تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

فشة خلق  المواطن عصام داري - ليمتد     و...يا ريت ما كتبنا !

مصدر الصورة
وكالات- أرشيف

عادة أستشهد بالرحابنة وفيروز عند الحديث عن موضوع ما، فالرحابنة – كما قال الموسيقار محمد عبد الوهاب – سبقوا زمانهم، وبالتالي فهم وضعوا إصبعهم على جراحنا، وكانوا يحاولون مداواتنا باللحن الحلو والكلمة البسيطة والجميلة التي تدخل القلوب من دون جواز سفر.

اليوم رأيت نفسي أدندن بأغنية فيروزية جميلة تقول كلماتها:

كتبنا و ما كتبنا و يا خسارة ما كتبنا..

 كتبنا ميت مكتوب و لهلق ما جاوبنا

وكمعلومة إضافية فقد غنت فيروز هذه الأغنية على مسرح مدينة معرض دمشق الدولي عام 1966، أي، أيام الشباب و الكباب، واليوم لا شباب ولا كباب فكل شيء سراب!.

المهم في الموضوع أنني اكتشفت بعد ما يقرب من النصف قرن من القراءة والكتابة أنني أراوح مكاني لم أتقدم خطوة واحدة إلى الأمام، بل على العكس، فإنني أتراجع عشرات ومئات الخطوات إلى الوراء، والحمد لله على نعمه!.

المصيبة ليس لأنني وأصدقائي حملة القلم والهموم لا نكتب أشياء غير مفهومة أو طلاسم لا يمكن فكها وتفسيرها، بل لأنه لا يوجد من يقرأ ويفهم ويعمل في سبيل إيجاد الحلول، فقد تفشت أمية من نوع خاص جداً هي أمية بعض الناس الذين استسهلوا الطرش والعمى والخرس.

أمام هذه الحال أو المشكلة قفزت أغنية فيروز "كتبنا وما كتبنا" إلى مقدمة أفكاري وسألت نفسي: هل ضاعت حروفي وكلماتي وكتاباتي طوال ما يقرب من النصف قرن، وهل كان كل ما كتبته في عمري عبارة عن نقش في الماء واللبن؟!.

هل أقدم اعتذاري لكل السوريين وأعترف لهم أنني أغشهم وأكذب عليهم طوال تلك السنوات، أم أجد لنفسي الأعذار كأن أقول أنني كتبت كل ما كتبت طوال عمري وأنا مقتنع تمام الاقتناع بان "بكرة أحلى" وأنني وقعت في الفخ نفسه الذي وقعوا فيه عن غير قصد؟.

اليوم لو جمعت كل مقالاتي وكتاباتي وحولتها إلى بنكنوت (أي إلى نقود –مصاري) لكنت من أصحاب المليارات، أمتلك طائرات خاصة ويخت جميل يقولون في وصفه(يختي عليه!) وكنت أفطر في دمشق وأتغدى في باريس أما العشاء فسيكون في هاواي.

شكراً فيروز.. شكراً عاصي ومنصور الرحباني، فقد أعطيتموني مفتاح أجوبتي فها أنا أغني مع السيدة فيروز:

كتبنا و ما كتبنا و يا خسارة ما كتبنا..

 كتبنا ميت مكتوب و لهلق ما جاوبنا

التوقيع: أنا.. و معي كل من كتب ولم يجن من كتاباته سوى التعتير.

                                   المواطن عصام داري - ليمتد

 

 

 

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية- خاص

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.