تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

نقص التمويل يعرقل خطة مصر لإطلاق قناة إخبارية دولية

مصدر الصورة
وكالات

لا منافسة للجزيرة حاليا.. أوامر رسمية بوقف المشروع بعد الفشل في جذب تمويل سعودي.

أوقف نقص التمويل خطة مصر لإطلاق قناة إخبارية دولية تنافس “الجزيرة” القطرية التي تنفذ أجندا خاصة في العالم العربي. وكان هدف المشروع المصري المتوقف “مخاطبة العرب بما يتماشى مع المصالح المصرية في مرحلة أولى».

القاهرة - توقفت خطة الدولة المصرية لإطلاق قناة إخبارية إقليمية في الربع الأول من عام 2022 بشكل مؤقت وقد يكون التوقف دائما، وفق مصادر إخبارية مطلعة.

ونقلت صحيفة “مدى مصر” في تدوينة على صفحتها على فيسبوك بتاريخ الحادي والثلاثين مايو عن مصدر بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وهي شركة إنتاج مملوكة للمخابرات العامة المصرية، قوله إن العمل على إطلاق قناة إخبارية عالمية تم إيقافه بسبب مشاكل التمويل.

وقال المصدر إن الجهات السيادية المشرفة على إدارة قنوات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية أعطت أوامر رسمية بوقف المشروع قبل استكمال مقر القناة بمدينة الإنتاج الإعلامي قرب القاهرة.

وأنفقت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بالفعل مبالغ كبيرة على إنتاج مسلسل “الاختيار” الذي عُرض على ثلاثة أجزاء آخرها خلال شهر رمضان الماضي ولم يعد بإمكانها تحمل تكلفة إنتاج برامج تلفزيونية.

وأعلن حسام صالح مساعد رئيس مجلس الإدارة في الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية في مايو 2021 أن استوديوهات الشركة مجهزة وأن مصر تستحق أن تكون لها قناة عالمية تعزز قوتها الناعمة.

وقال صالح “كانت الخطة هي إطلاق القناة الإخبارية المصرية الإقليمية في الربع الأول من عام 2022، والتي تستهدف الجماهير المصرية والعربية كجزء من تغطية نايل سات، وكذلك للمتحدثين باللغة العربية في أوروبا والولايات المتحدة وكندا وأستراليا”.

وتمتلك المخابرات العامة المصرية عددًا من القنوات التلفزيونية الكبرى منها “الحياة” و”أون.تي.في” و”دي.أم.سي”. وذكرت وكالة رويترز في عام 2019 أن مجلس إدارة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية يضم أشخاصًا عملوا سابقًا في جهاز المخابرات.

وأكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في نوفمبر 2017 أن “الاستعدادات جارية لإطلاق قناة إخبارية مصرية وفق المعايير الدولية قريبًا”. وأضاف أن “القناة الإخبارية الإقليمية والعالمية رفيعة المستوى تتطلب تكلفة عالية”.

وأكد البرلمان المصري حينها أن إعلان السيسي يستهدف مواجهة قناة “الجزيرة” القطرية التي تبث على مدار الساعة برامج وأخبارا تنتقد الحكومة المصرية. وقال نادر مصطفى سكرتير لجنة الإعلام بالبرلمان في تصريح صحافي إن “إعلان السيسي بشأن الاستعدادات لإطلاق قناة إخبارية مصرية عالمية المستوى أسعد الملايين من المصريين، حيث عانت الدول العربية الكثير من قناة ‘الجزيرة’ القطرية التي تسببت في انتشار الفتنة والمؤامرات والحروب والتضليل المزعزع للاستقرار”.

وجرت عدة محاولات لمنافسة “الجزيرة” بواسطة قنوات مثل “العربية” و”سكاي نيوز”، و”إكسترا نيوز” و”دي.أم.سي” المصريتين لكن دون جدوى، وظلت القاهرة تحلم بخطة إطلاق قناة إخبارية إقليمية تنافس “الجزيرة”.

لكن بسبب نقص التمويل لم تتحقق الخطة الإعلامية المصرية. وأكدت مصادر أن النظام طلب المساعدة من المملكة العربية السعودية. ووقعت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية مذكرات تفاهم وتعاون مع مجموعة “أم.بي.سي” السعودية في الثلاثين مايو 2021.

وسبق التوقيع اجتماع في الرابع والعشرين مايو 2021 بين السيسي وتركي آل الشيخ مستشار الديوان الملكي في السعودية ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه. وقالت الرئاسة المصرية حينها إن الجانبين اتفقا على التعاون في قطاعي الاستثمار والترفيه في الفترة المقبلة.

وقال الإعلامي المصري ومقدم البرامج الحوارية على قناة “أم.بي.سي” عمرو أديب يوم الثامن والعشرين مايو 2021 إن “تركي آل الشيخ كان متحمسا جدا للقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي قبل أيام، وسيكون هناك تعاون رسمي مشترك بين الهيئات الإعلامية المصرية والسعودية”. وأضاف أديب حينها أن “مصر على شفا مشروع إعلامي ضخم ومهم، يشكل تحديا للدولة”، في إشارة إلى القناة الجديدة.

واعتبر أن “إطلاق قناة إخبارية إقليمية هو عمل الدولة وليس القطاع الخاص، وهدفها أن تنقل الأخبار إلى العالم والأمة العربية وفقا للمصالح المصرية، تماما مثلما فعلت قطر التي تمتلك قناة ‘الجزيرة'”.

وأضاف أديب أن “التحدي الذي تواجهه القناة الإخبارية هو تأمين تمويل ثابت، دون انتظار أي عوائد مالية، وإدارة نشر الأخبار وبثها”.

وأشار إلى التخطيط في مرحلة تالية لإطلاق قناة إخبارية مصرية ناطقة بالإنجليزية “لمخاطبة الغرب بما يتماشى مع المصالح المصرية، تماما مثل قناة ‘الجزيرة الإنجليزية’ القطرية”.

لكن الصفقة الموقعة مع السعودية لم تؤد إلى إطلاق القناة الإخبارية.

وقبل ذلك وتحديدا في عام 2018، لم تتمكن مصر والسعودية من الاتفاق على التعاون لإطلاق القناة الإخبارية المصرية الإقليمية، بحسب موقع مدى مصر. وبحسب تقرير الموقع الصادر في أكتوبر 2018، جمدت المخابرات العامة محاولاتها لإطلاق القناة الإخبارية الإقليمية بعد أن فشلت في تأمين الأموال اللازمة. وذكر التقرير حينها أن مفاوضات تمويل القناة مع تركي آل الشيخ تعثرت.

وجرت عدة جولات بين كبار مسؤولي المخابرات والمستشار السعودي في مقر جهاز المخابرات المصرية في محاولة لإقناع الأخير بتمويل قناة إخبارية تعبر عن السياسات المصرية والسعودية تبث من القاهرة، وبطاقم مصري وأموال سعودية لمواجهة المد الإعلامي القطري.

وتشكل سيطرة الهيئات السيادية على الإعلام عقبة أمام إطلاق القناة الإخبارية الإقليمية المصرية، لأن النجاح النهائي للإعلام يتطلب الحرية ووجهات نظر متنوعة.

ونقل موقع “المونيتور” عن مصدر قوله إن “أي مشروع إعلامي مصري يهدف إلى مواجهة ‘الجزيرة’ يجب أن يدار من قبل الإعلاميين بشكل مستقل ومهني”، مؤكدا “يجب أن يكون الهدف هو إطلاق منفذ محترم، وليس مجرد منفذ لمواجهة وسائل الإعلام غير المهنية مثل قناة ‘الجزيرة'”.

مصدر الخبر
العرب

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.