تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الزملاء الإعلاميون..10 ارشادات لاكتشاف المعلومات المضلّلة عبر الإنترنت

مصدر الصورة
شبكة الصحفيين الدوليين

يعمل مروجو الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة على نشرها وبث الخلافات الاجتماعية ، وتتركّز جهود هؤلاء على منصات  وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يقوم الكثير من المستخدمين بمشاركة المنشورات حتى قبل قراءتها، متفاعلين مع المعلومات الواردة بطريقة عاطفية لا منطقية، وأحياناً تتطابق المعلومات المضللة مع أفكار يقتنع فيها أو يفكّر بها المتابع بالأصل.

وفيما يجري إلقاء اللوم على الروبوتات والمتصيدين في انتشار هذه المعلومات، لا يدرك كثيرون أنّهم يرتكبون خطأ كبيراً بالمشاركة في النشر عبر حساباتهم الاجتماعية بشكل كبير، في وقتٍ خلصت أبحاث إلى أنّ الأكاذيب تنتشر بشكل أسرع من الحقيقة، لأنها لا تخضع لنفس قواعد الحقيقة.

 وفي هذا السياق، قدّمت كولين سينكلير وهي أستاذة متخصصة في علم النفس الاجتماعي في جامعة ولاية ميسسيبي بعض النصائح التي تساعد الصحفيين والمواطنين على حماية أنفسهم من الأكاذيب وأنصاف الحقائق والأخبار المضللة حول الأحداث والتي تنتشر عبر الإنترنت:  

أولاً، هل يثير المنشور الغضب أو الاشمئزاز أو الخوف؟

بحال رأى مستخدم وسائل التواصل الاجتماعي أنّ منشوراً ما تسبّب بمشاعر سلبية لديه، أو أشعل الغضب بداخله،  فيجب أن يكون هذا بمثابة علامة حمراء كي لا يشارك المنشور ولا يقع بالفخ، إذ قد يكون الهدف من المنشور التلاعب بمشاعر المستخدمين ومنعهم من التفكير. إذاً، على المستخدم أن يتأنّى ويفكّر قليلاً ويتحقق من المعلومات المنشورة، وبعدها إذا اتضح أنها حقيقية وأراد مشاركة المنشور، عليه التفكير في النيران التي يساهم في تأجيجها، وإذا كان يريد صبّ الزيت على النار.

وبرأي الكاتبة، على مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أن يكونوا حذرين لا سيما في الأوقات الراهنة، منعاً لنشر الأخبار المغلوطة والمضللة استناداً على العواطف وأن يتذكّروا أنّهم ليسوا في سباق لمشاركة الأخبار قبل الآخرين.

ثانياً، هل جعلتك الأخبار المنشورة تشعر بالراحة؟

يعتمد مروجو الأخبار المضللة تقنية جديدة وهي نشر قصص تجعل الناس يشعرون بالراحة ويرغبون بمشاركتها، ولكن القصص المنشورة قد تتضمّن جزءاً قليلاً من الحقيقة، وبحال جرت مشاركتها من قبل عدد كبير من الأشخاص، فذلك سيعطيها طابعاً من الشرعية ومصداقية للحسابات المزيفة التي هي مصدر الأخبار، وستكون هذه الحسابات في وضع مريح لمشاركة المزيد من الأخبار الخبيثة والمضللة

ويستخدم مروجو الأخبار المضللة حيلاً أخرى أيضاً تجعل المستخدم يشعر بالسعادة، بما في ذلك محاولات اللعب على شخصية المستخدم وتضخيم صورته الذاتية. وفي هذا الصدد، قد يكون الكثير من المستخدمين صادفوا منشورات ورد فيها "1٪ فقط من الأشخاص لديهم الشجاعة الكافية لمشاركة هذا المنشور" أو "قم بإجراء هذا الاختبار لمعرفة ما إذا كنت عبقرياً "، وبهذه الطريقة يساعد مروجو الأخبار المضللة المصدر الاحتيالي في الحصول على مشاركات أو بناء جمهور، أو في حالة "اختبارات الشخصية" أو "اختبارات الذكاء" يحاولون الوصول إلى ملف المستخدم الشخصي على وسائل التواصل الاجتماعي.

ثالثاً، هل من الصعب تصديق المعلومات المنشورة؟

يوضح علم النفس البشري أن الناس بحاجة إلى سماع أمر ما ثلاث مرات قبل أن يبدأ الدماغ في الاعتقاد بأنّ ما سمعه الشخص صحيح، حتى لو كان أمراً خاطئاً. واستناداً إلى هذه النظرية، يقوم بعض المروجين بدعم ادعاءاتهم بأدّلة غير عادية ويصعب تصديقها أحياناً، ولهذا يتعيّن على المستخدم التحقق من الدليل المرتبط بالأخبار المضللة.

 رابعًا، هل يتوافق المنشور مع ما تفكر به؟

بحال كان مستخدم وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات عبر الإنترنت يقرأ خبراً يتوافق إلى حد كبير مع ما يفكر به، فقد يميل الى الاعتقاد أنّه صحيح فعلاً ويشاركه على الفور، متجاهلاً وجهات النظر المختلفة. فلدى الناس دافع وحماس لتأكيد ما يعتقدونه ويتجنبون عادةً الأخبار التي تتناقض مع أفكارهم الراسخة.

 ولهذا على المستخدمين الحرص على إبقاء الحسّ النقدي للمقالات والأخبار التي تتوافق مع تفكيرهم، وأن يسعوا للبحث عن الأخطاء الكامنة فيها بدلاً من التأكيد سريعاً أنها صحيحة. كذلك عليهم الانتباه أنّ الخوارزميات معدة لتظهر لهم الأمور التي يحبونها، ولهذا عليهم ألا يقعوا في الفخ على الإنترنت.

 خامسًا، هل تتضمّن الكتابة أخطاءً؟

تحتوي بعض المنشورات عدداً كبيراً من الأخطاء اللغوية والإملائية ما يثير الشبهة بأنّها غير دقيقة، وبحال كان الشخص الذي كتبها لم يكلف نفسه عناء التدقيق بها لغوياً، إذاً فهو لم يدقق بصحتها وإذا ما كانت المعلومات الواردة حقيقية أم تضليلاً، وفي بعض الأحيان، يستخدم المروجون الأخطاء لجذب انتباه الناس. كذلك لا بدّ من الانتباه إلى المنشورات التي يتم استخدام أكثر من نوع خط فيها.

** سادسًا، هل المنشور الذي تراه من الميمات؟

عادةً ما تكون الميمات عبارة عن صورة واحدة أو أكثر أو مقاطع فيديو قصيرة، لكنّها تنشر معلومة معينة بشكل سريع، ولكن يجب الانتباه إلى الميمات التي تخلق الخلاف السياسي والتي يُستخدم بعضها كواحدة من الوسائط الناشئة للدعاية. كما زاد استخدام الميمات في السنوات الأخيرة للتحريض على الانقسام وتستخدمها الجماعات المتطرفة أيضاً.

 سابعاً، ما هو المصدر؟

هل نُشرت الأخبار المضللة على موقع مؤسسة إعلامية غير موثوقة؟ للإجابة عن هذا السؤال، يمكن         الاستعانة بموقع التحقق من الأخبارMedia Bias  الذي يتيح البحث عما إذا ما كان مصدر الأخبار لديه تحيزًا.

ويمكن لأي مستخدم البحث عن المصدر بنفسه ومراقبة مدى اتزان الأدلّة، وإذا وجد أنه يبحث في موقع مشبوه، لكن المقال المحدد يبدو دقيقاً، تقترح كاتبة المقال إيجاد مصدر موثوق آخر للمعلومات نفسها ومشاركة رابط الموقع الموثوق بدلاً من المشبوه.

وهي تنبّه المستخدمين إلى أنّهم وعند مشاركتهم خبراً ما، فإنّ وسائل التواصل الاجتماعي وخوارزميات محرك البحث تحسب مشاركتهم على أنها تصويت على مصداقية الموقع بشكل عام، لذلك يجب الانتباه وعدم مساعدة مواقع المعلومات المضللة في الاستفادة من المستخدمين.

ثامناً، من الذي قال هذه المعلومات؟

إضافةً إلى ما تقدّم حول التحقق من الأخبار والمعلومات، على المستخدمين الانتباه إلى أنّ السياسيين أو الشخصيات العامة الأخرى لا يقولون الحقيقة دائماً. وبحال سمع الشخص معلومة معيّنة من صديق، بالطبع ليس هناك موقع إلكتروني يمكنه الرجوع إليه، ولهذا عليه الاعتماد على التفكير النقدي القديم لتقييم المعلومات وأن يتساءل إذا ما كانت موثوقة؟ وهل هناك مصادر أخرى أوردتها وما مدى موثوقية هذه المصادر؟

تاسعاً، هل هناك أجندة خفية؟

بحال وجد المستخدم أنّ خبراً ما يبدو صحيحاً ومقنعاً، عليه التحقق ماذا تقول المصادر غير المتحيزة عن الموضوع، ولإلقاء نظرة على توجهات وسائل الإعلام يمكن الاطلاع على ما يورده موقع Media Bias Chartويوحي عدم العثور على أي ذكر للموضوع في وسائل الإعلام غير المتحيّزة أن العبارات أو المعلومات المكتوبة هي مجرد رأي فريق معين. ولا بدّ أن يسأل المستخدمون باستمرار عن سبب اختيار مصدر ما لكتابة مقال معيّن أو مشاركة معلومات محددة، وهل هناك غاية بالتأثير على طريقة تفكير المستخدمين من خلال ما نُشر؟

عاشرًا، هل قمت بتقصي الحقائق؟

 هناك الكثير من المؤسسات التي تعنى بتقصي الحقائق والتدقيق بالمعلومات مثل Snopes وFactCheckحتى أن هناك موقعاً مخصصاً لفحص الميمات، ولن يستغرق الأمر وقتاً طويلاً للدخول إلى أحد هذه المواقع وإلقاء نظرة والتحقق من المعلومات، بدلاً من التسبب بأضرار ناجمة عن مشاركة المعلومات الخاطئة.

وفي الختام، نصحت كاتبة المقال المستخدمين بالتنبّه جيداً وحماية أنفسهم وحساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وعدم مشاركة أي خبر من دون التأكد من صحته.

 

** الميمات هي كلمة أو عبارة مختصرة موجزة تعبر عن حالة نفسية أو رأي أو انتقاد أو سخرية أو فكاهة تكتب بأي لغة على شكل وسيط ميديا مثل: الصور وهي الأكثر استعمالاً وتداولاً، أو فيديو قصير أو رابط أو كتابة وغير ذلك من الأنماط المعروفة.

 

كولين سينكلير : أستاذة متخصصة في علم النفس الاجتماعي في جامعة ولاية ميسيسيبي

 

مصدر الخبر
شبكة الصحفيين الدوليين - SNS

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.