تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

العالم في حاجة إلى عقد بيئي جديد

مصدر الصورة
وكالات

يجتمع ممثلون عن 195 دولة في مؤتمر جديد للمناخ في مدينة مونتريال لوضع اتفاق عالمي جديد لحماية الطبيعة والمناخ (معاهدة التنوع البيولوجي)، وترفع مشاركة الصين والولايات المتحدة في المؤتمر آمال نشطاء البيئة في التوصل إلى صيغة يمكن تطبيقها.

كوالالمبور – بعد محادثات المناخ في مصر هذا الشهر “كوب 27″، يحول دعاة حماية البيئة انتباههم إلى قمة خضراء أخرى قادمة للأمم المتحدة، تُعرف باسم “كوب 15”.

وخلال القمة الممتدة بين السابع والتاسع عشر من ديسمبر في مونتريال، من المنتظر تكليف حوالي 195 دولة بوضع اللمسات الأخيرة على صفقة عالمية جديدة للتنوع البيولوجي لوقف الأضرار التي تلحق بالنباتات والحيوانات والنظم البيئية، على غرار اتفاقية باريس لعام 2015 لمعالجة تغير المناخ.

وتأثرت المفاوضات بشأن اتفاقية حماية الطبيعة التي أجريت في مارس ويونيو، بالتعطيلات التي تسبب فيها وباء كورونا وانتقلت من الصين بسبب القيود الصحية، لكن المراقبين شعروا بالإحباط بسبب التقدم البطيء.

واشنطن لم تصادق على معاهدة اتفاقية التنوع البيولوجي الأصلية، وبالتالي فهي لا تلعب دورا رسميا في المفاوضات

ويُنظر إلى تعزيز الحفاظ على المناطق الطبيعية وإدارتها، مثل المتنزهات والمحيطات والغابات والبرية، على أنه أمر بالغ الأهمية لحماية النظم البيئية التي يعتمد عليها البشر والحد من ظاهرة الاحتباس الحراري في الأهداف المتفق عليها دوليا.

ما هي اتفاقية التنوع البيولوجي؟

تم التوقيع على اتفاقية الأمم المتحدة في “قمة الأرض” في ريو سنة 1992 وصدق عليها في ما بعد حوالي 195 دولة (لا تشمل الولايات المتحدة) وقد صُمّمت اتفاقية الأمم المتحدة لحماية الأنواع النباتية والحيوانية وضمان استخدام الموارد الطبيعية بطرق مستدامة.

كما تسعى إلى “التقاسم العادل والمنصف” لفوائد المواد الوراثية الطبيعية المستخدمة في كل المجالات من الأدوية إلى أصناف المحاصيل الجديدة.

وهذا يعني ضمان حصول السكان الأصليين والبلدان التي هي موطن للثروات البيولوجية على مكاسب من استغلالها.

وقالت مارغريت كوهلو قائدة الممارسات المالية في الصندوق العالمي للطبيعة، إن “مؤتمر كوب 15 حيوي لعكس أزمة الطبيعة التي نشهدها”.

وأضافت “هذه هي اللحظة التي ننتظرها جميعا: أن يجتمع قادة العالم أخيرا ويتفقوا على العقد القادم من أهداف الحفظ واتخاذ إجراءات لعكس فقدان التنوع البيولوجي لحماية حياتنا على الأرض والحفاظ عليها”.

وتتولى الصين رئاسة كوب 15 على الرغم من أن القمة ستعقد في مدينة مونتريال الكندية، مقر أمانة اتفاقية التنوع البيولوجي، حيث تواصل بكين معركتها مع كوفيد – 19.

وسيحضر رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو كوب 15، على الرغم من خطة الصين لعدم دعوة رؤساء الدول، وهو قرار انتقدته المجموعات الخضراء. ومن غير المتوقع أن يحضر الرئيس الصيني شي جين بينغ.

ويعتمد الناس على الطبيعة، من البر إلى المحيط، لتزويدهم بالهواء النظيف والمياه. ويعدّ تنظيم هطول الأمطار أمرا حيويا لزراعة المحاصيل الغذائية. ويقول العلماء إن خدمات دعم الحياة الأساسية يمكن أن تتعثر عندما تتضرر النظم البيئية.

ولأن النباتات تمتص ثاني أكسيد الكربون، فإن تعزيز الحفاظ عليها يُنظر إليه على نطاق واسع باعتباره إحدى أرخص الطرق وأكثرها فعالية لإبطاء تغير المناخ.

لكن الغابات والنظم البيئية الأخرى لا تزال تتعرض للتدمير، غالبا لتوسيع الزراعة وإنتاج السلع مثل زيت النخيل وفول الصويا ولحم البقر لإطعام عدد متزايد من سكان العالم.

وقال تويريس جايغر رئيس مؤسسة راينفوريست النرويجية، إن “الأنشطة البشرية تتسبب في أكبر خسارة في الأرواح على وجه الأرض منذ انقراض الديناصورات. يعرض سلوكنا وطريقة إنتاجنا واستهلاكنا ما لا يقل عن مليون نوع لخطر الانقراض، أكثر من أي وقت مضى في تاريخ البشرية”.

أهداف كوب 15 

تأمل القمة في تحديد أهداف طويلة الأجل لحماية الطبيعة لمنتصف القرن، بالإضافة إلى أهداف قصيرة الأجل لسنة 2030، والدفع من أجل تكريسها في السياسات الوطنية.

لم يحدث ذلك في الغالب مع الأهداف العالمية السابقة لخفض فقدان التنوع البيولوجي التي حُدّدت في 2002 و2010، والتي لاقت تجاهلا كبيرا وعانت من نقص التمويل.

وقال تقرير للأمم المتحدة العام الماضي إن الإنفاق العالمي السنوي لحماية الطبيعة واستعادتها ينبغي مضاعفته ثلاث مرات هذا العقد إلى حوالي 350 مليار دولار بحلول 2030.

وكانت الحاجة إلى المزيد من الأموال لمساعدة الدول النامية على تحقيق أهداف أي اتفاق جديد نقطة شائكة خلال المحادثات، على الرغم من أن الصين أطلقت صندوقا جديدا لهذا الهدف.

وتشمل مجالات تركيز كوب 15 الأخرى الاعتراف بحقوق الشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية وقيادتها في حماية التنوع البيولوجي وإعادة تخصيص الإعانات.

ووُجد دعم واسع لركيزة مركزية لاتفاق الطبيعة المخطط له: هدف الحفاظ على 30 في المئة على الأقل من أراضي الكوكب ومحيطاته بحلول 2030، والمعروفة باسم “30 في 30”.

جورجينا تشاندلر: توجد مشاكل مناخية وتنوع بيولوجي مشتركة ذات حلول مشتركة

وقال زعماء في قمة المناخ كوب 27 إن الدعم الآن موجود من 110 دول على الأقل، وهو تقدم كبير بعد أن كان هذا العدد لا يتجاوز 70 دولة فقط قبل سنة.

وتشمل الدول التي تدعو إلى حماية أكثر للطبيعة من كوب 15 كندا ودول الاتحاد الأوروبي وكوستاريكا وكولومبيا وبريطانيا، وفقا لدعاة الحفاظ على البيئة.

ودعا بعض المسؤولين إلى قيادة سياسية أقوى من قبل الصين لضمان نتيجة ناجحة.

ولم تصادق الولايات المتحدة مطلقا على معاهدة اتفاقية التنوع البيولوجي الأصلية، وبالتالي فهي لا تلعب دورا رسميا في المفاوضات على الرغم من أنها سترسل وفدا إلى كوب 15 وعينت مونيكا مدينا مؤخرا مبعوثة خاصة للتنوع البيولوجي وموارد المياه.

كما تعهد الرئيس جو بايدن بحماية ما لا يقل عن 30 في المئة من المياه البرية والساحلية للولايات المتحدة بحلول 2030، كجزء من الحملة الدولية الأوسع لـ30 في 30.

ويقول مراقبون إن العديد من الدول النامية لم تدعم هذا الهدف بعد، على أمل الحصول على المزيد من الأموال من الدول الغنية التي تعتمد على السلع الأساسية التي توفرها الدول الفقيرة.

ولا يزال بعض القادة السياسيين يراهنون على استغلال موارد بلدانهم الطبيعية لانتشال المواطنين من براثن الفقر ​​خاصة بعد جائحة كوفيد – 19.

وقال بريان أودونيل مدير “الحملة من أجل الطبيعة” ومقرها الولايات المتحدة، إن “أكبر المخاطر هي تشتت انتباه قادة العالم، وبعض المعارضين الصريحين للعمل الطموح بشأن التنوع البيولوجي، وفشل الدول الغنية في توفير التمويل الكافي لتنفيذ الاتفاقيات”.

وأضاف أن “العديد من الحروب والصراعات الإقليمية وارتفاع أسعار الطاقة والتضخم وتحديات الميزانية جذبت الانتباه والقيادة بعيدا عن الطبيعة”.

المناخ والطبيعة متشابكان

قالت جورجينا تشاندلر خبيرة السياسة الدولية في الجمعية الملكية لحماية الطيور ومقرها المملكة المتحدة، إن الطريقة التي تراقب بها البلدان وعودها بالعمل وتبلغ عنها وتكثفها ستكون مفتاح نجاح صفقة التنوع البيولوجي الجديدة.

وتابعت “لدينا فرصة لإنشاء إطار عمل يتمتع بقدر أكبر من القابلية للقياس والمساءلة والالتزام بالتنفيذ”، مضيفة أن هناك مخاوف من أن هذه الجوانب قد لا تُؤمّن كجزء من اتفاقية في كوب 15.

وذكرت تشاندلر أن حماية النظم البيئية واستعادتها يُنظر إليها أيضا على أنها ضرورية لتحقيق أهداف اتفاقية باريس، في حين أن لآثار تغير المناخ آثارا مدمرة على الطبيعة حول الكوكب.

خبراء التنوع البيولوجي أعربوا عن خيبة أملهم لأن "الخطة التنفيذية" المتفق عليها في قمة المناخ الأخيرة كررت ببساطة اللغة الخاصة المستخدمة في اتفاقية كوب 26

وقالت “توجد مشاكل مناخية وتنوع بيولوجي مشتركة ذات حلول مشتركة”، مشيرة إلى الانبعاثات الدفيئة بسبب إزالة الغابات والأنشطة الزراعية التي تؤدي أيضا إلى تدمير الطبيعة.

وأعرب خبراء التنوع البيولوجي عن خيبة أملهم لأن “الخطة التنفيذية” المتفق عليها في قمة المناخ الأخيرة كوب 27 كررت ببساطة اللغة الخاصة المستخدمة في اتفاقية كوب 26 للمناخ في غلاسكو العام الماضي ولم تذكر كوب 15.

وأكدت سوزان ليبرمان نائبة رئيس السياسة الدولية في جمعية الحفاظ على الحياة البرية ومقرها نيويورك، أن المناخ والطبيعة “متشابكان”.

وقالت إن أزمة المناخ لا يمكن حلها دون حماية التنوع البيولوجي وخاصة النظم البيئية مثل الغابات، بينما لا يمكن الحفاظ على سلامة الطبيعة دون الحد من الانبعاثات ومكافحة تغير المناخ.

وشددت على أن “مستقبل الحياة على الأرض على المحك، ويمثل كوب 15 فرصة للحكومات لإظهار قدرتها على الالتزام بعمل هادف لإنقاذ الطبيعة، وبالتالي إنقاذ أنفسنا”.

مصدر الخبر
العرب

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.