تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

حرب أوكرانيا.. وإعادة ترتيب العلاقات الدولية..؟!!

مصدر الصورة
عن الانترنيت

هيئة التحرير

** بدأت عدة دول محاولات للتخلص من هيمنة الدولار الأمريكي؛ تبادل التجارة البينية بالعملات الوطنية، المقايضة، التخلص من السندات الأمريكية... الخ، وذلك كمرحلة للتخلص من الهيمنة الأمريكية، لكن الدولار لا زال يحتل الموقع الأول في التعاملات الدولية لسبب بسيط وهو أنّ الدول الأخرى ـ رغم امتعاضها من استخدامه ـ لم تجد منافساً بديلاً له حتى الآن.. ولكنّ مفاجآت تبدو أنها تلوح في الأفق ستنهي سطوة الأخضر المديدة ومعه الهيمنة الأمريكية..!!

** المملكة المتحدة التي خرجت من الاتحاد الأوروبي "بريكست"، اتجهت نحو العزلة المتزايدة. تبديل الحكومات "المحافظة" يعكس الارتباك الداخلي في البلاد؛ الوضع الاقتصادي المتراجع؛ البنية التحتية المتهالكة؛ الوزراء الفاسدون وسلوكياتهم المخجلة... ماذا يحدث هناك؟ كتبت إحدى جامعات المملكة المتحدة أن رؤيتها هي "إعداد القادة الذين يصنعون الفارق في العالم"؛ يبدو أن ما تحتاجه المملكة المريضة اليوم هو الرؤية الواضحة والقادة المميزون الذين يعرفون في أي اتجاه يسيرون بالبلاد..!!

** ألمانيا التي تقود القاطرة الأوروبية، تريد مسك العصا من المنتصف، كان ذلك ممكناً قبل الحرب في أوكرانيا، ولكن بعد بدء حرب استعادة روسيا لعظمتها لم يعد ذلك مقبولاً؛ إما التكامل مع روسيا أو فض الشراكة؛ اختار المستشار الألماني نهج الولايات المتحدة؛ إذن لا مزيد من الغاز الروسي الرخيص ولا مزيد من الرفاهية؛ ثمّة ثمن على الألمان دفعه في الاقتصاد ونمط الحياة وغير ذلك لقاء قرار حكومتهم بالوقوف إلى جانب العم سام..!!

** في باريس، الرئيس الفرنسي يذكّر بمسرحية الملك أوديب؛ لا يريد للنبوءة أن تتحقق، فعمل على تحقيقها بتصرفاته دون أن يدري؛ قتل أباه وتزوج أمه وفقأ عينيه؛ انعدام الوزن، وموقف اللاموقف، قول الشيء وفعل نقيضه، يقود "فرنسا امرأة أوروبا العاقر" التي قال سلفه جاك شيراك إنها لن تكون كذلك.. بل ربما كان يحذّر من أنها ستكون كذلك دون أن يدري..!!

** ليس عادياً أبداً أن تنشر صحيفة الأخبار اللبنانية ملفاً بعنوان: السعودية - أميركا: تصاعد التمرّد، "تشهد" فيه أنّ "السعودية قد فعلتْها؛ بنفوذها الكبير داخل منظمة «أوبك+»، دفعت، جنباً إلى جنْب روسيا، في اتّجاه إقرار تخفيض قاسٍ لإنتاج النفط، بما لا يقلّ عن مليونَي برميل يومياً، كان له وقْعه الصادم على الولايات المتحدة التي بدت، منذ صدور القرار يوم الأربعاء، في حالة أشبه بالهستيريا". ونضيف: أياً تكون أسباب القرار السعودي، فهو تاريخي ويرسل رسالة كبيرة بأن هيمنة واشنطن في تراجع وأنّ التعاون السعودي مع القوى العظمى الجديدة ــ روسيا والصين ــ أمر قد بدأ ولا خوف من عصا واشنطن الغليظة؛ المصالح أولاً، قُضي الأمر..!!

** كتبنا في هذه الصحيفة قبل عدة أشهر أن البطء الروسي في أوكرانيا هو "تكتيك" روسي وليس فشلاً كما يريد بعض أبواق واشنطن العربية أن يروه؛ قبل عدة أسابيع تراجعت القوات الروسية، فتقدمت القوات الأوكرانية؛ هلّل أصحاب قصر النظر للأمر؛ ردّ الرئيس الروسي بضمّ أربع مناطق إلى روسيا تعادل مساحة البرتغال تقريباً؛ هذا تصعيد ليس بالقليل من جانب موسكو التي أعلنت التعبئة الجزئية أيضاً والاستناد إلى السلاح النووي الذي بحوزتها؛ أوكرانيا تحارب عن الغرب المتغطرس، المريض بالعنجهية والغرور الغبي؛

بالمحصلة أوروبا هي المعزولة وليس روسيا؛ في الولايات المتحدة، رفعت ولاية منكوبة علم أوكرانيا طلباً للمساعدة، هل أبلغ من ذلك؟ الولايات المتحدة تستجدي نفط السعودية، ونفط إيران وفنزويلا المكبلتين بعقوباتها؛ رهانات الغرب هي اليائسة والمستجدية وتضيق أكثر فأكثر!

متى سيتوقف بوتين، ما هي خطواته القادمة؟ لا أحد يعرف، ولكن نخمّن أنّه سيستمر حتى تستسلم أوروبا وتنهزم، وحتى تنكفئ الولايات المتحدة وتتخلى عن سلوك الهيمنة والتفرد، حتى لا يضطر أحفاده الروس لخوض حرب جديدة تستهدف روسيا؛ اللافت أن أكثر من نصف العالم يدعمون حربه ولكنهم ينتظرون وضوح الصورة أكثر لكشف مواقفهم بوضوح..!!

مصدر الخبر
SNS

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.