تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

اقتصادنا والعواصف النارية للسفهاء!

مصدر الصورة
تشرين

أ.د: حيان احمد سلمان

الإنسان السفيه في اللغة من هو جاهل وعَدِيمُ الخُلُقِ وفَظُّ الْمُعَاشَرَةِ… إنهم استباحوا كل القيم الوطنية والأخلاقية والدينية والمجتمعية، إنهم ذوو قلوب سوداء يريدون تحويل كل شيء إلى اللون الأسود وإزالة اللون الأخضر وجسدوا بأعمالهم المعاني العكسية للحكمة الصينية التي تقول:«إذا أردت أن تزرع لسنة فازرع قمحاً، وإذا أردت أن تزرع لعشر سنوات فازرع شجراً، أما إذا أردت أن تزرع لمئة سنة فازرع إنساناً»، ويقول سبحانه وتعالى في القرآن الكريم:« وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِين * وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ»، ويقول صلى الله عليه وسلم:« إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليغرسها», وفي سفر التكوين ذكرت شجرة الزيتون كدلالة على نهاية الطوفان مع«نوح» عليه السلام من خلال علامة حسيّة ألا وهي ورقة زيتون حملتها حمامة إلى السفينة دلالة على أن المياه قد قلّت عن الأرض، وترمز إلى أول شجرة قاومت الموت والفناء والطوفان.
هؤلاء الإرهابيون والسفهاء افتعلوا الحرائق أو«العواصف النارية» لقتل الرئة السورية والإساءة للبشر والشجر والحجر، وألحقوا الأضرار المجتمعية ومن المبكر تحديدها الآن لأن الحرائق لا تزال مشتعلة وتداعياتها تزداد من ساعة لأخرى، سواء كانت خسائر بشرية من شهداء وجرحى أو اقتصادية ومالية من تدمير وحرق المواسم والممتلكات و المنشآت الاقتصادية الحكومية والخاصة والأهلية وزيادة الأعباء والتكاليف على موازنة الدولة وتدمير البيئة الحراجية والأنظمة البيئية والمواسم الزراعية والمحاصيل الحقلية والأشجار المثمرة والبيوت البلاستيكية والثروة الحيوانية و فقدان العديد من الأخشاب القيّمة التي تصل أعمارها إلى مئات السنين وفقدان التربة الخصبة واحتمال تعرضنا مستقبلاً للزحف الصحراوي وهجوم الكثبان الرملية بسبب فقدان الغطاء النباتي والحراجي …الخ،

وتجدر الإشارة إلى أننا نعتز بثروتنا الحراجية وبمساحتها البالغة /507/ آلاف هكتار و بنسبة /2,8%/ من مساحة سورية، ولكن يجب أن نتعلم من سفاهة الإرهابيين باعتماد الإجراءات التي تقينا من أعمالهم, ومنها مثلاً حماية الغابات وزيادة الوعي المجتمعي بها ومنع التعدي عليها بالسكن العشوائي والاستغلال الجائر, وزيادة أبراج المراقبة والطائرات الزراعية وسيارات نقل العمال ووسائل وأجهزة الإطفاء والصهاريج والإنذار والكشف المبكر والدوريات المحمولة والراجلة وعدد حراس الغابات و مراكز حماية الطبيعة و الطرق الزراعية» والسدود والمسدّات المائية وتجهيزها بشبكة الاتصالات وتخصيص خط تلفوني ساخن للتبليغ عن الحرائق و إصدار قوانين رادعة ضد كل من يسيء للغابات، والإسراع في التحقيقات لتحديد المسؤول أو المسؤولين عن هذه الحرائق والمستغلين لثروتنا الحراجية الطبيعية وعدم تسجيلها بأنها من سائح أو سكران أو مجهول أو تماس كهربائي …إلخ، والعمل لإيجاد صيغة تشاركية مع المواطنين لتعزيز نظام الحماية والإبلاغ عن حالات الاستغلال ومشاركة الجمعيات الفلاحية والوحدات الإرشادية.
وتؤكد المعلومات أن أغلبية الحرائق في العالم تنتج عن أعمال مقصودة بسبب الإهمال البشري مثل حرق بعض المخلفات أو من سوء تمديد أسلاك الكهرباء أو رمي أعقاب السجائر أو أهداف أنانية استغلالية لتحقيق مصلحة شخصية على حساب مصلحة الوطن أو رمي عمال البلديات للقمامة في الغابات ….إلخ ، وأن الحرائق الطبيعية الناجمة عن البرق والثورات البركانية لا تتجاوز نسبة /1%/ من الحرائق الإجمالية،

وترافقت هذه الحرائق مع حرب شرسة وأعمال تخريبية منذ «15/3/2011» من قبل قوى الشر وعتاة الإرهاب وزعماء التكفير والتضليل على سورية، ولكن بجهود كل الخيّرين من عناصر الجيش والقوات المسلحة ورجال الإطفاء والمؤسسات الحكومية والمجتمعية وغيرهم ستتم السيطرة على الحرائق، ولكن لابد من كشف هؤلاء الإرهابيين والسفهاء وإنزال أشد العقوبات بهم لأنه وكما قال «أنطوني كوين»: «لا تناقش السفهاء فسيستدرجونك إلى مستواهم ثم يغلبونك بخبرتهم في النقاش السفيه», وأقول لبلدنا وللمتضررين من أعمال السفهاء: «إن الصواعق لا تضرب إلا القمم», وسنتجاوز الأزمة قريباً وسورية بكل خير.

مصدر الخبر
تشرين

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.