تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

العرب: موجة أمطار وعواصف تعطّل دوائر العراق وتحرج الحكومات المتعاقبة

مصدر الصورة
وكالات

تضرب موجة من الأمطار والعواصف الرعدية العراق منذ يومين، تسببت بغرق شوارع البلاد والمناطق السكنية وشلل الحركة في أغلب المناطق، ما دفع الحكومة إلى تعطيل الدوام في الدوائر الرسمية، وسط استنفار خدمي ومحاولات للسيطرة على المياه وتصريفها.

وتُحرج مياه الأمطار الحكومات العراقية المتعاقبة، والتي فشلت على مدار سنوات بالسيطرة عليها، لا سيما أن أغلب خطوط تصريف المياه باتت بحكم المعطلة والتي لم يتم تطويرها بما يتناسب مع الزيادات السكانية في العاصمة.

وبدأ هطول الأمطار منذ الثلاثاء بشكل متقطع في عدد من مناطق البلاد، إلا أنه تزايد بعد ظهر الأربعاء حتى أصبحت المياه غزيرة جدا، ما دفع الحكومة إلى الإعلان رسميا عن تعطيل الدوام في عموم المحافظات.

وأمر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بتعطيل الدوام الرسمي في جميع مؤسسات الدولة بسبب سوء الأحوال الجوية، باستثناء الأجهزة الأمنية وبعض الخدمات العامة.

وقد أدت الأمطار إلى غرق الشوارع في أغلب مناطق البلاد ومنها العاصمة بغداد، وتسببت بشلل في حركة السير والمرور، كما غمرت المياه المنازل في المناطق السكنية، خاصة في المناطق القديمة والعشوائية، فضلا عن دخول المياه إلى المستشفيات والكثير من الدوائر الحكومية.

واتخذت الجهات الخدمية في بغداد والحكومات المحلية في المحافظات إجراءات عاجلة لتطويق آثار العواصف والأمطار الغزيرة، التي أدت إلى إغراق عدد من المناطق.

وتوقعت الهيئة العامة للأنواء والإرصاد الجوي استمرار تأثير الأمطار الغزيرة في المناطق الشمالية وأن تخف حدتها في مناطق الوسط اليوم الخميس.

وقال المتحدث الرسمي باسم أمانة بغداد محمد الربيعي، لصحيفة الصباح الرسمية، اليوم الخميس، إن "الأمانة شكلت غرفة عمليات وأعدت خطة طوارئ بالتنسيق مع قوات الأمن ومحافظة بغداد لاحتواء موجة الأمطار التي تعرضت لها العاصمة خلال اليومين الماضيين"، مؤكدا أن "الدوائر البلدية استنفرت جميع فرقها وقامت بتهيئة المستلزمات الضرورية لإدامة عمل محطات السحب مع توزيع الشافطات بشكل متساو في عموم المناطق التي تعمل على سحب المياه".

وفي محافظة بابل وسط البلاد، لقي ثلاثة أشخاص بينهم امرأة مصرعهم بعد تعرضهم للصعق بالكهرباء في ثلاث حوادث منفصلة، خلال هطول أمطار غزيرة اجتاحت البلاد، كما أعلن مسؤول طبي عراقي الخميس.

وقال المصدر نفسه إن الضحايا الذين يبلغون من العمر 16 و22 و30 عاما خرجوا جميعًا مساء الأربعاء خلال عاصفة ضربت البلاد لقطع التيار الكهربائي عن منازلهم أثناء أمطار غزيرة خوفا من أن تلحق التقلبات في شدته إلى أضرار في أجهزتهم المنزلية.

وتأثرت محافظة بابل مثل معظم أنحاء البلاد الأربعاء بأمطار غزيرة وعواصف.

وفاضت شوارع مدينة الحلة كبرى مدن بابل بمياه الأمطار وبات تنقل السيارات في الشارع الرئيسي للمدينة شبه مستحيل، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وفي محافظة الديوانية جنوبا، والتي تعدّ من أكثر المحافظات تضررا من الأمطار، قال مدير البلدية فيها علي شعلان إن "كوادر وآليات البلدية مستمرة بالتنسيق مع دوائر الماء والكهرباء والمجاري بسحب مياه الأمطار"، مبينا أن "التركيز منصب على الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية والمناطق غير المجهزة بشبكات الصرف الصحي، مع الاستمرار في صيانة أنابيب الصرف الصحي".

كما أثرت الأمطار الغزيرة على مدن إقليم كردستان الذي يتمتع بالحكم الذاتي في شمال العراق.

وتعرضت قرية خبات الى سيول جرفت بعض المحلات وتسببت بأضرار للمنازل، فيما هب سكان القرية بمساعدة حفارة لتنظيف طريق مليء بطين جلبته سيول، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

بالإضافة إلى ذلك، أظهرت مقاطع فيديو نشرتها قناة رووداو السيول وهي تجرف سيارة على الطرق وهي تتدفق عبر التضاريس الجبلية.

واجتاحت السيول الناجمة عن مياه الأمطار مخيمات النازحين في عامرية الفلوجة التابعة لمحافظة الأنبار وغيرها، وسط مناشدات للحكومة والجهات المسؤولة للتدخل ومساعدتهم.

ويعاني العراق من الجفاف وتراجع هطول الأمطار منذ ثلاث سنوات، فيما يعبر الفلاحون عن فرحهم بالأمطار النادرة المفيدة للأنهار وزيادة مخزون المياه في السدود.

لكن في بلد يعاني من سوء البنية التحتية على الرغم من عائدات النفط الكبيرة، تتسبب الامطار الاستثنائية في حدوث فيضانات في المدن بسبب سوء شبكة المجاري أو انقطاع التيار الكهربائي.

وفقا للأمم المتحدة، العراق هو واحد من أكثر خمسة بلدان في العالم معرضة لتأثيرات معينة لتغير المناخ. في كثير من الأحيان، يستنكر النشطاء عدم وجود سياسات عامة فعالة للتخفيف من هذه الاضطرابات وعدم جدية السلطات في البحث عن حلول.

في نهاية فبراير، أدركت السلطات انخفاضًا مقلقًا في منسوب المياه في جنوب دجلة والفرات أكبر نهرين يعبران البلاد.

وتلقي الحكومة باللائمة في هذه الظاهرة على الجفاف ولكن قبل كل شيء على السدود التي أقيمت عند المنبع على النهرين من قبل الجارتين الكبيرتين، تركيا وإيران.

مصدر الخبر
العرب

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.