تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

فشة خلق..عصام داري ليمتد..  لحسة دبس!!

مصدر الصورة
وكالات

الفصل الأول..

يحكى أن رجلاً صالحاً ومصلحاً يحب الخير ويعمل على فض المشاكل بين الناس ، وفي كل مرة يفض نزاعاً أو خلافاً يقول: يا جماعة كل هذا الأمر من الشيطان الرجيم، لعن الله الشيطان، اخزوا الشيطان يا ناس.

غضب الشيطان غضباً شديداً من هذا الرجل وقرر أن يواجهه مهما كان الثمن.

تقمص الشيطان شخصية أنسي، أي إنسان، ووقف في الشارع بانتظار الرجل الصالح حتى شاهده مقبلاً عليه فحياه أجمل تحية وقال له : هل تعرف من أنا؟  فنظر إليه ملياً ثم قال: في الحقيقة لا أعرفك، فرد عليه الشيطان قائلاً : أنا الشيطان شخصياً ، فهلع الرجل وانتابته موجة خوف شديدة، فطمأنه الشيطان وقال: تأكد لن أسبب لك أي أذى.

سأله الرجل: ماذا تريد مني إذن ؟ فأجابه بكلمتين :لا شيء، فقط أريد معرفة سبب كرهك لي وتحميلي كل ذنوب وأخطاء البشر وتلعنني على الطالع والنازل .فقال  الرجل الصالج :لأنك سبب كل بلاوي ومشاكل البشر.

فقال الشيطان: سأثبت لك أنني لست مسؤولاً عن معظم ما يقوم به البشر من شرور وأخطاء، ما عليك إلا أن تقف في مكانك وتراقب ما سيجري.

ذهب الشيطان إلى دكان قريب وأخذ بإصبعه لحسة دبس ووضعها على باب أحد البيوت، وصادف أن صاحب ذلك البيت عنده قطة مدللة ، فلما اجتمع الذباب على لحسة الدبس صارت القطة تقفز لتقتل الذباب فشاهدها كلبٌ لجار صاحب القطة فهجم على القطة المسكينة وقتلها، فجن جنون صاحب القطة فما كان منه إلا أن قتل الكلب، خرج صاحب الكلب مع خنجر  يريد الانتقام من صاحب القطة، هنا تدخل أولاد الحلال وأصلحوا بين الجارين وقال بعضهم : الله يلعن الشيطان، أخزوا الشيطان يا جماعة.

هنا سأل الشيطان الرجل الصالح :هل رأيت؟ ما هو ذنبي في كل ما جرى؟ فقال له: طبعاً أنت أصل السبب وصاحب لحسة الدبس.

الفصل الثاني..

منذ أيام استوقفني شاب وسيم وأنيق في الشارع وسألني: هل تعرفني فأنكرته فقال : أنا الشيطان نفسه ، فحاولت الهرب فقال :انتظر لحظة ، أود فقط أن أسألك عدة أسئلة ، ولم ينتظر موافقتي فتابع: هل من يلحس إصبعه في الصفقات والبازارات والمساومات وتقاضي الرشوة أسوأ من لحسة الدبس المشهورة  ؟.

قلت : معك حق، فقال: أليست لحسة الغلاء أسوأ من لحسة الدبس ، أليست هذه اللحسة تسبب المشاكل والخلافات الأسرية، ,أكثر من تلك العداوة المستحكمة بيم المواطن والحكومة؟. فحسبتها في ذهني فوجدت أنه على حق، فقلت : بلى.

استطرد الشيطان : أليس الفساد والاحتكار ورفع الأسعار من دون وجه حق أخطر من لحسة الدبس تبعي التي تسببت فقط بمقتل قطة وكلب ؟..وافقته فوراً ، فقال: أرأيت، لقد سبقني الفاسدون والمتاجرون بلقمة الناس وأولاد الحرام بمسافات شاسعة وما زالوا يلقون اللوم عليّ.

سألته: طيب، ماذا تريد مني؟ فقال: أطلب منك أن تبلغ الأخوة الفاسدين تحياتي وتبلغهم احترامي الشديد وسأمنحهم جائزة الشيطان الكبرى، أما أنا فسأهاجر، فلم يعد يناسبني العمل في بلد مازال الشيطان فيه , يستخدم أساليب بالية أكل عليها الدهر وشرب مقارنة بأرباب الفساد وسادته.

ذهب وأنا أراقبه ثم عاد مسرعاً وسألني: هل عندك واسطة منشان فحص الكورونا كي أستطيع السفر؟.

                                                          المواطن عصام داري ليمتد            

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية - خاص

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.