تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

صحيفة: الحرب على العملة الخضراء

مصدر الصورة
عن الانترنيت

مع انحدار نفوذ الولايات المتحدة جراء حروبها المستمرة وسياسات القوة والإملاءات والتدخل والعقوبات، وأزماتها المالية والاقتصادية، وبروز قوى أخرى صاعدة، فإن نسق العلاقات الدولية يتغير، كما يتغير، ولو بشكل بطيء، النظام المالي العالمي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة منذ اتفاقية «بريتون وودز» عام 1944، والتي شكلت محطة فاصلة في الاقتصاد العالمي الذي سيطرت عليه أمريكا، بعد الحرب العالمية الثانية.

المفكر والمحلل السياسي الأمريكي، فؤاد زكريا، أثار قبل أيام في برنامج «جي بي إس»، على شبكة «سي إن إن» جدلاً حول مستقبل الدولار الأمريكي، كعملة مهيمنة، بعد أن أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال اجتماعه مؤخراً، مع نظيره الصيني، شي جين بينغ، أنه «يؤيد استخدام اليوان الصيني للتسويات بين روسيا ودول آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية». واعتبر زكريا أن «مثل هذه المواقف تعني أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وأكبر مصدر للطاقة، يحاولان سوياً، التأثير في هيمنة الدولار كمرتكز للنظام المالي الدولي».

 كلام فيه الكثير من الصحة، وقد ردّده أكثر من محلل اقتصادي أمريكي ودولي، في أكثر من مناسبة. فالصين وروسيا والهند تحاول، منذ فترة، الاستغناء عن الدولار كعملة للتبادل التجاري، باعتبار أن الدولار هو القوة الرديفة التي تستخدمها الولايات المتحدة في علاقاتها الدولية، وأداة للضغط والعقوبات خارج القانون الدولي، إضافة إلى الأزمات المالية المتتالية كالتي حصلت عام 2008، والحروب التجارية مع العديد من دول العالم، ومؤخراً من خلال إفلاس بنك «سيليكون فالي».

 وفي خطوة لافتة في هذا الاتجاه، أعلنت الصين والبرازيل، أمس، اتفاقهما على إجراء صفقاتهما التجارية الهائلة مباشرة، واستبدال اليوان الصيني بالريال البرازيلي، والعكس بالعكس، بدلاً من الاعتماد على الدولار.

 يذكر أن الصين هي أكبر شريك تجاري للبرازيل التي تعتبر الاقتصاد الأكبر في أمريكا اللاتينية، وقد بلغت قيمة التبادل التجاري بينهما العام الماضي نحو 150 مليار دولار.

 وفي هذا الإطار أيضاً، فإن الصين تسدد ثمن شحنات الغاز الروسي باليوان والروبل، كذلك فإن الهند تسدد ثمن النفط الروسي بالدرهم الإماراتي، وليس بالدولار. وكانت الهند بدأت في نهاية العام الماضي بتسوية الحسابات التجارية مع روسيا بالروبية الهندية. كما أن البنكين المركزيين، الروسي والهندي، يعملان على إنشاء إطار تنظيمي وآلية للتسويات المتبادلة بالعملات الوطنية، في ظل العقوبات الغربية المفروضة على روسيا التي كانت اشترطت الدفع بالروبل مقابل الحصول على النفط والغاز.

 يذكر أن الهند بدأت منذ فترة بإبرام اتفاقات مع العديد من الدول الآسيوية والإفريقية، على أن يتم استخدام الروبية الهندية في التبادلات التجارية.

 ولا شك في أن تعزيز شراكة السعودية مع الصين من خلال الانضمام إلى منظمة شنغهاي التي تقودها بكين، سوف يمنح المنظمة المزيد من التأثير العالمي في المجالين، الاقتصادي والمالي، إذ إن دول المنظمة تمثل نصف سكان العالم، وربع الناتج المحلي العالمي.

 كل هذه التطورات تصب في إطار الحرب العالمية المفتوحة بالنار والاقتصاد، والتي يشكل الدولار أحد أوجُهها.

مصدر الخبر
افتتاحية الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.