تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

المركز اليروشالمي للدراسات: رسالة بن سلمان لإسرائيل وإيران....إسرائيل حليف محتمل

مصدر الصورة
وكالات- أرشيف

القناة 12: رغم الاتفاق: إيران في طريقها الآمن لتصبح قوة نووية

رأى العميد احتياط، والرئيس السابق لقسم الأبحاث في الجيش الإسرائيلي، والباحث الأول في مركز القدس للشؤون العامة وشؤون الدولة، يوسي كوبر فاسر، أنه على الرغم من أهوال الحرب في أوكرانيا، يتوجه الغرب نحو تحرير النظام الإيراني من عبء العقوبات، وإعادة مليارات الدولارات إلى اقتصاده.

واعتبر كوبر فاسر، أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة كان بإمكانها أن تمارس ضغوطاً على إيران للتخلي عن التقدم الخطير في القدرة على إنتاج أسلحة نووية، والحصول على صفقة أفضل بكثير لواشنطن، من خلال العقوبات والتهديد باستخدام القوة، إلا أنها رضخت في الممارسة العملية، للمطالب الإيرانية بخصوص العقوبات، لدرجة أنه لن يتم وصف الحرس الثوري بعد الآن بأنه "منظمة إرهابية" كما سيتم رفع العقوبات عن الشخصيات الإيرانية المتهمة بالتورط في هجمات ضد الولايات المتحدة وإسرائيل. والأسوأ من ذلك، أن العودة إلى الاتفاق النووي، أمر خطير بحد ذاته، حتى بدون رفع العقوبات الإضافية، مقابل تخلي إيران عن اليورانيوم المخصب، الأمر الذي من شأنه أن يبعدها قليلاً عن العتبة النووية. وهذا يعني أنه سيكون بإمكان ايران الاستمرار في تطوير برنامجها النووي دون خوف من اتخاذ إجراء ضدها، بحيث تكون قادرة في غضون عامين، على تشغيل أجهزة الطرد المركزي المتقدمة مرة أخرى. كما سيكون بإمكانها بعد عامين، زيادة كمية اليورانيوم المُخصّب، بحيث تكون قادرة في غضون تسع سنوات، على تخصيب اليورانيوم إلى أي مستوى وبأي كمية، ما سيعطيها القدرة على إنتاج كمية كبيرة جداً من الأسلحة النووية. 

علاوة على ما تقدم، ستتمكن إيران من استعادة الأرصدة المجمدة التي تصل إلى حوالي 100 مليار دولار) ، وزيادة إيرادات صادرات النفط، استخدامها في تحصين النظام من الداخل. يضاف إلى ذلك أن إيران ستزيد من دعمها للجهات التي تعمل ضد إسرائيل، مثل حزب الله والجهاد الإسلامي وحماس. وستكون قادرة أيضاً على العودة إلى الاتفاق بشروطها، واعتباره إنجازاً يثبت صواب طريقها وضعف الغرب.

ورأى كوبر فاسر قائلاً، إنه من الواضح للأمريكيين، أن هذه ليست عودة إلى الاتفاق النووي الأصلي، وإنما اتفاق أسوأ، لأنه من المستحيل أن يحرم إيران من التقدم الذي أحرزته بالفعل، خصوصاً لجهة تطوير وتشغيل أجهزة طرد مركزي متقدمة، وتطوير منظومة الصواريخ. 

وختم قائلاً، إن الولايات المتحدة التي تعتبر أهم حليف لإسرائيل، تعاني من الضعف، وهي حذرة للغاية وترتدع عن أي مواجهة، لدرجة أنها، رغم قدرتها على تشكيل واقع مختلف، تفضل الامتناع عن استخدام قدراتها والسماح لمنافسيها بتعزيز مصالحهم على حسابها الخاص. والأسوأ من ذلك، أنه إذا كان تلاقي المصالح بين إسرائيل والولايات المتحدة في الماضي، يعدّ ركيزة مهمة في التعاون المشترك، فإن ذلك آخذ بالتلاشي في ظل إدارة بايدن. وبالتالي، إذا دخل الاتفاق حيز التنفيذ، فسيتعين على إسرائيل القيام بحملة سرية لإحباط البرنامج النووي الإيراني، بالتوازي مع استغلال عامل الوقت لتطوير القدرة على إحباط البرنامج النووي بالقوة إذا لزم الأمر، والاستعداد لتحمل العواقب المعقدة لمثل هذه الخطوة. كما يجب على إسرائيل أن تستمر في تعزيز العلاقات مع الدول العربية البراغماتية، التي تشعر بقلق كبير من تعزيز قوة إيران، والتي ستسعى في هذه الظروف إلى التعويض عن الضعف الأمريكي إزاء إيران، بالعمل على امتلاك أسلحة نووية.

المركز اليروشالمي للدراسات: رسالة بن سلمان لإسرائيل وإيران

كتب المحلل، يوني بن مناحيم، أن عملية التطبيع بين إسرائيل والدول العربية لم تتوقف بعد تغيير الحكومة في الولايات المتحدة، كما أن حكومة بايدن تشجع هذه العملية. وأضاف، أن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، كشف علناً، في مقابلة مع مجلة "أتلانتيك" الأمريكية، عن موقف أقل تشدداً تجاه إسرائيل، مقارنة بوالده الملك سلمان بن عبد العزيز، قائلاً إن دول مجلس التعاون الخليجي متفقة على عدم قيام أي دولة بسلوك سياسي أو أمني أو اقتصادي من شأنه الإضرار بدول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، وأن جميع دول المجلس ملتزمة بهذا الموقف.

واعتبر بن مناحيم، أن السعودية، كانت حذرة للغاية، منذ افتتاح محادثات فيينا النووية بين إيران والقوى العظمى، في كل ما يتعلق بالتصريحات المتعلقة بخصمها الشيعي إيران، وأكثر من ذلك، بادرت السعودية بعد تغيير الإدارة في واشنطن، إلى فتح قناة سرية مع إيران، بوساطة العراق.

واعتبر بن مناحيم، أن هذه هي المرة الأولى التي يشير فيها ولي العهد السعودي علناً، إلى إسرائيل على أنها حليف محتمل. وبالتالي، فإن ما يقوله بن سلمان، عن إسرائيل، وهو الرجل الأقوى في السعودية، ولديه قوى أمنية وسياسية مهمة للغاية، وربما يكون في طريقه ليصبح الملك القادم للسعودية، ويعتبرها حليفاً محتملاً للسعودية ضد إيران الشيعية، مهم جداً، رغم أنه لم يقل ذلك صراحة.

ونقل المحلل بن مناحيم عن مصادر سياسية اسرائيلية قولها، إن ما قاله بن سلمان في مقابلة مع "أتلانتيك" يبعث رسالة إلى كبار المسؤولين الإسرائيليين، بأنه يرى إسرائيل كحليف للسعودية. لكن طالما لا يزال والده الملك سلمان، على قيد الحياة، فمن الصعب الابتعاد عن الموقف التقليدي للسعودية تجاه إسرائيل غير أن وصف إسرائيل بـ "الحليف المحتمل" هو بالتأكيد تغيير إيجابي آخر لتهيئة القلوب العربية والرأي العام تجاه التطبيع مع إسرائيل، خاصة عندما يتم ذلك عشية توقيع اتفاق نووي مع إيران في فيينا.

وعلى أية حال، يُعتبر بن سلمان من وجهة النظر الإسرائيلية، صديقاً وحليفاً، ضد الخطر الإيراني. وحتى لو لم يُقل ذلك علناً، فإن المستوى السياسي في إسرائيل، يتفهم جيداً معضلة النظام الملكي السعودي، وينتظر التطبيع مع السعودية، بكثير من الصبر.

                           ترجمة: غسان محمد

 

 

 

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.