المنتج جمال العدل والمخرج ماندو العدل اللذين اقترحا تقديم عمل صعيدي، وقد أقنعاني بذلك، بعدها بدأنا نتحدث في القصة والشخصيات مع المؤلف د. مدحت العدل، لنبني شخصية (نادرة) والشخصيات الأخرى، لأن المسلسل جاء ثرياً بالشخصيات المهمة، ولكل منها حدوتة مختلفة، والحقيقة أن حماسي جاء للسيناريو الذي أحببته وللفكرة الجديدة التي يطرحها».

وخاضت نيللي تحدي الأداء باللهجة الصعيدية، وواجهت متاعب عديدة خلال التصوير، حسبما تؤكد: «كنت قلقة من الأداء باللهجة الصعيدية، لكن ما طمأنني هو وجود مصحح اللهجة، عبد النبي الهواري، خلال التصوير، وكان من المهم استحضار روح الصعيد للشخصية، لكن أكثر ما كان صعباً هو موقع التصوير، في ظل وجود مشاهد كثيرة وتواصل التصوير لأيام عديدة».

وحول تعاملها مع السيناريو وطبيعة التعديلات التي تطلبها تقول: «حينما أوافق على عمل يكون بناء على اسم المؤلف، والمخرج، وشركة الإنتاج، ومع (العدل غروب) أشعر أنني في أيد أمينة، ويكون تركيزي على دوري كممثلة، لا أطالب بتعديلات على النص فهناك كاتب له رؤية، ومخرج مسؤول عن العمل ككل، وهما في حالة توافق، هذا لا يمنع أن نطرح أفكاراً ونناقشها، لكن المثل الشعبي المصري يقول: (أعط العيش لخبازه)».

وبشأن تعاونها للمرة الثالثة مع المخرج ماندو العدل، تقول: «لا يوجد شيء يتم بالصدفة، وقد قدمت مع المخرج ماندو العدل مسلسلي (لأعلى سعر)، و(فاتن أمل حربي)، والعملان حققا ردوداً جيدة، أنا كممثلة أجتهد كثيراً في البحث عن أدوار مختلفة، وكلها أدوار صعبة جداً، ومنذ بداية عمل ماندو وهو يطرق موضوعات مختلفة ويطور من نفسه كثيراً، لذلك النجاح يأتي بعد مجهود كبير من كل منا».

ورغم الأزمات التي لاحقت (نادرة) ومنها مقتل زوجها، فإنها تبدو قوية لا تستسلم في مواجهة كل ما تتعرض له، وتؤكد نيللي: «أحب تجسيد الشخصيات القوية عموماً، لأن من المهم أن تكون المرأة قوية وقادرة على المواجهة وإثبات حقها».

وتضيف: «على مدار العشر سنوات الأخيرة، ورغم اختلاف القصص، التي ناقشتها أعمالي، فإنني تعمدت تجسيد شخصية المرأة القوية التي تواجه مشاكل مجتمعية مختلفة، بداية من (ذات) وحتى (عملة نادرة)».

وشهد مسلسل «عملة نادرة» مواجهات صعبة بين نيللي كريم من جهة، وبين الفنانين جمال سليمان وأحمد عيد من جهة أخرى، في أول تعاون فني يجمعها بهما، وتقول: «الفنان جمال سليمان نجم كبير، وأحمد عيد، نجم كوميديا، له رصيد كبير في السينما، وأظن أن الوقوف أمام ممثلين محترفين ممتع للغاية، وقد سعدت جداً بالعمل معهما ومع وكل فريق العمل، ومنهم الفنان كمال أبو رية، ومريم الخشت، وندى موسى، ومحمد فهيم، والأستاذة فريدة سيف النصر، وقد تشرفت بهم جميعاً».

في العام الماضي نجح مسلسل نيللي كريم «فاتن أمل حربي» في إثارة الجدل حول قانون الأحوال الشخصية ومدى الظلم الذي تتعرض له المرأة المُطلّقة وأطفالها، وتأمل نيللي أن يحقق مسلسل «عملة نادرة» تأثيراً مماثلاً، حسبما تقول: «مسلسل (فاتن أمل حربي) أثار ضجة كبيرة وحظي باهتمام من المجلس القومي للمرأة والجمعيات النسائية ومجلس حقوق الإنسان، ورغم أن القوانين التي تصون حق المرأة في ميراثها موجودة، لكن العرف والتقاليد أقوى منها، لذا أتمني أن يحقق هذا العمل تأثيراً في مواجهة العادات والتقاليد التي تمنع بعض النساء من الحصول على ميراثهن».

وبمجرد أن سمعت نيللي كريم كلمة «فركش» من المخرج ماندو العدل، معلناً قبل أيام انتهاء التصوير، حتى حصلت على إجازة تقضيها مع أسرتها بعد المجهود الكبير الذي بذلته على مدى عدة أشهر، ولها رصيد من الأعمال تعرض تباعاً، من بينها مسلسل «روز وليلى»، الذي يجمعها بالنجمة يسرا وسيعرض على منصة «شاهد»، وحكاية «رجل البيت» ضمن الجزء الثالث من مسلسل «ليه لأ»، مع المخرجة مريم أبو عوف، وتطرح من خلاله حق المرأة المطلقة في الزواج، كما لديها بعض مشاهد أخيرة تصورها من فيلم «ع الزيرو»، الذي تلعب بطولته أمام الفنان محمد رمضان.

وأثارت نيللي جدلاً خلال ظهورها بأحد البرامج التلفزيونية خلال شهر رمضان بسبب حديثها عن تقديم المشاهد الحميمة وتقول: «بعض الناس أخذت كلامي بشكل مجتزأ، فقد قلت إن كل مشهد يمكن تصويره بأكثر من طريقة، وذكرت فيلم (678) على سبيل المثال، الذي تناول مشكلة التحرش ولم يتضمن أي مشهد يشعر الجمهور بعدم الراحة، وقدمه المخرج محمد دياب بطريقة سينمائية حساسة جداً ومحترمة، وهذا رأيي أن كل مشهد يمكن أن يطرح بشكل محترم، المهم من هو المخرج الذي يقدمه وما هي وجهة نظره».

مصدر الخبر
الشرق الأوسط

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.