تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الهلع من التنين الصيني

مصدر الصورة
عن الانترنيت

لا تتعامل الولايات المتحدة مع الصين كعدو افتراضي، وإنما كعدو حقيقي آني ومستقبلي؛ لأنها تعتبر التنين الصيني قد خرج عن تطوره الطبيعي وبات يهدد دورها وتفوّقها وريادتها العسكرية والاقتصادية والتقنية، ويزاحمها على قيادة النظام العالمي. وبالتالي، فإن مصلحتها تقتضي كبح اندفاعته التي باتت تتسع لتشمل مختلف القارات، وخصوصاً المواقع التي كانت تعتبر حكراً على الولايات المتحدة وساحة لنفوذها ومصالحها.

الرئيس الأمريكي جو بايدن، قبيل حديثه الهاتفي المطول مع الرئيس الصيني شي جي بينج، الذي استمر ساعتين، الأسبوع الماضي، أعلن تشكيل فريق عمل تابع لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) حول الصين، وأمر بمراجعة فورية لاستراتيجية الجيش الأمريكي في التعامل مع التحديات التي تمثلها بكين.

وكان البنتاغون أعلن  في تقييم استراتيجي خلال الصيف الماضي  أن الصين تمثل «أخطر تهديد عسكري»، كما تحدثت تقارير أمريكية عن سعي الصين إلى مضاعفة ترسانتها النووية، وعن خطة قيد الإنجاز لتطوير قوتها البحرية. وإذا أضفنا إلى كل ذلك، القوة الاقتصادية الصينية الهائلة التي بدأت تزاحم القوة الاقتصادية الأمريكية، وتكاد تتفوق عليها، يمكننا أن نتفهم أسباب الهلع الأمريكي على كل المستويات.

لكن ما قاله بايدن في اجتماع بالبيت الأبيض عن محادثته مع الرئيس الصيني، يكشف المدى الذي بلغه هذا الهلع، وتداعياته على العلاقات الثنائية، وانعكاسه السلبي على الوضع العالمي.

فعلى الرغم من وصف بايدن المحادثة المطولة بأنها كانت «جيدة»، فإنه من ناحية أخرى، تحدث عن اندفاعة الصين القوية بقوله: «لقد أطلقوا مبادرات هائلة جديدة وشقوا طريقهم، وإن لم نتحرك الآن سيلتهمون طعامنا»، وأضاف: «إنهم يستثمرون أموالاً هائلة ومليارات الدولارات، ويتعاملون مع مجموعة كاملة من القضايا المتعلقة بالنقل والبيئة وأشياء أخرى كثيرة.. إنهم سيلتهمون طعامنا»، وهو تعبير مجازي عن مدى الخوف.

لا شك في أن هناك مروحة واسعة من الخلافات حول مختلف القضايا التجارية والاقتصادية والتكنولوجية والسيبرانية والعسكرية والدولية، ومنها منطقة بحر الصين الجنوبي، وتايوان، وهي قضايا تتراكم من دون حل؛ بل إن الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة ترامب، رفعت وتيرة الخلافات التي تحولت إلى أزمات صعبة، جراء سياسة أقصى العقوبات التي فرضتها على بكين، من دون أية محاولة للتخفيف منها، وهي أزمات أورثتها لإدارة الرئيس بايدن التي تجد نفسها محكومة بسقف معين من السياسات التي تستوجب كبح جماح بكين، من دون أن يؤدي ذلك إلى صدام أو حرب باردة جديدة؛ لأن واشنطن تعي أن مزيداً من التصعيد قد لا تكون تكلفته هينة بالنسبة للبلدين.

تبدو بكين وكأنها تتعامل مع الموقف الأمريكي وكأنه حالة عارضة، وتتعامل معه ببرودة، ليقينها أن مصلحة البلدين «تقتضي الشجاعة والحوار والتعاون لإدارة الخلافات، واحترام الخطوط الحمراء في العلاقات الثنائية»، على حد تعبير وكالة أنباء «شينخوا» الرسمية.

مصدر الخبر
افتتاحية الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.