اتسعت موجة نزوح قطاع الأعمال الأجنبي من السوق الصينية وخاصة الشركات الأميركية التي تقول إنها تواجه قيودا صارمة من السلطات التنظيمية.
وكشف مصدران مطلعان لرويترز الجمعة أن موديز كورب ستغلق أعمالها الاستشارية في الصين وتسرح الأشخاص المرتبطين بالوحدة في مواقع متعددة في جميع أنحاء البلاد.
وأكد المصدران، بشرط عدم الكشف عن هويتهما لأنهما غير مصرح لهما بالتحدث إلى وسائل الإعلام، أن وكالة التصنيف الائتماني بدأت في إنهاء أعمالها هذا الأسبوع.
وقال أحد المصادر إن هذه الخطوة، التي تم الإعلان عنها داخليًا لأول مرة الاثنين الماضي، أثرت على أكثر من 100 موظف في مكاتب موديز في بكين وشنغهاي وشنتشن.
أبل بدأت في تقليص عملياتها في السوق الصينية بسبب مشاكل تتعلق بتوفير الرقائق
ومع ذلك أكد المصدر أن أعمال وحدة التصنيف الائتماني لموديز ستستمر في العمل في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وقال متحدث باسم الشركة في بيان عبر البريد الإلكتروني إن وكالة موديز قد أشارت في مكالمة حديثة حول الأرباح إلى أنها "تتخذ خطوات لمواءمة قوتنا العاملة العالمية مع الظروف الاقتصادية الحالية والمتوقعة".
وأضاف المتحدث أن الشركة التي توفر معلومات مالية وأدوات تحليلية للمؤسسات المالية المحلية والأجنبية تواصل الحفاظ على وجود قوي في الصين.
وأكد المصدر الثاني أن إغلاق مكتب الوكالة في الصين يأتي في الوقت الذي يفضل فيه القطاع المصرفي في البلاد بشكل متزايد الموردين المحليين.
وتأتي الأنباء مع إعلان شركة ألعاب الفيديو الأميركية العملاقة بليزرد إنترتاينمنت أنها ستعلق معظم أنشطتها في الصين بسبب عدم تجديد اتفاقية مع شريكها المحلي في هذه السوق الأكبر عالمياً في القطاع.
وأقامت الشركة التي تتخذ من كاليفورنيا مقرا، والقائمة على ألعاب فيديو شهيرة من بينها وورلد أوف واركرافت وأوفرووتش وديابلو، وجوداً لها في الصين منذ عام 2008 من خلال التعاون مع شركة نت إيز العملاقة.
وتستمر العقود الحالية بين بليزارد ونت إيز حتى يناير المقبل، لكن الشركة الأميركية قالت إن المجموعتين “لم تتوصلا إلى اتفاق” لمواصلة شراكتهما في الصين.
وأضافت الشركة في بيان “سنعلق المبيعات في الأيام المقبلة وسيتلقى اللاعبون الصينيون معلومات مفصلة قريبا”.
وأكدت نت إيز أن الكثير من ألعاب بليزارد لن يتم تجديدها في الصين، وهي وورلد أوف واركرافت وسلسلة ستاركرافت، وهارثستون وواركرافت وريفورجد وهيروز أوف ذي ستورم وأوفرووتش وديابلو.
ولم تنجح المفاوضات بسبب فشل الطرفين في التوصل إلى اتفاق “يتوافق مع مبادئ بليزارد والتزاماتها تجاه اللاعبين والموظفين”، على ما أوضحت الشركة المطورة لألعاب الفيديو، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
وتشكل ألعاب الفيديو مصدر إيرادات طائلة في الصين، لكن القطاع يخضع منذ العام الماضي لقيود مشددة من السلطات الراغبة في التصدي لتبعاتها السلبية على المستخدمين الصغار في السن خصوصاً لناحية تسببها بالإدمان.
وفعليا، بدأت شركة الإلكترونيات أبل في تقليص عملياتها في السوق الصينية بسبب مشاكل تتعلق بتوفير الرقائق وبدأت في الاعتماد أكثر على الهند في تصنيع أجهزتها وخاصة آيفون.
وفي يونيو الماضي، قال عملاق تجارة التجزئة الرقمية أمازون إنه سيغلق متجر كيندل لبيع الكتب الإلكترونية في الصين العام المقبل.
وكانت شركة ياهو قد أعلنت في نوفمبر الماضي اعتزامها الانسحاب من الصين بسبب “الصعوبات المتزايدة في البيئة القانونية وسوق العمل”.
وقبل ذلك بشهر أغلق تطبيق لينكد إن التابع لمايكروسوفت موقعه الصيني واستبداله بموقع للإعلان عن الوظائف الخالية.
