تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تلاسن نووي خطير

مصدر الصورة
عن الانترنيت

كمال بالهادي

ليست المرّة الأولى التي «يستلّ» فيها المسؤولون الروس سيف «السلاح النووي» لردع الخطاب التصعيدي الغربي، فالأمم الكبرى لا تهزم بحسب تصريحات رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ديمتري ميدفيديف؛ وإن شارفت على الهزيمة فليس من خيار غير استعمال السلاح النووي.

فقد لوّح ديمتري ميدفيديف بأن استخدام الصواريخ النووية سيكون أحد خيارات بلاده، وقال إنّ القوى النووية لا تخسر الصراعات الكبرى التي يتوقف عليها مصيرها. وفي شبه هجوم كلامي ساحق على الغرب الذي اجتمع لتحديد خيارات المعركة مستقبلاً في الساحة الأوكرانية، قال ميدفيديف «كرر جمع السياسيين من الحمقى شعارات على غرار لتحقيق السلام يجب أن تخسر روسيا، ولا يخطر ببال هؤلاء التعساء استخلاص الاستنتاج البدائي وهو أن هزيمة أي قوة نووية في حرب تقليدية يمكن أن تؤدي إلى اندلاع حرب نووية». وهذه التهديدات باللجوء إلى السلاح الأخطر على وجه الأرض، كان الرئيس الروسي بوتين قد صرّح بها في خطابات سابقة ما يعني أن الروس لا يجادلون ولا يمزحون إن تعلق الأمر بأمنهم القومي الذي يرونه يقع تحت طائلة تهديد غربي.

عندما يتكلّم قادة روسيا الكبار مثل الرئيس الروسي ونائب رئيس مجلس الأمن القومي ووزير الخارجية سيرغي لافروف عن احتمالية اللجوء إلى السلاح النووي، فإن ذلك يعبّر عن سياسة روسية تترجم عبر خطط عسكرية جرى الاستعداد لها، وجرى التدرب على تنفيذها عند الحاجة. ففي نهاية سنة 2022، أعلن الرئيس الروسي بوتين عن أنّ «بلاده ستحافظ على استعدادها القتالي، وستعمل على تحسين «الثالوث النووي»، باعتباره الضمان الرئيسي لسيادة روسيا». ويشرح خبراء مفهوم الثالوث النووي بالقول إن بوتين يقصد القوات النووية: «البرية والجوية والبحرية»، وهنا يقول الخبير الروسي العسكري شاتيلوف مينيكايف، إنها القوات الاستراتيجية من الصواريخ بعيدة المدى وعالية الدقة، التي تستطيع حمل رؤوس نووية، والقادرة على تنفيذ مهمات الردع الاستراتيجي الشامل.

وعندما كشف الرئيس الروسي لأول مرة عن الغواصة «بيلغورود» والطوربيد «بوسيدون» في العام 2018، قال إن هذا السلاح نوع جديد من الأسلحة النووية الاستراتيجية بمصدر قوته الخاص وأنه «لا يمكن إيقافه». وأضاف بوتين: «إنها ذات ضوضاء منخفضة للغاية ولديها قدرة عالية على المناورة وغير قابلة للتدمير عملياً بالنسبة للعدو.. لا يوجد سلاح يمكنه مواجهتها في العالم اليوم».

ويدعم هذه القوّة العسكرية قرار سياسي لا يتراجع ولا يجادل في أمن روسيا. فالرئيس بوتين أكد في أكثر من مرة أنّه لن يتردد في استخدامه وها هو نائب رئيس مجلس الأمن القومي يلوّح بلهجة حادة باستخدامه، كما أن ثعلب الدبلوماسية الروسية سيرغي لافروف، قد حذر من أن سياسة الغرب في تطويق بلاده «خطيرة للغاية» ومن شأنها الزجّ بالقوى النووية في صراع مسلح مباشر، مؤكّداً أنه في حال نشوب حرب نووية، لن يتمكن أي طرف من تحقيق النصر فيها.

السؤال الذي يمكن أن يشكل قلقاً كبيراً للغرب هو، إلى أيّ مدى يمكن لبوتين أن يمضي في خيار استعمال السلاح النووي؟ وماهي ممكنات توظيف هذا السلاح؟

يقول خبراء لمجلة «الاوبسرفاتور» الفرنسية في نطاق ندوة حول خيارات الحرب النووية، إنّ هذا الخيار سيكون مرعباً للجميع وسيشكل خطراً يهدد كوكب الأرض، لأنه المرة الأولى التي سيلجأ فيها أحد أطراف الصراع إلى استخدام القنبلة النووية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية في مدينتي هيروشيما وناكازاكي.

الولايات المتحدة الأمريكية ردّت على التهديدات الرّوسية بالقول عن طريق وزارة خارجيتها «إن الحرب النووية لا يمكن أن تبدأ لأنه لا يمكن الانتصار فيها». ولكن هذا الأمر لا يعني جنوحاً للسلام وإبعاداً لشبح الحرب النووية، بل إنه خيار يقلل من احتمالية رفع مستوى الحرب إلى الصراع النووي، وإبقائه في مستوى الصراع الدائر حالياً لإنهاك روسيا ومن ثمة جرّها إلى الهزيمة.

وحلف الناتو يرى أن «روسيا ستظل تشكل تهديداً للحلف حتى لو هُزمت قواتها في أوكرانيا». حيث أوضح الأميرال روب باور، رئيس اللجنة العسكرية للحلف، في تصريحات إعلامية «مهما كانت نتيجة الحرب، فمن المرجح أن تكون للروس طموحات مماثلة. وبالتالي فإن التهديد لن يزول». وهذا ما يجعل أبواب الصراع مفتوحة على كل الاحتمالات.

مصدر الخبر
الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.