تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

بوتين على مشارف كييف.. وبايدن يصلّي، فهل يتقبّل الله..؟!!

مصدر الصورة
وكالات - أرشيف

قال الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي فجر اليوم الجمعة 25 شباط إن "أوكرانيا تركت وحدها في حماية دولتها، والغرب يتحدث فقط عن دعمها". أجل الغرب يتفرّج ؛ القوات الروسية على أبواب كييف وواشنطن وأوروبا يردّون بالتصريحات وبالإعلام. "الشيخ" جو بايدن يقول إنه يصلي من أجل شعب أوكرانيا الذي يعاني "هجوماً لم يسبقه استفزاز وغير مبرر"؛ "الشيخ" بايدن ( نستعير اللقب من بعض الزعماء اللبنانيين )، وخلفه "القساوسة" بوريس جونسون وإيمانويل ماكرون، ندد بـ"الهجوم غير المبرر للقوات العسكرية الروسية"، بل وزعم حسب تجلياته أن " العالم سيحاسب روسيا "؛ مًن يقصد بالعالم؟!

صلى "الشيخ" بايدن وندد ودعا الله أن يستجيب له لهزيمة القوات الروسية والرئيس الروسي وأن يحرر أوكرانيا المخدوعة، بل أعلن فرض عقوبات على روسيا! ولكن، هل يتقبل الله صلوات ودعوات من يعِد ويخلف وعده ويخادع ويورط بلداً ويضعه في منزلق أمام دولة أخرى تمتلك أقوى ترسانة عسكرية في العالم؟ والأهم، كيف يمكن قراءة الموقف الأمريكي الأوروبي؟

أولاً، تم توريط الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي وأوكرانيا، والتخلي عنه وعن بلاده، وهو "الممثل الكوميدي" السابق الذي لا خبرة لديه بالسياسة ودهاء السياسيين وخطورة وأهمية موقع بلاده "الجيواستراتيجي" للاتحاد الروسي الذي لو تأخر وترك أوكرانيا بين يدي الغرب، لنصب الأخير صواريخه فيها وأصبحت التهديدات التي تسببها تحت جدار الكرملين وأنف الرئيس الروسي؛ زيلينسكي ربما يؤدي اليوم دوره الحزين الأول والأخير في المسرحية الجدية جداً "الكوميديا الدمعة".

ثانياً، إنّ الولايات المتحدة الأمريكية تدرك حقيقة التحديات التي تفرضها هي والغرب الأطلسي ضد روسيا ومصالح وأمن روسيا؛ وبالتالي هي تعرف مدى جدية الموقف الروسي، الذي كانت موسكو قد أعلنته في المذكّرة التي أرسلتها لواشنطن، قبل أسابيع، وأهم ما فيها المطالبة بوقف تقدم الناتو شرقاً؛ واشنطن والغرب الأطلسي باتوا يدركون حقيقة أنّ لا مجال أمام روسيا للتراجع خطوة واحدة بعد هذا الإعلان وأنها ستذهب إلى أقصى الحدود للدفاع عن "أمنها" ومصالحها الحيوية والاستراتيجية مهما كلّفها ذلك، ولذلك تجنبوا أي مواجهة ولو محدودة مع الروس.

الأميركيون يقدمون معلومات وتوضيحات عن درجة التقدم الروسية وعن خطط موسكو ولا مانع ببعض صور الأقمار الاصطناعية للإثارة أكثر؛ أي أنّ القوات الأميركية تكتفي بالمراقبة وتقديم المعلومة، ودورهم هذا يفيد في التحريض الإعلامي والهستيريا الإعلامية التي تمارسها واشنطن، لا أكثر!

ثالثاً، إنّ ردّ الولايات المتحدة الأمريكية الضعيف، حيث لغة التهديد بالترضية والعصا والجزرة، والتهديد بعقوبات اقتصادية قد لا تنفّذ في مواجهة مشكلة عسكرية، وعدم القدرة على توفير الرادع العسكري على الأرض، لم يثر قلقاً في أوكرانيا وحدها، بل في أوروبا وبين أصدقاء واشنطن، وعزز الشعور القائم بعدم الثقة بالدور الأمريكي وبتراجع الوزن والثقل الاستراتيجي الأمريكي الذي ظهر جلياً قبل أشهر خلال الانسحاب من أفغانستان.

وانعدام الثقة هذا، بدا واضحاً في مواقف الدول الخليجية التي تكون عادة أول المصفقين والداعمين للسياسة الأمريكية، فيما غاب أي إعلان عن دعم خليجيٍ أو موقف مؤيد للسياسة ألأمريكية في أوكرانيا؛ بل تُظهر بعض المواقف الخليجية تقارباً واضحاً مع روسيا وتفهماً لمخاوفها وهواجسها والتهديدات التي تواجهها..!

رابعاً، رفع القادة الأوروبيون أصواتهم عالياً وشددوا لهجتهم وهددوا بعقوبات "هائلة" ستفرض ضد الاقتصاد الروسي. وأعلن رئيس الوزراء البريطاني جونسون في كلمة متلفزة انه "يُفترض أن ينتهي مشروع فلاديمير بوتين الوحشي والهمجي بالفشل دبلوماسياً وسياسياً واقتصادياً وأخيراً عسكرياً" (لماذا يُفترض؟)، فيما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "سندعم أوكرانيا دون تردد، وسنتحمل جميع مسؤولياتنا لحماية سيادة وأمن حلفائنا الأوروبيين"، ولكن كيف؟ وأوضح ماكرون، اليوم أيضاً ـ بعدما وصل الجنود الروس إلى أبواب كييف ـ أن بلاده ستسرّع نشر جنود في رومانيا في إطار حلف شمال الأطلسي، رداً على غزو الجيش الروسي لأوكرانيا، على قاعدة: "العرس في كييف والزمر في بوخارست"..!

قبل قرابة عقد ونصف، طرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فكرة انضمام روسيا إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، كشركاء وأصدقاء وأصحاب مصالح مشتركة وأمن مشترك، ولكنه لم يلقَ استجابة ولا موافقة ولا ترحيب؛ ترى هل يندم الأوروبيون على ذلك اليوم الذي يبدو أنه لن يعود أبداً..؟!!

                                                                    بديع عفيف

 

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.