تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

فشة خلق.. المواطن عصام داري – ليمتد ...عظم الله أجركم!

مصدر الصورة
وكالات- أرشيف

علمت من مصادر لا يرقى إليها الشك أن هناك من يبيع عظام الغنم والماعز والعجل بالكيلوغرام الواحد لمن يريد ان يضيف رائحة الزفر إلى الطبخ، هذا إذا كان هذا الشخص قادراً على الطبخ أصلاً.

العظام -على ما أذكر- كنا نأخذها بالمجان من اللحامين والجزارين عندما كنا نشتري اللحم، أيام ما كان لنا نظر!، وكنا نضيفها إلى بعض الطبخات مثل الفاصولياء الحب وطباخ روحو والأهم إلى شوربة العدس وغيره.

العظام نفسها كانت تقدم للكلاب بعد سحب خيرها بالطبخ أي بعد أن نجرم بأسناننا القوية كل ما عليها من لحم ودهن ونقي عظام ، كنا نمصمص هذه العظام حتى لا نترك للكلاب ألا عظم على العظم!.

اليوم بعد أن صار العظم يباع بالكيلو مقابل مبلغ من المال ماذا سيأكل الكلاب؟ من أين يأتي رزقهم؟ أغلب الظن أن العظام ستقدم لهم مقابل مبلغ مالي يدفعه الكلب ابن الكلب من جيبه الخاص، وما حدا أحسن من حدا، طالما ندفع ثمن العظام من جيبنا الخاص فعلى الكلاب أن تسهم في حل مشكلتنا ومشكلتها ، وإذا عجز هذا الكلب عن الدفع بسبب فقر الحال فأقترح عليه أن يأكل من حشائش الأرض ويتحول إلى كلب نباتي يتناول التبولة والفتوش والخس والباذنجان المقلي بزيت "السورية للتجارة" بسعر اللتر 7200 ليرة سورية ليرة تنطح ليرة، أو أن تتناول  البرسيم الذي نعرفه باسم "الفصة" وتأخذ نسبة معقولة من حصة الأغنام والأبقار، فتوزيع الثروات على الجميع بالعدل والقسطاس هو العدالة نفسها.

ذكرتني هذه الحالة بواحدة من بخيلات الجاحظ في كتابه الأشهر(البخلاء) فقد اشترت خروفاً وتركته يرعى في أملاك الدولة من براري وبساتين وحقول، وظل الأمر كذلك والخروف يعيش على حساب الدولة من دون ذبح، والسبب أن هذه البخيلة كانت حائرة في كيفية الإفادة من كل ذرة من وزن الخروف، فاللحم والدهن والشحم وحتى المعدة والأمعاء والرئتين وتوابعهما معروف كيف سيستفاد منها جميعاً في الطعام، خاصة في طبخة القشة التي يسمونها في ساحلنا الجميل "السختورة" أما الصوف فيذهب إلى الملابس، والجلد يصنع منه الطبول، وطبعا أمة بلا طبلة وعصا لا تعمر لكن ماذا عن الأشياء الأخرى؟.

ماذا ستفعل على سبيل المثال بدم الخروف وقرونه؟ فإذا كان بالإمكان تحويل القرون إلى ما يشبه الزينة توضع على الحائط في صدر البيت، فماذا بالنسبة للدم؟.

إضافة إلى كل هذه المشاكل العويصة كانت هناك مشكلة العظام فهل تبيعها للجزارين أم للمواطنين الباحثين عن"لحسة زفر" أم تطحنها وتحولها إلى سماد طبيعي أو مادة علفية في ظل ارتفاع أسعار الفروج لندرة العلف في بلد زراعي يصلح معظم نتاجه الزراعي كعلف للحيوانات وبعض البشر!.

الخلاصة ان الخروف مات ومازالت صاحبته تفكر كيف ستستفيد من كل ذرة منه، فعظم الله أجركم.

المهم أننا كنا نتحدث عن بيع العظام بعد أن صار اللحم ذكرى أيام خلت، وصار الآباء يضعون صوراً للحم والخرفان والعجول لتعريف أولادهم بتاريخهم وتاريخ أجدادهم العظيم مع اللحم والعظم، وأنا شخصياً أعلق على حيطان بيتي صوراً للفواكه والأجبان والألبان والحلويات والمكسرات والمكدوس المفعوص والمنحوس وحتى البوظة(أي الآيس كريم) الممنوعة بقرار حكومي إلا إذا حصل على موافقة خارج التقنين وبسعر سياحي؟.

بعد أن أنهي الكتابة سأتوجه فوراً إلى الشخص الذي خبرني خبرية بيع العظم بالكيلو فأنا أرغب في هذا البرد شوربة عدس تحتاج إلى عظم وشحم وفحم للطبخ باعتبار أنني أنتظر دوري في الغاز المنزلي منذ 97  يوماً والله على ما أقول شهيد..ومرة أخرى..عظم الله أجركم.

                                       المواطن عصام داري – ليمتد

 

 

 

 

 

 

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية- خاص

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.