تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تشكيك الأمريكيين في ديمقراطيتهم

مصدر الصورة
عن الانترنيت

عاطف الغمري

لأول مرة في تاريخ انتخابات الرئاسة الأمريكية، يسود الشك في نزاهة الانتخابات، وتزيد التوقعات بشأن احتمالات التزوير. وهو ما دعا المحللين الأمريكيين للاعتقاد بأن انتشار هذا الشعور، لا يقتصر تأثيره فقط على شرعية نتائج الانتخابات، بل يتعداها إلى تشكيك الأمريكيين في الديمقراطية الأمريكية ذاتها.

«معهد جالوب» أجرى استطلاعاً كانت نتيجته أن 59% من الأمريكيين ليسوا واثقين بنزاهة انتخابات هذا العام، وأن 74% من الذين يرون أن الولايات المتحدة لم تعد مؤهلة لقيادة العالم، ليست لديهم ثقة في نزاهة انتخابات نوفمبر القادم.

وتبعاً لاستطلاع ل«جامعة ماموث» فإن 35% من الناخبين المسجلة أسماؤهم في قوائم التصويت، قالوا إنهم ليسوا على ثقة أن الانتخابات ستكون سليمة.

بعض الجمهوريين يقولون إنه لو حدث تزوير في الانتخابات، فإن الأمر سوف ينعكس على كل من له صوت في الولايات المتحدة، وقد انعكس ذلك بالفعل على كل من الحزبين، إلى درجة بدء استعداد كل منهما للاستعانة بمراقبين، يتواجدون في مواقع التصويت، للتأكد من عدم حدوث تزوير. فبينما اعتاد الحزبان الجمهوري والديمقراطي إيفاد مراقبين عنهما إلى الدوائر الانتخابية، إلا أنه يحدث هذا العام، ولأول مرة في انتخابات رئاسية، لجوء الحزب الجمهوري إلى اتخاذ إجراءات مراقبته للانتخابات، من دون الحصول مسبقاً على إذن قضائي من المحكمة المختصة.

ووضع الجمهوريون خطة لحشد جيش من خمسين ألف متطوع لمراقبة لجان الانتخابات عام 2020. وقال مديرو حملتهم الانتخابية إننا نفعل ذلك لحماية أصوات الذين سيدلون بأصواتهم.

هذه المخاوف كان قد أثارها الرئيس ترامب عندما وعد بإرسال رجال تنفيذ القانون، إلى لجان الانتخابات لمراقبة أي تزوير. وقال أيضاً في حديث لشبكة تلفزيون «فوكس نيوز»، إننا سنستعين أيضاً بالمدعين العموميين.

وفي إطار هذا المناخ الذي تسوده الشكوك، فإن مركز دراسات العدالة أجرى حوالي عشر دراسات تناولت هذه الظاهرة. وبالرغم من أن ترامب نفسه هو الذي أشعل هذه المخاوف، فإنه كان قد عين لجنة في عام 2018 للتأكد من مخاوفه، إلا أن اللجنة لم تجد دليلاً يثبت إمكان التزوير على نطاق واسع. وإن كان ذلك يحدث في حالات محدودة من جانب الديمقراطيين والجمهوريين على السواء، وهو ما نشرت نتائجه صحيفة «واشنطن بوست».

بعض مراقبي الانتخابات ينظرون إلى هذه الظاهرة بشكل مختلف، فهم يعتقدون أن وسائل التواصل الاجتماعي تشارك في نشر الأخبار الكاذبة التي تسيطر على عقول مستخدميها، سواء بالموافقة على وجود التزوير، أو برفض حدوثه. وقد حدث مؤخراً أن قررت مدن بولاية فلوريدا إغلاق مواقع فيسبوك وتويتر، بدعوى نشرها أخباراً زائفة.

وكان قد تأكد لعدد من المراقبين في عام 2016، كيف أن ناشطين في دول أجنبية استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي للتأثير في انتخابات الرئاسة بين ترامب وهيلاري كلينتون، وإن هذا يدعو إلى مزيد من الحذر في عام 2020، وحتى لا يكون للأيدي الأجنبية دور في التأثير في الناخب الأمريكي من خلال هذه الوسائل، وهو ما سوف يعد تهديداً للعملية الديمقراطية في الولايات المتحدة.

وعلق على ذلك مسؤول بمكتب التحقيقات الفيدرالي بأنه سيكون من الصعب تغيير نتيجة الانتخابات، في حالة وقوع مثل هذا التزييف.

لقد اعتادت الولايات المتحدة طوال عقود مضت مخاطبة العالم بأن لديها أزهى صور الديمقراطية. حتى إن بعض رؤسائها طالبوا دولاً في منطقتنا بضرورة تطبيق الديمقراطية، باعتبارها من أهم قيم ومبادئ الديمقراطية الأمريكية.

في نفس الوقت اعتادت دول العالم متابعة انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة، بالنظر إلى أنها تجرى بين مرشحين متنافسين، يكون الفائز منهما، هو من اختاره شعبة بحرية كاملة، فما الذي جرى؟

إن التشكيك في الديمقراطية الأمريكية، جاء من داخل الولايات المتحدة، وعلى ألسنة كبار مسؤوليها، وأولهم الرئيس ترامب نفسه، وهذه الأجواء تشكك فيما قامت به إدارات سابقة، وخاصة تحت رئاسة بوش الابن، وأوباما، بمطالبة الآخرين بالديمقراطية، وهو ما كشفت عنه دراسات أمريكية، من أن الهدف منها كان إيجاد ذريعة للتدخل في شؤون هذه الدول. وفي نفس الوقت، فقد أوجد ذلك شكوكاً لدى شعوب العالم في نزاهة انتخابات الرئاسة الأمريكية، تضاف إلى شكوك الأمريكيين أنفسهم.

مصدر الخبر
الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.