تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

لقاء بايدن وماكرون: الحفاوة لا تغطي على الخلاف التجاري

مصدر الصورة
وكالات

الرئيس الفرنسي، الذي حظي بحفاوة كبيرة في واشنطن، حرص على تذكير الرئيس الأميركي بأن الإعانات التي تقدمها الولايات المتحدة لشركاتها تمثل خطرا على الغرب، وأنها قد تؤدي إلى تفتيته.

واشنطن - احتفل الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس بمرور أكثر من 200 عام على العلاقات الأميركية - الفرنسية، لكن نزاعا يدور في الخفاء بسبب الإعانات الجديدة المقدمة للشركات الأميركية يظل نقطة الخلاف الرئيسية، في وقت حذر فيه ماكرون من أن هذه الإعانات يمكن أن تفتت الغرب وأن الولايات المتحدة وأوروبا “ليستا على قدم المساواة” بسبب هذا الدعم.

واستضاف الرئيس الأميركي نظيره الفرنسي في أول زيارة يقوم بها إلى الولايات المتحدة منذ أن تولى بايدن منصبه في أوائل عام 2021. وأبدى بايدن وزوجته جيل اهتماما بإضفاء مظاهر الأبهة والحفاوة عبر مراسم استقبال فخمة، وحفل عشاء رسمي فاخر تم من أجله استقدام 200 من قشريات جراد البحر الحية (اللوبستر) من ولاية مين.

وكان ماكرون وزوجته بريجيت وصلا إلى واشنطن الثلاثاء في ثاني زيارة له إلى الولايات المتحدة منذ توليه منصبه في 2017.

والتقى بايدن (80 عاما)، وماكرون (44 عاما) عدة مرات في المحافل الدولية، لكن هذه المرة سيحظى الرئيسان بقضاء وقت أطول معا.

وتناول الزعيمان العشاء الأربعاء في مطعم إيطالي بمنطقة جورج تاون التاريخية في لفتة طيبة من الرئيس الأميركي.

وناقش ماكرون مع بايدن المخاوف الفرنسية والأوروبية إزاء الإعانات المقدمة بموجب القانون الأميركي لخفض التضخم، الذي يقدم دعما كبيرا بقيمة 430 مليار دولار للمنتجات أميركية الصنع، ويهدف إلى معالجة أزمة المناخ.

ويقول القادة الأوروبيون إن القانون الذي وقعه بايدن في أغسطس غير عادل للشركات غير الأميركية وسوف يمثل ضربة قاصمة للاقتصادات الأوروبية في الوقت الذي تحاول فيه أوروبا السيطرة على تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ في فبراير.

وحذّر الرئيس الفرنسي من أنّ برنامج الولايات المتحدة للاستثمارات والإعانات لمساعدة الشركات المحليّة يهدّد “بتفتيت الغرب”.

وفي كلمة ألقاها أمام الجالية الفرنسية في سفارة بلاده بواشنطن حذّر ماكرون أيضاً من “خطر” أن تذهب أوروبا عموماً وفرنسا تحديداً ضحية للتنافس التجاري الراهن بين واشنطن وبكين، أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.

وأوضح الرئيس الفرنسي أنّه كان “مباشراً” وسمّى الأمور بأسمائها خلال غداء عمل مع أعضاء في الكونغرس.

وقال “لقد أبلغتهم بصراحة وصداقة كبيرتين بأنّ ما حدث في الأشهر الأخيرة يمثّل تحدّياً لنا: الخيارات المتّخذة (…) ولا سيّما ‘قانون خفض التضخّم’ هي خيارات ستؤدّي إلى تفتيت الغرب”.

وشدّد الرئيس الفرنسي على أنّ “قضايا الطاقة وتكلفة الحرب (في أوكرانيا) ليست هي نفسها في أوروبا والولايات المتّحدة”.

وأوضح ماكرون أنّ تداعيات برنامج المعونات الحكومية للشركات في الولايات المتّحدة ستكون كارثية على الاستثمارات في أوروبا.

وقال إنّ هذا البرنامج “يخلق فروقات بين الولايات المتحدة وأوروبا لدرجة أنّ أولئك الذين يعملون في العديد من الشركات سيقولون لأنفسهم سنتوقف عن القيام باستثمارات على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي”.

وأكّد ماكرون أنّه ندّد خلال غدائه مع البرلمانيين الأميركيين بالإجراءات “شديدة العدوانية” التي اتّخذها الرئيس الديمقراطي جو بايدن لتعزيز الصناعة الأميركية، داعياً إلى تنسيق اقتصادي أفضل بين ضفّتي المحيط الأطلسي.

وشدّد على أنّ “هذه الخيارات لا يمكن أن تنجح إلا إذا كان هناك تنسيق بيننا، إذا اتّخذنا القرارات سويّاً، إذا تناغمنا مجدّداً”.

وذكّر في كلمته بمتانة الصداقة التي تجمع بلاده بالولايات المتّحدة.

وقال “فلنحاول معاً أن نرتقي إلى مستوى ما نسجه التاريخ بيننا، إلى تحالف أقوى من كلّ شيء”.

وأضاف أن زيارته الرسمية الثانية إلى الولايات المتحدة بعد تلك التي قام بها في 2018 “تُظهر أيضاً قوة العلاقة بين الولايات المتّحدة وفرنسا”.

وقال أحد المشاركين في الاجتماع الذي عقده ماكرون مع مشرعين أميركيين بمكتبة الكونغرس إن الرئيس الفرنسي وصف قانون خفض التضخم بأنه “عدواني للغاية” تجاه الشركات الأوروبية.

وأخبر ماكرون الجالية الفرنسية في واشنطن أن كلفة الحرب في أوكرانيا أعلى بكثير في أوروبا مقارنة بالولايات المتحدة، وأن أوروبا تواجه خطر التخلف عن الركب إذا نجحت الإعانات المقدمة بموجب القانون الأميركي في جذب استثمارات جديدة. وحذر ماكرون من أن هذا يمكن أن “يقسم الغرب”.

ولم يكن هناك ما يشير إلى أن بايدن مستعد لتقديم تنازلات.

وعند سؤالها عن المخاوف الأوروبية، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان – بيير إن القانون “يقدم فرصا مهمة للشركات الأوروبية بالإضافة إلى فوائد لأمن الطاقة في الاتحاد الأوروبي”.

ويُعد ماكرون أول زعيم أجنبي تتم دعوته لحضور مأدبة عشاء رسمية في البيت الأبيض في فترة حكم بايدن وهو ما يشير إلى الأهمية التي توليها واشنطن لعلاقتها بباريس على الرغم من بعض الخلافات مع إدارة بايدن.

وتأتي زيارة ماكرون في أعقاب الاجتماع الذي حضره وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي والذي تعهدوا فيه بتقديم المزيد من المساعدات لأوكرانيا لمساعدتها على مواجهة الهجمات الروسية التي تستهدف البنية التحتية للطاقة مع اقتراب فصل الشتاء.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن حلف شمال الأطلسي، الذي تعد الولايات المتحدة وفرنسا من أعضائه المؤسسين، ناقش أيضا كيفية مواجهة التحديات الناجمة عن تصاعد القوة العسكرية للصين وتعاونها مع روسيا. وقال ماكرون في وقت سابق إن الصين لا ينبغي أن تكون محور تركيز حلف شمال الأطلسي.

مصدر الخبر
العرب

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.