مصدر الصورة
سانا SNS
نفى وزير الخارجية السوري علمه بشأن اعتزام وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون زيارة دمشق وتوجيه دعوة للرئيس الأسد من نظيره الأمريكي باراك أوباما لزيارة واشنطن.
وقال الوزير وليد المعلم خلال مؤتمر صحفي مشترك مع خافيير سولانا بدمشق اليوم الأحد "ان بلاده لم تطلع على خطة السلام التي يعتزم الرئيس أوباما طرحها" وقال "لم نطلع على خطة أوباما أو أي خطة أخرى، لكن نريد أن نعرف حقا عندما يتواتر الحديث عن اجتماعات بين الفلسطينيين والإسرائيليين ماذا عن وقف الاستيطان؟، ووقف تهويد القدس، وتدمير المنازل، وماذا جرى في موضوع رفع الحصار عن غزة؟ ".
واضاف المعلم ان " الجهود منصبة حاليا على المسار الفلسطيني أما موقفنا من أي مؤتمر دولي للسلام فنحن نعتقد أن مثل هذا المؤتمر يجب التحضير الجيد له وأن تتوضح مرجعياته وأن يأتي تتويجا للتقدم على المسارات الثنائية".
بدوره شدد سولانا على أن مفاوضات السلام "أمر جوهري وينبغي أن تستمر ولكن الوساطة أمر هام أيضا وينبغي الا نترك الأطراف المعنية تتفاوض إلى ما لا نهاية وفي حال لم تنجح ينبغي أن توضع على الطاولة مقترحات من شأنها تحقيق الهدف الذي نسعى من أجله".
وأضاف "أما من حيث الخطوات العملية فنسعى جاهدين أن يتحقق استئناف للمفاوضات حتى انعقاد الجمعية العامة لكي يتم تحقيق شيء ملموس".
وعن استراتيجية الاتحاد الأوروبي في موضوع السلام قال "تم طرح الكثير من القضايا وكلها هامة وأهمها استئناف السلام وبالتالي فإن جهودنا جميعا سواء من الاتحاد الأوربي أو أمريكا تنصب كلها لتحقيق هذا الهدف، ونأمل تحقيق ذلك بالقريب العاجل ونعني بالقريب العاجل قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة" .
وحول التوتر في العلاقات السورية العراقية ودعوة بعض المسؤولين العراقيين لتشكيل محكمة دولية لمحاكمة بعثيين مقيمين في سورية على غرار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان قال المعلم"هذا شأن عراقي، لكن أعتقد أننا نعيش في هذه المنطقة ونريد أن نرى أي إجراء يتخذ من قبل مجلس الأمن يجب أن يراعي على كل الجرائم التي عانى منها الشعب العراقي منذ احتلال أراضيه وكل المجازر الجماعية خاصة وأن البيانات التي صدرت عن الأمن العراقي تشير إلى مليون ضحية".
وشدد الوزير السوري موقف بلاده من العلاقات مع العراق "موقفنا من هذا واضح نحن مع علاقات حسن الجوار وعلاقات أخوية مع العراق الشقيق، لكن كلكم يعرف من أساء إلى هذه العلاقة ومن يتحمل مسؤولية التدهور".
ونفى وزير الخارجية السوري علمه بالتقارير التي تحدثت عن عزم القيادة السورية إلغاء القانون 49 لسنة ،1980 الذي ينص على عقوبة الإعدام بحق من يدان بالانتماء لجماعة “الإخوان”، رفعت نتائج دراستها إلى الجهات المختصة تمهيداً لإصدار القرار اللازم لإيقاف العمل بالقانون المذكور.
وعن التقارير التي تحدثت عن وجود وساطة سورية بين إيران والغرب بشأن الملف النووي وملف المعتقلتين الفرنسيتين قال الوزير المعلم "نحن لم نكن وسطاء في هاتين المسالتين، نحن قلنا بوضوح نرفض التدخل الخارجي في الشؤون الإيرانية، وما قمنا به هو أن نستمع إلى أصدقائنا في الغرب وننقل ما نسمعه عن وجهة نظرهم، وسنستمع إلى أصدقائنا في طهران وننقل إلى الغرب وجهة نظرهم، لكن لسنا وسطاء في كل هذه المسائل، وهذا لا يعني أننا لا نتشاور في الأوضاع الإقليمية والدولية".
وبالنسبة لتشكيل الحكومة اللبنانية قال الوزير المعلم "هذا شأن لبناني ونحن ندعم الحوار ونريد أن نرى تشكيل الحكومة في اقرب وقت".
أما بالنسبة للتقارير التي تحدثت عن اعتزام سورية تقديم ملف إلى مجلس الأمن حول محكمة الحريري أوضح الوزير المعلم " محكمة الحريري شأن لبناني بين لبنان والأمم المتحدة" وأضاف "بعد تصريحات اللواء جميل السيد أصبح واضحا أن التحقيقات التي جرت في عهد ميلس كانت موجهة ومبرمجة لاتهام سورية".
وحول مباحثاته مع المسؤولين السوريين أكد سولانا أن "لدمشق دوراً كبيراً" يمكن أن تلعبه وقال "نحن نحاول وضع استراتيجية للسلام والاستقرار في المنطقة، تحدثنا عن ذلك وعن العلاقات الثنائية بين الاتحاد الاوروبي وسورية" مشيراً إلى أن توقيع اتفاق الشراكة السورية الأوروبية يمكن أن يتم قبل نهاية العام".
كما نوه المسؤول الأوروبي بالجهود التي بذلتها سورية والرئيس بشار الأسد شخصيا بشأن الرهينتين الفرنسيتين وهذا ما عبر عنه الرئيس الفرنسي ساركوزي.
وصل سولانا الى سورية اليوم الأحد في إطار جولة في المنطقة تستمر أربعة أيام تشمل سورية والأراضي الفلسطينية ومصر والأردن ولبنان تستهدف دفع جهود السلام في المنطقة إلى الأمام.
وزار سولانا دمشق نهاية شهر شباط الماضي واستقبله الرئيس السوري بشار الأسد ووصف سولانا مباحثاته مع الأسد وقتها بأنها جيدة للغاية وقال "تصدت لكل المواضيع وخرجت بشعور أن هناك إمكانية لدفع (المفاوضات) قدما بتعاون سورية وآمل ان أتمكن من العودة خلال الأسابيع والأشهر القادمة لأقول أن المسائل التي اعتزمنا تحقيقها قد حققناها بالفعل".
