تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

فشة خلق – المواطن عصام داري – ليمتد       نار يا حبيبي نار!!

مصدر الصورة
وكالات - أرشيف

هل كان السيد عبد الحليم حافظ مقتنعاً بكلمات (أغنية نار يا حبيبي نار) التي ألفها مرسي جميل عزيز ولحنها محمد الموجي؟ وهل من المعقول أن يصبح الحب ناراً تلهب القلب والعقل والجسد؟.

وهل كان يعلم المؤلف والملحن والمطرب أن هذه الأغنية ستصبح النشيد الصباحي اليومي للمواطنين السوريين  في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين؟..

السوري يغني اليوم هذه الأغنية حتى لو كان غناءً صامتاً، وحتى لو لم يسمع بعبد الحليم ومرسي جميل عزيز والموجي، فهو يقول لرغيف الخبز..حبك نار، ونار يا حبيبي نار!

رغيف الخبز يخرج من النار ساخناً..لكنه فيما بعد يشعل النيران في جيوب المواطنين السوريين العاشقين للجنة..لكن مكافأتهم هي جهنم الحمرا والنار!.

واسطوانات الغاز هي أكثر وسيلة للطبخ والتدفئة في ليالي الشتاء الطويلة، لكن هذه الاسطوانة صارت عملة نادرة ، والمحظوظ من يحصل على اسطوانة الغاز، أو جرة الغاز، أو قنينة الغاز كل شهرين مرة، فكاتب هذه الأسطر لم يحصل على جرة الغاز منذ أكثر من ثمانين يوماً..ولا أدري متى ستتكرم السيدة تكامل وشقيقتها محروقات في إرسال رسالة البشرى لاستلام جرة الغاز!.

وحتى ذلك الوقت سأغني مع المعنيين: نار يا حبيبي نار، لكن النار ستلهب المواطنين عندما يكتشفون أن الغرض من أزمة الغاز هو رفع سعر الجرة من 2700 ليرة إلى 5000 أو 6000 ليرة، والله على كل شيء قدير!.

ومع أن اللحوم( الغنم..والفراريج والأسماك) بطبعها باردة إلا أنها تسبب الحرائق في حياة وجيوب وعقول المواطنين الذين باتوا عاجزين بشكل كامل عن شراء هذه السلعة الكمالية التي يمكن الحصول عليها بوصفة من الطبيب المختص شرعاً !.ونار يا حبيبتي نار. أيتها المهاجرة من حياتنا إلى الأبد!.

من بين المهجرين من بيوتنا وبراداتنا ومائدات طعامنا مادة أسمها البيض، فسعر صحن واحد من هذه المادة يعادل خمس راتب موظف محترم(سابقاً!) وهذا يسبب انكسار الميزانية، لذا عليكم استبدال البيض  بمادة أخرى أرخص منه، وحتى الآن لا أدري ما هي تلك المادة، لكنني عرفت سبب ارتفاع سعر البيض، فمن المعروف أن البيض يحسن صحة الدماغ، وهم لا يريدون لدماغنا أن يعمل ويفكر إلا في كيفية الحصول على رغيف خبزنا كفاف يومنا، وخلي الدماغ صاحي إذا كنت بطلاً!.

الجبنة بدورها ساهمت في إشعال النيران بعد أن تجاوز سعر الكيلو منها عتبة ال5500 ليرة سورية وكذلك اللبنة والزيتون والبطاطا، وعلينا إلغاء أغنية صباح (عل بطاطا البطاطا) خاصة عندما تقول(تغديني جبنة وزيتون وتعشيني بطاطا) شو هل حكي ست صباح؟ غداك سيكلف بقرة جحا،  وعشاك سيفرغ جيوب زوجك!.

المهم أن نسهم في منع الأغاني التي تتحدث عن الطعام والجبنة والزيتون والبطاطا والبيتنجان خاصة المقلي، كما يغني محمد جمال وطروب!.وعلينا ترويج أغنية وحيدة من ذلك الزمن الجميل وهي حبك نار،..ونار يا حبيبي نار!!.

                           المواطن عصام داري - ليمتد

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية - خاص

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.