تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

أوروبا تحصد نتائج الانقياد الأعمى وراء المشعوذ الأمريكي..؟!!

مصدر الصورة
عن الانترنيت

هيئة التحرير

منذ 24 شباط وآلاف العقوبات الغربية تنهال على روسيا. لم تفكر أوروبا في تبعات التصعيد الأمريكي على ما يبدو على مصالح القارة العجوز. في البداية، كان التهليل للفشل الروسي والخسارة الروسية في أوكرانيا نشيد القادة الأوروبيين والأمريكيين. بعد أربعة أشهر على الحرب في أوكرانيا وارتداد تأثير العقوبات على أصحابها وبدء نقص الطاقة والوقود والطعام في الغرب، وارتفاع التضخم والخشية من زعزعة الاستقرار المجتمعي... الخ، بتنا نسمع ونرى ونقرأ ما يلي:

** أعلن وزير المالية الأوكراني، سيرغي مارتشينكو، عدم وجود توافق بين الدول الأوروبية بشأن حزمة مساعدات لأوكرانيا بقيمة 9 مليارات يورو، حيث يلاحظ أن هناك إجهاد في أوروبا بسبب الصراع. وقال لصحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية، في الأشهر الأولى بعد بدء العملية الروسية الخاصة، "كانت أوروبا موحدة، أما الآن فنرى وجهات نظر مختلفة حول كيفية دعم أوكرانيا".

** حذر وزير المالية الفرنسي، برونو لوماير، من تأثير أزمة الطاقة على الفرنسيين خلال الشتاء القادم، مؤكدا أن الضغط على الطاقة تسبب في زيادة عبء الديون بقيمة 12 مليار يورو. وأشار لوماير خلال مؤتمر صحفي بمناسبة الاجتماعات الاقتصادية في "إكس إن بروفانس" إلى أنه تم وضع الموازنة العامة في حالة تأهب. وقال: "نحن أمام خيارات معقدة، نحن لا يمكننا الاستمرار في تدفئة أنفسنا والتنقل، كما لو أن شيئا لم يحدث"، بحسب ما نقلت عنه صحيفة "ويست فرانس" الفرنسية. وشدد الوزير الفرنسي على ضرورة وضع "درع تعريفي" للسيطرة على الأسعار!

** رجحت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن ترتفع فواتير الكهرباء للأسر البريطانية إلى أكثر من ثلاثة آلاف جنيه إسترليني سنويا في كانون الثاني من العام المقبل، ما يهدد "بالفقر لملايين الأشخاص". ولفتت الصحيفة إلى أن التوقعات الجديدة قاتمة وستضع ضغوطا إضافية على الأسر التي تواجه بالفعل ارتفاعا في الأسعار في سياق أزمة تكلفة المعيشة. وبالتالي، فإن البريطانيين يكافحون بالفعل مع ارتفاع أسعار الغذاء والوقود، والتضخم، بعد ارتفاعه إلى 9.1٪ الهائل في أيار، إذ يرجح بالارتفاع إلى 11٪ بحلول نهاية العام.

** نشرت صحيفة "الفايننشال تايمز" مقالا للكاتب مارتن وولف بعنوان: الاقتصاد البريطاني يعاني من الركود والأسباب عميقة. ويقول الكاتب: خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ليس التحدي الأهم الذي يواجه صانعي السياسة البريطانيين؛ الأهم من ذلك، هو بسيط في الوصف ويصعب حله؛ هو الركود طويل الأجل في الإنتاجية والدخول الحقيقية؛ إذا لم تستطع الدولة حل هذا، فمن غير المرجح أن تحل الكثير من الأمور المهمة. حتى أزمة تكلفة المعيشة الحالية سيئة للغاية بسبب الأداء الرهيب على المدى الطويل. ويرى الكاتب أن الأداء منذ الأزمة المالية، ليس سيئا فقط بالمعايير التاريخية لبريطانيا؛ بل سيء بالمقارنة مع بقية الدول الأوروبية. ويشير وولف إلى أن السؤال الكبير في السياسة الاقتصادية لبريطانيا هو كيفية إنهاء الركود.

** قال المستشار الألماني، أولاف شولتس، إن مسألة تزويد ألمانيا بموارد الطاقة ستبقى على رأس جدول أعمال الحكومة الألمانية لفترة طويلة قادمة. وأعلنت شركة الطاقة الألمانية العملاقة "يونيبر" أنها تُستنزف بملايين اليوروهات يوميا منذ تقليص روسيا إمداداتها من الغاز الى أكبر اقتصادات أوروبا. وتوجّهت الشركة بطلب إلى الحكومة في برلين لدعمها وإنقاذها من الإفلاس وسط توقعات بارتفاع خسائرها إلى 10 مليارات يورو هذا العام. بدوره، حذر الاتحاد الصناعي الألماني من تراجع الإنتاج في ظل وضع إمدادات الغاز الطبيعي إلى البلاد واحتمال انقطاع إمدادات الوقود الأزرق من روسيا إلى ألمانيا.

** كتب يفغيني أوغورودنيكوف، في صحيفة "إكسبرت رو" الروسية، تحت عنوان: معجزة ألمانيا الاقتصادية انتهت في أوكرانيا، عن عجز مرتقب في الاقتصاد الألماني سوف يقلب أمور أوروبا كلها رأسا على عقب. وقال: لقد أظهرت أزمة الغاز في أوروبا، وهي ما زالت في بدايتها، أن تعافي الاقتصاد الأوروبي بالكامل في أيدي روسيا. السياسيون الأوروبيون باتوا مستعدين لمحادثات سلام بشأن أوكرانيا، وإطلاق خطوط أنابيب الغاز، ورفع العقوبات؛ في الخريف، مع بداية الطقس البارد وإصدار الإحصائيات الخاصة بالاقتصاد الألماني، ستكون أوروبا مستعدة للتوقيع على وثيقة استسلام؛ انتهت المعجزة الاقتصادية الألمانية في أوكرانيا.

** نشرت "الصنداي تايمز" مقالا للكاتب بيتر كونرادي، رئيس تحرير الشؤون الأوروبية في الصحيفة بعنوان: بوتين يغلق أنابيب الغاز المصدّر لأوروبا الآن.. هل سيعيد فتحها ثانية؟  وكتب: تكثر التنبؤات بالهلاك في أوروبا، فهناك احتمالية، بنسبة 40 في المئة، للركود الناجم عن نقص الغاز هذا الشتاء، وفقا لدراسة أجراها مركز أبحاث الاقتصاد والأعمال والتي تحذر من "أزمة حقيقية لعموم أوروبا"... وأصبح استئناف شركة غازبروم، إمداداتها في خط الأنابيب، بعد إغلاق للإصلاح الاثنين، شيئا لا يعرفه سوى بوتين ومن حوله!

لكن الرئيس الأمريكي الذي تهمه المصالح فقط وليس القيم والأخلاق، كتب مقالاً نشرته الواشنطن بوست، بلع من خلاله كل شعارات حملته الانتخابية واتجه إلى مملكة النفط بحثاً عن فائض إضافي يوقف السحب من الاحتياطي الأمريكي. هل بدأت أوروبا خطوات مماثلة أم أنها تأخرت في استخدام عقلها؟

يمكن الإشارة إلى تطورين مهمين في هذا السياق: الأول، تأييد المفوضية الأوروبية وواشنطن قرار كندا إعادة توربينات خط أنابيب الغاز نورد ستريم الروسية إلى ألمانيا، رغم المعارضة الأوكرانية؛ الثاني، إعلان وزير المالية الأوكراني، عدم وجود توافق بين الدول الأوروبية بشأن حزمة مساعدات لأوكرانيا بقيمة 9 مليارات يورو، حيث يلاحظ أن هناك إجهاد في أوروبا بسبب الصراع، وأنّ أوروبا لم تعد موحدة، وأنّ هناك وجهات نظر مختلفة حول كيفية دعم أوكرانيا.

ربما، وكما قال يفغيني أوغورودنيكوف، في "إكسبرت رو"؛ في الخريف، مع بداية الطقس البارد وإصدار الإحصائيات الخاصة بالاقتصاد الألماني، ستكون أوروبا مستعدة للتوقيع على وثيقة استسلام..!!

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.