تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

صدمة "إسرائيل": كلّ الطرق مسدودة

مصدر الصورة
الأخبار اللبنانية

لا يزال كيان "إسرائيل" يعيش هوْل الصدمة التي خلّفتها عملية الفدائي الشهيد، خيري علقم، في قلْب القدس المحتلّة، غير داريةٍ على أيّ بَرّ سترسو سفينتها في تعامُلها مع هذا الزلزال الذي هزّ حكومة بنيامين نتنياهو الفاشية المتطرّفة في أولى أيّامها. وعلى رغم تلويح نتنياهو بـ"ردّ قوي وسريع ودقيق" على العملية، وبـ"إجراءات رادعة للإرهابيين"؛ وعلى الرغم أيضاً من بدء سلطات العدو اتّخاذ خطوات انتقامية ضدّ عائلات الفدائيين، وأخرى تحفيزية للمستوطِنين مِن مِثل التوسّع في منْحهم رُخص السلاح وتعزيز مستوطناتِهم، إلّا أن كلّ تلك التهديدات والقرارات تبدو أقرب إلى محاولة لاسترضاء جمهور اليمين الذي انفلت سخطه من عِقاله في أعقاب هجوم "نيفيه يعقوب"، وجاءت عملية سلوان سريعاً لتُضاعفه أضعافاً؛

ذلك أن إشكاليات كبرى، جادّة وحقيقية، تبدو مطروحة على طاولة القرار السياسي والأمني في تل أبيب، في سياق بحثهم عن حلّ للمعضلة المتفاقمة التي يواجهونها منذ قرابة عام؛ إشكالياتٌ تتصدّرها حقيقة عجْز كلّ الإجراءات الإسرائيلية المتّخذة إلى الآن عن وقف سيْل الهجمات الفدائية التي تبدو أقرب إلى حالة عدوى لا تفتأ تتمدّد بلا رادع، ومن غير المنظور أن تُوقف تفشّيها، الذي لم يأتِ صعود الفاشية الجديدة في كيان "إسرائيل" أيضاً إلّا ليفاقم جراءته. وممّا يزيد المعضلة تعقيداً، أنه على رغم الطابع الفردي لتلك العمليات، إلّا أن نوعاً من التنظيم الأوّلي والاحتراف بدآ يَظهران فيها، يشكّلان عامل إقلاق كبيراً لـ"إسرائيل"، من دون أن تجد الدليل، إلى الآن، إلى وقوف فصيل بعيْنه خلفها، وهو ما يصعّب عليها العمل على حصْرها.

وحتى لو قرّرت تصعيد عدوانها ضدّ خلايا المقاومة في الضفة الغربية المحتلّة، أو توجيه رسالة ترهيبية ما ضدّ قطاع غزة، فهي ستغامر بالانجرار إلى معركة كبرى يُظهر الفلسطينيون تحفّزاً كبيراً لها، فيما لا تبدو مدن الداخل المحتلّ وبلداته بعيدةً من سيناريواتها القاتمة إسرائيلياً.

بالنتيجة، ليس أمام الكيان إلّا فعل المزيد من الشيء نفسه، فيما أهالي الأرض المحتلّة بلغوا مرحلة يمكن القول إنهم باتوا فيها على قناعة بأن لا شيء لديهم ليخسروه، وبالتالي فهم سيزدادون استماتة في مواجهة عدو أثبتت التجارب أن القوة وحدها هي التي يمكن أن تَدفعه إلى التعقّل.

مصدر الخبر
الأخبار اللبنانية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.