تتوالى الشواهد والمؤشرات إلى حجم الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يمر بها النظام التركي جراء السياسات الاقتصادية الرعناء لرئيسه رجب طيب أردوغان حيث أوشكت تلك الشواهد أن تصبح شبه يومية وكان آخرها تحذير الرئيس التنفيذي السابق لصندوق النقد الدولي ديزموند لاكمان من أن تركيا ستكون من بين أولى الدول التي ستتخلف عن سداد ديونها الخارجية التي وصلت إلى 300 مليار دولار.
التحذيرات التي ساقها لاكمان في مقابلة مع موقع “ليبرال” الإخباري اليوم تأتي متزامنة مع ما كشفه اتحاد نقابات العمال التركي عن أن الإحصائية الجديدة لأعداد العاطلين عن العمل في تركيا تزيد على الرقم الذي أعلنته سلطات النظام التركي رسميا بمقدار ستة ملايين شخص وفق تقرير نقلته صحيفة زمان التركية.
لاكمان الذي أكد أن الشركات والبنوك التركية ستواجه قريباً مشاكل في سداد نحو 300 مليار دولار من الديون بسبب ضعف الاقتصاد والعملة في البلاد وصف السياسات الاقتصادية التركية بأنها “بعيدة عن الواقع” حيث قال: “الاقتصاد التركي منفصل عن الواقع وهو ما يبدو جلياً في التفاؤل المفرط الوارد بأحدث برنامج اقتصادي أعلنه برات آلبيراق صهر أردوغان أواخر الشهر الماضي”.
الخبير الاقتصادي الدولي يرى أن القائمين على الاقتصاد التركي يتجاهلون بتصريحاتهم المتفائلة جائحة فيروس كورونا وتداعياتها والتي عمقت جراح الاقتصاد إضافة إلى تراجع الليرة التركية بنسبة 25 بالمئة هذا العام وتلاشي معظم احتياطيات البنك المركزي التركي من العملات الأجنبية.
وفي هذا الشأن أشارت الأرقام الجديدة لمعهد الإحصاء التركي إلى أن الانخفاض الفصلي بين نيسان وحزيران كان أكبر انكماش في تركيا منذ أكثر من عقد وذلك بعد خفض وكالة فيتش للتصنيف الائتماني في آب الماضي آفاق الاقتصاد التركي إلى درجة سلبية بسبب تراجع الاحتياطي النقدي وضعف الثقة في سياسة أنقرة المالية.
وأكد اتحاد نقابات العمال التركي في إحصائية جديدة له اليوم أن إجمالي عدد العاطلين عن العمل في البلاد والذين خسروا وظائفهم بسبب أزمة كورونا في شهر تموز الماضي وصل إلى 10.4 ملايين شخص ما يمثل نحو 29.1 بالمئة من إجمالي السكان.
فهمي شعراوي
