تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

طاقم جديد من المذيعين الشباب في مصر دون كاريزما

مصدر الصورة
العرب

تعددت الوجوه الإعلامية الجديدة في الإعلام المصري، واعتمدت بعض الفضائيات على نماذج لمذيعين ومذيعات حجزوا أماكنهم في ظل تراجع قدرة اتحاد الإذاعة والتلفزيون الرسمي على تفريغ إعلاميين جدد مع وقف استقطابه للكوادر اللامعة، لكن الأسماء مازالت لم تُعلن عن نفسها كوجوه جذابة لدى الرأي العام.

القاهرة - قررت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية تعيين فتاة لا يتجاوز عمرها 18 عاماً كمذيعة في فضائية “إكسترا نيوز” الإخبارية بعد ساعات من إشادة الرئيس عبدالفتاح السيسي بها أثناء تقديمها مؤتمر “التحالف الوطني للعمل الأهلي” الأسبوع الماضي.

وأطلت الإعلامية الشابة مريم حسن في اليوم التالي على الجمهور عبر قناة “إكسترا نيوز”، وقدمت النشرة الصباحية، ما أثار جدلاً إعلاميًا حول ما إذا كانت سرعة ظهورها ترتبط بإشادة الرئيس المصري فقط أم أنها تملك موهبة حقيقية.

وإذا كان التقدير الأول هو الأقرب إلى الواقع، فالموقف أصبح ينطوي على قدر فاضح من الدعاية السياسية، وحتى لو كانت المذيعة الشابة تستحق أن تجلس على كرسي المذيع بعد أن حققت المركز الأول في مسابقة “الدوم”، فإن طريقة تعيينها السريعة وصغر سنها ووجود الكثير من الموهوبين غيرها، أثارت شبهات حول كفاءتها المهنية.

يؤخذ على بعض الفضائيات الحديثة أنها لا تتريث أحيانا في تقديم الوجوه الجديدة، عكس التلفزيون الحكومي

حصدت مريم حسن، التي طافت صورتها مواقع التواصل الاجتماعي عقب تقديمها حدثًا شارك فيه رئيس الدولة، جائزة برنامج “الدوم” الذي أطلقته الشركة المتحدة للبحث عن المواهب في مجالات مختلفة في فئة التقديم التلفزيوني خلال مارس الماضي، وقدمت أداءً جيداً وخاضت فترة تدريب لعدة أشهر بفضائية “إكسترا نيوز” قبل تعيينها.

تحتل عملية التحديث المستمر في الوجوه الإعلامية حيزاً من النقاشات؛ لأن الكثير من الوجوه التي قدمتها الفضائيات المصرية، التي هدفت إلى تصدير أسماء جديدة بعيداً عن إعلاميين عزف الجمهور عنهم، لم تحقق المرجو منها ولم تتمكن من جذب قطاعات كبيرة من المشاهدين. وعلى العكس كان لها تأثير سلبي أحيانا، واضطرت بعض الفضائيات إلى الاستعانة بإعلاميين قدامى قامت باستبعادهم من قبل.

ولم تسهم اللهجة التي استخدمها مذيعون شباب في جذب الفئات الشبابية إلى الفضائيات المصرية وظلت مشكلة انعدام الثقة قائمة في ما يتم تقديمه بلغة جادة. وفي المقابل حافظت برامج التوك شو، التي استخدمت لهجة شعبية ولديها إرث سابق من الخبرة، على صدارة المشهد. وهو ما يُفسر تصعيد الوجوه الجديدة في المحطات الإخبارية التي تقدم برامجها بصيغة النشرات الجافة بعيداً عن أساليب الحكي التي قد تجذب فئة الشباب وتعتمد عليها غالبية برامج التوك شو.

ويتفق العديد من خبراء الإعلام على أن المذيعين الشباب الذين خاضوا تجارب عديدة في وسائل الإعلام المختلفة مازالوا في طور الاختبار، وأن قدرة أي منهم على الاستمرار وتحقيق النجومية المطلوبة تتوقف على كفاءتهم الشخصية والمساحة المتروكة لهم للتفاعل مع الجمهور، وقد يستمر البعض الآخر من دون أن يترك أثراً واضحًا، وسوف يكون عرضة للأفول أو الغياب بشكل كامل إذا لم تتطور المهارات.

وقال رئيس قطاع الأخبار بالتلفزيون المصري سابقًا إبراهيم الصياد لـ”العرب” إن “الاستعانة بأي مذيع شاب لا يجب أن تخضع لتوجيهات رئاسية، وبوجه عام فإن تجديد الدماء أمر مطلوب في الإعلام المصري بما يمنع الوصول إلى حالة الجمود الكاملة التي تتولد عنها آثار سلبية للغاية على الوسائل الإعلامية”.

وشدد في الوقت ذاته على أن اختيار الشباب لا بد أن يخضع لأسس مهنية سليمة، ويكون المرشح للوظيفة الإعلامية مؤهلا بشكل جيد كي لا تذهب جهود التطوير والتحديث هباءً، فإذا لم تكن الوجوه التي يقدمها الإعلام المصري حاليًا على قدر عال من المهنية والكفاءة فلن يكون هناك أثر واضح للتطوير.

وأوضح أن تقديم إعلاميين صاعدين يتطلب عملية تأهيل تغيب في الأغلب عن الأسماء الجديدة، وتتمثل في تعريفهم أساسيات المهنة وسلامة النطق وإجادة لغة أجنبية واحدة على الأقل لتقوية نطق الأسماء الأجنبية، بجانب عملية التدريب المستمرة للإعلاميين، على أن يستمر ذلك لفترات طويلة قبل الظهور المباشر على الشاشة.

تحديث مستمر للوجوه الإعلامية

تحديث مستمر للوجوه الإعلامية

ويؤخذ على بعض الفضائيات الحديثة أنها لا تتريث أحيانا في تقديم الوجوه الجديدة، عكس التلفزيون الحكومي الذي كان معروفًا عنه إخضاع النماذج الشابة لفترات تدريبية طويلة قد تصل إلى سنوات قبل أن تظهر للجمهور، بما يسهم في فرزهم واختيار من يصلح منهم، ولذلك نجح في تقديم وجوه حققت شهرة وتأثيرا واسعين.

وقدمت فضائية “إكسترا نيوز” عددا من المذيعين والمذيعات خلال السنوات الماضية، من بينهم جاكلين ماهر ويارا مجدي وحبيبة عمر وهشام عبدالتواب ونانسي نور، وسبقتهم لما جبريل وآية عبدالرحمن ومحمود السعيد وندى رضا.

واستعانت فضائية “القاهرة الإخبارية” التي أطلقتها الشركة المتحدة في بداية نوفمبر الماضي بعدد آخر من الشبان والفتيات، من بينهم همام مجاهد وآية لطفي وفيروز مكي ورغدة أبوليلة ومارينا المصري ومحمد جاد ونهى درويش وهدى كمال وليندا عبداللطيف، وخطا البعض منهم خطوات تؤهلهم للمزيد من النجاح.

واعتمدت الشركة المتحدة في خطتها لتطوير القناة الأولى بالتلفزيون الحكومي قبل ثلاثة أعوام على عدد من الشباب، من بينهم من حقق نجاحات لاحقة مثل دينا عبدالكريم وجومانا ماهر وهبة جلال وهدير أبوزيد ومحمد الشاذلي وحسام الدين حسين، وأسماء قنديل ومنة الشرقاوي وإيمان منصور.

وأكد إبراهيم الصياد لـ”العرب” أن “الإعلامي المؤهل لشغل وظيفته هو الأكثر قدرة على التفاهم مع أبناء جيله، ما يقلل الفجوة بين الأجيال، كما أنه يستفيد من خبرات كبار الإعلاميين ويخلق روابط تواصل مع قطاع جديد من الجمهور تسعى وسائل الإعلام لمخاطبته، لكنها مهمة صعبة بحاجة إلى كفاءات يجب تجهيزها بالشكل المطلوب”.

وتكمن الأزمة في التركيز المستمر على شكل الإعلامي ومدى الثقة به من دون اهتمام كبير بالجوانب المهنية التي تعد هي العامل الرئيسي في صنع نجوميته، وبعض الأسماء التي جرى تقديمها تفتقر إلى الخلفيات الثقافية العميقة ما يجعلها غير قادرة على إثراء الحوار، ويجب إعادة التأهيل بما يمكن الشاب والفتاة من تقديم صورة جيدة.

ويشير بعض خبراء الإعلام إلى أن دفع المذيعين إلى الخروج أمام الكاميرات في غياب توافر المعلومات الكاملة ووسط مشكلات تتعلق بحرية تداولها يخصم من رصيدهم دون أن يكون ذلك ناجما عن تقصير منهم، وبالتالي يظهر البعض منهم كأشخاص بحاجة إلى توسيع مداركهم وصقل مهاراتهم ومواهبهم المعرفية ويكونون عرضة للتعثر.

 
مصدر الخبر
العرب

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.