تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

صحيفة: المواجهة الصينية - الأمريكية تقترب

مصدر الصورة
عن الانترنيت

يبدو أن الولايات المتحدة تستعجل الانتقال مع الصين من المنافسة إلى المواجهة، خشية أن تفقد المبادرة، وتخسر الصراع على قمة النظام الدولي الأحادي الذي تتربع على عرشه، منذ مطلع تسعينات القرن الماضي، خصوصاً مع اندلاع الحرب الأوكرانية التي تتخذ منها واشنطن وسيلة لإلحاق هزيمة عسكرية بروسيا، كأحد المنافسين على النظام الدولي.

من الواضح أن زيارة الرئيس الصيني، شي جين بينغ، إلى روسيا قبل أيام، وما تمخض عنها من نتائج قد أثارت قلق واشنطن، خصوصاً تعزيز التحالف بينهما، وتعهدهما بالعمل معاً لتشكيل نظام عالمي جديد، وقول شي «الآن هناك تغييرات لم تحدث منذ 100 عام.. عندما نكون معاً فإننا نقود هذه التغييرات». هذا الكلام يعني بالنسبة إلى الولايات المتحدة أن البلدين يصّران على إزاحتها عن رأس النظام الدولي الحالي، أو المشاركة فيه، وهذا بالنسبة إليها «خط أحمر» دونه الحرب.

فاستراتيجية الأمن القومي الأمريكي التي أعلنها الرئيس جو بايدن، العام الماضي، تشير إلى الخطر الأمني الذي تشكله روسيا على النظام الدولي، و«العمل مع الشركاء لضمان تحقيق فشل استراتيجي روسي في أوكرانيا». إذاً، الهدف من المشاركة الأمريكية في الحرب الأوكرانية واضح. أما بالنسبة إلى الصين فهي «المنافس الوحيد الذي لديه النية لإعادة تشكيل النظام العالمي الجديد»، ولديه الموارد، الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية والتكنولوجية، لتحقيق هذا الهدف. وبالنسبة إلى واشنطن فإن الطموح الصيني يستهدف تقليص قوتها وعظمتها كدولة مهيمنة، وهذا يستدعي التعجيل في المواجهة من خلال الاستثمار في القوة، وتطوير شبكة التحالفات العسكرية لمحاصرة الصين، وتشديد العقوبات الاقتصادية والتقنية لعرقلة جهودها في امتلاك عناصر القوة، والنفوذ الجيوسياسي المتعاظم.

واشنطن ترى أن هناك تحديات هائلة تواجهها خلال العقد الحالي، وعليها ألا تفقد المبادرة والوقت، لذلك هي تعمل على خلق أزمات في وجه الصين، وتمارس عمليات استفزاز ضدها في تايوان، وبحر الصين الجنوبي، والتدخل في شؤونها الداخلية في هونغ كونغ، والتيبت، وشينجيانغ، الأمر الذي دفع الرئيس الصيني إلى التنديد بالممارسات الأمريكية خلال جلسة برلمانية مؤخراً، واتهمها بممارسة «الاحتواء والقمع» ضد بلاده، في حين كان وزير الخارجية الصيني تشين جانج أكثر حدة، قائلاً إنه في حال عدم تغيير مسار السياسة الأمريكية فالأمور تتجه «نحو الصراع والمواجهة».

الصين ليست في عجلة من أمرها، فهي تبني قوتها الاقتصادية والعسكرية والتقنية، وتستثمر علاقاتها الدولية بهدوء، ومن دون استعجال، للارتقاء في سلم النظام الدولي، لكن هذا يشكل أرقاً للولايات المتحدة التي ترى أنه من الأفضل عدم الانتظار، لأن كلفة المواجهة قد تكون أعظم، وهذا ما أشار إليه، قبل يومين، رئيس الأركان الأمريكي، مارك ميلي، بأن «سلوك الصين يدفعها على طريق المواجهة والصراع»، داعياً لمواصلة تحديث القوات الأمريكية «لضمان استعدادها للقتال»، الأمر الذي دفع الكونغرس للموافقة على موازنة دفاعية تبلغ 842 مليار دولار.

مصدر الخبر
افتتاحية الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.