تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

بقعاثا.. تاريخ من مقاومة الاحتلال والتمسك بالهوية في الجولان السوري المحتل

مصدر الصورة
SANA

الجولان السوري المحتل

بقعاثا إحدى القرى السورية الواقعة في الجولان السوري المحتل خلف أسلاك الاحتلال الإسرائيلي الغاشم تلك الأسلاك التي لم تستطع أن تفصل روح أبنائها عن قلب الوطن مجسدين ملاحم النضال والشرف في وجه الاحتلال ومخططاته ومترقبين بيقين يوم كسر سطوة المحتل والعودة إلى الوطن الأم.

تتبع قرية بقعاثا لمنطقة مسعدة في محافظة القنيطرة وهي من القرى الستة التي لم يخرج سكانها منها وشارك أبناؤها بإعلان الإضراب في الـ 14 من شباط 1982 رفضاً لقرار الكيان الصهيوني بضم الجولان السوري المحتل ورفض محاولات فرض ما تسمى الهوية الإسرائيلية حيث تعرض العديد من شبابها لأبشع أنواع التعذيب في زنازين الاحتلال بسبب مشاركتهم بالعمل الوطني والمقاومة ضد الاحتلال.

تاريخ المقاومة والصمود ليس جديداً على أهالي القرية التي عانت كثيراً إذ هاجمها الاحتلال العثماني عام 1888 وواجهت الاحتلال الفرنسي مرة أخرى عام 1925 إبان الثورة السورية الكبرى.

وحول تاريخ القرية وموقعها وطبيعتها الجغرافية والسكانية يقول الباحث في التاريخ والتراث خالد فياض في حديث خاص لسانا إنها تقع في القطاع الشمالي للجولان السوري المحتل وتتوسط أربع تلال من الغرب تل أحمر بركاني التكوين يرتفع 1185 متراً عن سطح البحر وتل عين ورده شمالاً ويرتفع 1227 متراً عن سطح البحر ومن الجنوب الشرقي تل شعيفرة ويرتفع 1138 متراً عن سطح البحر ومن الجنوب تل الشيخه ويرتفع 1210 أمتار عن سطح البحر وتبعد عن منطقة مسعدة باتجاه الجنوب الشرقي 4.5 كم و2.5 كم عن خط وقف إطلاق النار.

وتعود تسمية القرية التي ترتفع 1070 متراً عن سطح البحر وفق فياض إلى أصول سريانية تعني السهول والوديان أو البقاع ويبلغ عدد سكانها ما يقارب 6500 نسمة وتعد ثاني أكبر قرية بعد مجدل شمس بالنسبة للقرى التي تقع تحت الاحتلال.

استمد أبناء بقعاثا قوتهم من التكوينة الحجرية البازلتية لقريتهم حيث ذكر فياض أن البناء القديم البازلتي توسع بمساكن إسمنتية حديثة حيث يعمل سكانها بزراعة الحبوب والخضراوات والأشجار المثمرة بعلا (الكرمة والتفاح والكرز والتين) وتربى فيها الأغنام والماعز والأبقار والنحل وفيها بعض الصناعات الغذائية مثل الدبس والزبيب والتين المجفف والمربيات وطحن الحبوب ويحيط بالقرية عدة ينابيع أهمها نبع السلالم.

لم تغير غطرسة الاحتلال وعدوانيته ثبات أبناء هذه القرية كغيرهم من أبناء الجولان السوري المحتل في تمسكهم بكل ذرة تراب من أرض الجولان الغالي واستعدادهم للدفاع عنها والاستشهاد في سبيل الحفاظ عليها وعلى ممتلكاتهم التي ورثوها عن الآباء والأجداد.

كما انضم أهالي بقعاثا للاعتصام الشعبي عام 2018 حيث أحرقوا خلاله البطاقات الانتخابية التي وزعتها سلطات الاحتلال الإسرائيلية بخصوص ما تسمى “انتخابات المجالس المحلية” ورفعوا العلم العربي السوري واللافتات الرافضة لسياسات الاحتلال التهويدية في ساحة مجدل شمس.

وبانتمائهم الراسخ لوطنهم سورية يؤكد أبناء بقعاثا في الجولان السوري المحتل رفضهم القاطع للمخطط الاستيطاني الجديد المتمثل بإقامة مراوح هوائية على ممتلكات المواطنين والرامي إلى تهجير الأهالي ومصادرة أراضيهم بالقوة ومقاومتهم كل أشكال الممارسات التعسفية والعدوانية لسلطات الاحتلال الإسرائيلي.

مها الأطرش

مصدر الخبر
SANA

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.