تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

فشة خلق..عصام داري ليمتد.. يوم من عمري!!

مصدر الصورة
عن الانترنت

سمعت طرقاً خفيفاً على بابي، كذبت أذني في البداية، لكن الطرق عاد بشدة أعلى بنحو درجة، اقتربت من الباب ونظرت من "العين الساحرة" فرأيت شابين يرتديان لباساً موحداً بلونين فقط: النيلي والأزرق ، فتحت لهما فبادرني الأول قائلاً: حضرتك فلان الفلاني؟.

فقلت له والخوف يعتريني خشية أن يكون جاري الذي هددني بالويل والثبور منذ أيام أن يكون كتب تقريراً يتهمني بأنني أكتب شعارات تندد ببلدية الحي لتقصيرها في حماية حيواناتنا الأليفة وتدليلها في هذا الحر الخانق وعدم توفير المسابح الرخيصة لها، قلت للشاب: نعم.. أنا فلان الفلاني، فتبسم، وتذكرت أغنية المطربة عفاف راضي:تبسم الحلو والنبي تبسم والنبي تبسم.

عندها قدم لي علبة كرتونية كبيرة فسألته: ما هذا يا رعاك الله ؟ فأجابني: هذه جرة غاز جديدة.. فقلت: ولكنني أخذت جرتي منذ 25 يوماً، ولا يحق لي واحدة جديدة إلا بعد مرور60 يوماً.

فقال الشاب الآخر: هذه ليس لها علاقة بالدور، أصلاً الدور صار كل 30 يوماً فقط لا غير، وقبل أن أستفسر عن السبب تبرع الشاب الأول بالقول : هذه الجرة بمناسبة عيد الغاز العالمي!!

- وهل للغاز عيد؟

- نعم، و وزارة النفط و الغاز و القطران قررت توزيع جرة على كل مواطن لم يهرب من البلد بسبب الأحداث التي جرت في السنوات الماضية.

- طيب،انتظر لحظة كي أحضر لك ثمنها، لكن الشاب قال فوراً: لا..لا..هذه مجانية، وتركني الشابان في حيرة من أمري، وبصراحة صدمت، خاصة بعد معرفتي بوجود عيد للغاز وآخر للمازوت وثالث للبنزين وربما للفحم الحجري.

المهم حملت جرة الغاز الجديدة ودخلت والفرحة الممزوجة بالدهشة ترتسم على وجهي، ولم أكد أصحو من الصدمة الجميلة حتى رن جهاز الموبايل ليخبرني أن "السورية للتجارة"  خصصتني بسلة غذائية وأنها أي" السورية للتجارة" تريدني الحضور لصالتها لاستلام السلة، أو أرسل لهم عنواني كي يتم إيصالها بغضون ربع ساعة.

الشيء نفسه حدث في محطة الوقود عندما كنت أملأ خزان سيارتي بالبنزين، وعند المؤسسة العامة للحوم، حتى كدت أنفجر فرحاً وأغني مع عبد الحليم حافظ: يوم من عمري هو اليوم اللي تهنيت فيه.

لكن الفرح بلغ منتهاه عندما علمت من مصادر موثوقة أن الحكومة القادمة بعد انتخابات مجلس الشعب ستحارب الفساد عن جد.. ورح يكون فيها وزير لمحاربة الفساد.. ومن شدة فرحتي أصبت بالجلطة الدماغية وانتقلت إلى رحمة الله تعالى..

في القبر جاءني الملكان : أنكر ونكير وسألاني عن سبب موتي فشرحت لهما ما حدث (من طقطق لـ سلام عليكم) فدهش الملكان وسألاني: أين يوزعون جرات الغاز مجاناً، و السلات الغذائية ..فلما قلت لهما العنوان تركاني وركضا للحصول على جرة الغاز، فحملت كفني وعدت إلى وطني.

هنا استيقظت من نومي مذعوراً أرتجف خوفاً وهلعاً، فقرأت زوجتي المعوذات وأحضرت طاسة الرعبة وسقتني منها مراراً حتى هدأ روعي قليلاً، وعن ذلك  أبلغني شيخ الحارة أنها مجرد كوابيس..

والله لا يعيدها، خلينا متل ما نحنا أحسن بكتير، ما بيناسبنا الكوابيس وما تحمله من أخبار مزعجة وخطيرة!!.

                                            المواطن عصام داري - ليمتد

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية - خاص

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.