تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

فشة خلق..عصام داري ليمتد..    إصلاح العصفورية!!

مصدر الصورة
وكالات -أرشيف

كنت مستغرقاً بأفكاري الكرتونية ما بين توم وجيري وميكي ماوس، متبحراً في شؤون البلاد والعباد،عندما جاءت الصبوحة الشحرورة وراحت تغني عالعصفورية عالعصفورية وصلني بإيده وماطل علي)!.

هل هذا وقت صباح والليالي الملاح ؟صرخت بأعلى صوتي، فجاء صوت السيدة حرمنا المصون من وراء الباب: يارجال..نص الألف خمسمية، يكفيك تفكير بعدين رح تجن وأوصلك بأيدي عالعصفورية!.

صرخت بأعلى صوتي على طريقة المغفور له أرخميدس: وجدتها.. وجدتها، فعلاً اقتربتُ كثيراً من الجنون، فإذا قدر الله وأصبت بالجنون فعلاً، هل سأجد المكان المناسب لقضاء بقية عمري؟

أجريت اتصالاتي مع بعض الناس والمتبحرين في علوم الجنان والعصفورية لكن التحريات كانت لا تطمئن، فالعصفورية القريبة من مدينة دوما وضعها(مش ولا بد) وهي تحتاج إلى صيانة وترميم وتصليحات كثيرة، والأهم أنها لا تتسع لوافدين جدد من عالم العقلاء إلى جنة المجانين!.

أمام هذا الوضع المزري كان لا بد من البحث عن الحلول المناسبة، فالوقت يضيق ونحن في آخر الطريق!.

بحثنا عن أرض جديدة للتوسع بالعصفورية كي نرفع رأسنا فيها أمام الأمم والشعوب، فجاءنا الجواب الأول من وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي التي أفادتنا بأن طلبنا موجود في محافظة حمص مترامية الأطراف حيث البادية الواسعة من حدود المدينة إلى الحدود العراقية.

غريب أمر الوزارة، طالما أن لدينا هذه المساحات الشاسعة التي يمكن أن نستصلح معظمها فلماذا لا تقوم هي بهذه المهمة – أقصد استصلاح الأراضي وليس التوسع في مشفى المجانين – خاصة أننا في حالة أوضاع صعبة بفعل الحصار والعقوبات، ونحن بلد زراعي بالدرجة الأولى، فكان الجواب: مو شغلك!!.

وافقنا على الفكرة على مضض، وعندما أردنا المباشرة في توسيع عصفوريتنا المبجلة، جاءنا إخطارات من العديد من الوزارات ما أدى إلى تعثر مهمتنا، فوزارة الكهرباء لاحظت أنها غير قادرة على تزويدنا بالتيار الكهربائي لهذا الصرح الحضاري، فهي غير قادرة اليوم على إيصال الكهرباء للمدن والقرى ومصممة تصميماً على زيادة ساعات التقنين! أما وزارة التجارة وحماية المستهلك فقالت لنا:عليكم شراء الرز والسكر والزيت والشاي وما شابه بالسعر الحر، فليس من حق المجانين الحصول على البطاقة الذكية ، وعليكم الانتظار حتى اختراع البطاقة المجنونة التي تليق بكم وبجنانكم.

كذلك الأمر بالنسبة لمعظم الوزارات، فكانت كل وزارة تضع العصي بالعجلات، وتضيف عقبات على العقبات الموجودة أصلاً، فوجدنا أن الحل يكمن في استمرار الوضع على ما هو عليه، والطلب من الأخوة المجانين أمثالنا محاولة التكيف مع عالم العقلاء، وعليهم الصبر وانتظار الفرج من الله تعالى عله يعجل في إرسال السيد عزرائيل إليهم، لأن المجانين في نعيم ويصعب عليهم العيش في الجحيم الذي يمثله معشر العاقلات والعاقلين، والحمد لله رب العالمين.

                                                                        المواطن عصام داري -  ليمتد

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.