تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

صحيفة: هل ينجح شي؟

مصدر الصورة
وكالات

يحمل الزعيم الصيني شي جينبينغ الذي بدأ أمس زيارة إلى موسكو تستغرق ثلاثة أيام، هي الأولى له منذ إعادة انتخابه رئيساً لولاية ثالثة، ملفات عدة من بينها «تعميق الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي بين الصين وروسيا»، والحرب الروسية الأوكرانية، وإمكانية التوصل إلى تسوية سياسية تؤدي إلى وضع حد لها.

في العلاقات الثنائية، هناك جهد مشترك لتعميق هذه العلاقات على مختلف المستويات نظراً لطبيعة التحديات التي يواجهانها خصوصاً في التصدي للعقوبات الأمريكية - الغربية، وذلك من خلال زيادة زخم التجارة والشراكة الاقتصادية، إذ بلغت التجارة الثنائية 185 مليار دولار عام 2022، والسعي للوصول بها إلى 200 مليار دولار خلال العام الحالي، إضافة إلى التعاون في مجال الطاقة، خصوصاً ما يتعلق بإمدادات النفط والغاز التي زادت بشكل كبير، إذ إن خط أنابيب الغاز الروسي الصيني «قوة سيبيريا» يمد الصين بجزء كبير من حاجتها للغاز، إذ تبلغ طاقته ما يصل إلى 61 مليار متر مكعب من الغاز المسال سنوياً، يذهب منها 38 مليار متر مكعب إلى الصين.

لا بد من الإشارة هنا إلى التعاون العسكري المتزايد بين البلدين، والذي بلغ مستويات غير مسبوقة من التنسيق منذ بدء الحرب الأوكرانية وزيادة توتر العلاقات الصينية - الأمريكية حول تايوان، حيث جرت أواخر العام المنصرم مناورات مشتركة في بحر الصين الشرقي شملت تدريبات على إطلاق صواريخ ومدفعية ضد أهداف بحرية، بمشاركة أربع سفن روسية وست سفن صينية وطائرات مروحية من الجانبين، وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي شارك البلدان في مناورات جوية فوق بحر اليابان، وفي سبتمبر (ايلول) الماضي أرسلت الصين أكثر من 2000 جندي إلى جانب أكثر من 300 مركبة عسكرية و21 طائرة مقاتلة للمشاركة في مناورة عسكرية روسية، في تأكيد على عمق واتساع العلاقات العسكرية بين البلدين اللذين يواجهان معاً تحديات أمنية مباشرة من جانب الولايات المتحدة التي تعتبرهما خطراً على مصالحها وأمنها القومي.

 الملف الآخر الأكثر صعوبة وتعقيداً، هو مهمة شي بشأن الحرب الأوكرانية، وفقاً للمبادرة التي كانت أطلقتها بلاده والتي تستند إلى 12 بنداً، إذ إن مهمته في موسكو قد تكون أسهل في حمل الرئيس الروسي على القبول بها، في حين أن العقبة الرئيسية تكمن في إقناع الرئيس الأوكراني زيلينسكي بها، لأن هذا الأخير لا يستطيع اتخاذ القرار من دون موافقة واشنطن التي أحبطت كل المبادرات السابقة اعتقاداً منها بأن الحرب سوف تؤدي إلى هزيمة روسيا، ووضع حد لتطلعاتها بقيام نظام دولي جديد على أنقاض النظام الدولي الأحادي الأمريكي.

 يدرك الرئيس الصيني ذلك، وهو يقول إن «المشكلات الصعبة ليس لها حلول سهلة»، ومع ذلك فهو مقتنع بأنه سيتم إيجاد طريقة عقلانية للخروج من الأزمة الأوكرانية «إذا استرشد الجميع بمفهوم الأمن المشترك والمستدام والامتثال لأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، واحترام المخاوف الأمنية المعقولة لجميع الدول».

 هل ينجح الزعيم الصيني في مهمته؟ الجواب تحسمه نتائج الزيارة.

مصدر الخبر
افتتاحية الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.