تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

عندما "يتفرّج" العرب على سورية معلقة على المقصلة..

مصدر الصورة
أرشيف

عشر سنوات مضت وقلب العروبة النابض مُعلّق على مقصلة الأعداء يقطر دمعاً وينزف دماً.. وأبناء العروبة بين مشارك في توجيه السهام.. وشامت أعجبه تحطيم سورية لأنها مرآة تضعه أمام عيوبه.. وساكت عن الحق.. وآخر لا يجرؤ على النطق خشية أن يُعلّق أيضاً..

عشر سنوات وسورية تتألم ولم يدرك أبناء العروبة أنّهم سيكونون الضحية التالية بعد انكسارها لو انكسرت، والمهزومون منذ أن شاركوا في الحرب عليها..

لم يدرك العرب أنهم يهدمون قلعة الدفاع الأولى والثانية والثالثة والعاشرة... والأخيرة عنهم.. عن حدودهم.. عن قيمهم.. عن شعوبهم.. عن ممتلكاتهم.. عن كل ما هو عروبي أصيل..!

لم يؤلم سورية أنّ الأعداء يحاربونها، فهي تدرك ذلك وكانت دائماً تتوقعه وتواجهه.. لكن الألم الكبير أنها تُضرب بسهام العرب وتذبح بخناجرهم.. وتُهان بحناجرهم التي تنادي العالم "ليتفرّج" على دم الجريحة ..!

لم يؤلم سورية أنها استقبلت العرب دون تأشيرات وآوت ملايين لاجئيهم في بيوتها وبين أهلها.. كأهلها، دون خيام تنصب أو شكوى أو تذمّر أو إذلال لأحد منهم، أو "منّة" تبحث عنها.. لأنها لا تنتظر الأجر، ولأنها كانت وما تزال وستبقى تؤمن بمبادئها وتدافع عنها مهما كانت التضحيات.. فالحرّة لا تأكل بثدييها.. وتبقى شريفة صامدة نقية أو تموت واقفة كأشجار السنديان؛

ما يؤلم سورية أنّ ترى بعضاً من أبناء العروبة ساهين عمّا ينتظرهم.. ويتلذّذون بتدمير سورية..!

ستعبر سورية كل أزماتها وستتخطّى كلّ مِحنها وتجتازها واحدة بعد أخرى.. ولا منّة للعرب ولا دور لهم بعد أن ناموا على الضيم.. لا تريد منهم سورية إلا أن يتوقفوا عن غرس خناجرهم وحرابهم في ظهرها، في جسدها، وفي قلبها، لترتاح وتتوقف الدماء..

سورية ستنهض من جديد.. سيعمّرها أبناؤها بأديهم، بسواعدهم، بدموعهم.. بدمائهم.. بصبرهم بتحمّلهم.. بأوجاعهم.. بمحبتهم لها.. بعلْمهم وحضارتهم.. قلب العروبة النابض لن يتوقف.. ولن يبقى طريدة على مائدة الأنذال.. سورية الأرض المقدّسة والشعب الطيب الكريم المعطاء الصابر الأبيّ..

بـديـع عفيـف

 

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية- خاص

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.