تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الدكتور وائل عواد يتابع الكتابة من الهند من وحي الحجر الصحي عن كورونا و -يوميّات قنّاص كركرونا- الحمير ملوك الجهلة في خطرٍ-44

مصدر الصورة
خاص

ليس من طبعي ان أقلّل من شأن الحمير على الرّغم من إهانتها وشتمها من قبل بني البشر في جميع المناسبات  في مجالات المدح والذمّ والإهانة والدّلع . وكم يتردّد اسم الحمار على مدار اليوم، إذ ننعت به شخصاً ما للتقليل من شأنه وإهانته. وقلّةٌ من الشّعراء أعطوا الحمار حقّه في الصبر والجلد، ونحن عادةً نمجّد الحصان وننسى فضل الحمار. لو أردت أن تسبّ أحداً تقول عنه حمار، و لو وُظّف شخصٌ  في وظيفةٍ دسمةٍ ومكانٍ مرموقٍ ولم يتعلّم السّرقة بسرعةٍ تقول عنه "حمار ما بيفهم"، ولو تمّ ضبطه بالسّرقة تقول عنه "حمار غشيم"، ولو قام بفضح نفسه هو بالذّات وفضح من معه ننعته بحمار ابن حمار، وتستمع إلى زعيمٍ سياسيٍّ كبيرٍ يقدّم نصائح طبيّةً وتقول عنه حمار شو بيفهمه، وعندما يتسلّم شخصٌ آخر منصباً هامّاً في المكان غير المناسب تسمع من يقول "مالاقوا غير هالحمار يحطوا بهيك منصب؟"، أو عندما ترسل أحدهم في مهمّةٍ ويعود خالي الوفاض وتسمع من يؤنّبه بقوله: "أنت جحش ما خرجك شي، لو باعت حمار كان أحسن منك." وهذا يعني التّقليل من قيمة الشخّص لأنّه حسب المفهوم الاجتماعيّ الجحش أقلّ قدراً من الحمار، وبالمناسبة الفرق بين الجحش والحمار تكمن في أنّ الأوّل من امٍّ وأبٍ من الحمير والجحش هو صغير الحمار والأنثى جحشةٌ، والحمار أكبر وبنيته أضخم وأقوى، بينما الجحش يكون صغيراً غير قادرٍ على القيام بالمهام الموكلة إليه، وعليه الانتظار على الأقلّ سنتين كي يصبح قويّاً لاستخدامه بالرّكوب والنّقل والجرّ وحتى التزاوج، يعني حتّى عندما نشاهد حماراً صغيراً نتعجّب لجماله وهناك من يقول: "تصوّر أنّ هذا الكرّ الصّغير سوف يصبح حماراً عندما يكبر."، ولكي يحسّنوا من نسل الحمير، تمّ تهجين الحمير مع الأحصنة للحصول على سلالاتٍ أخرى مثل  البغل والنّغل؛ وكثيراً ما ترى صورة الحمار مرفقةً مع النّكات السّياسيّة مثل حمارٍ يضحك وهو يقرأ جريدةً كُتب عليها: "أمريكا تريد نشر الدّيمقراطيّة في العالم العربيّ"، أو أن ترى حماراً مهاجراً بعد ان ضاقت به السّبل ولسان حاله يقول :" لم أستطع العيش معكم، فإذا انقطع الوقود أو ارتفع سعره تعودون إلى ركوب الحمير". وهناك من لحقته لعنة الحمار بعد أن كان يظنّ نفسه معلّماً على الحمير وطلع بالآخر بغل. وكثيراً ما تكون جالساً عند مسؤولٍ كبيرٍ ويتّصل بالهاتف أمامك ويقول للشّخص على الخطّ الآخر: "وينك ياحمار؟"، أو تلعب ورق طرنيب أو تريكس، فيوسمُ كلّ لاعبٍ ارتكب حماقةً ما "ليش ما تصرّف هيك ورمى الشّب ولا البنت وغيرها" بالحمار. وحتّى برلمانيّون لم ينجوا من النّعت بالحمار بعد ان قرأت تغريداتهم التي لا تمتّ إلى اللّغة العربيّة بصلةٍ، بل هي لغةٌ همشريّةٌ. وحتّى الشّعراء استخدموا الحمير للسبّ والشتم وتعديد العيوب والنّواقص في هجائهم للخصم، كما أهانوا الحمار ونعتوه بانعدام الشّعور، وهناك الكثير من الأمثلة عندما كان الشّعراء يلقون الشّعر، ولا أحد يهتمّ لشعرهم كهذه الابيات الشّعريّة التي تُنسب إلى الشّاعر طرفة بن العبد وهو يهجو شعره :

قد كان في فحصٍ شعريٍّ ... كرٌّ وجحشٌ وعـير

لـو أنّ شعـري شعـيرٌ ... لاستطيبتـه الحمير

لكنّ شعري شعورٌ ... هل للحمير شعور


 

سامحك الله أيّها الشّاعر الكبير، ولا ألومك فلم تكن على علمٍ أنّ هناك مختبراتٌ وأجهزةٌ طبيّةٌ طبقيّةٌ محوريّةٌ ومغناطيسيّةٌ رنّانةٌ لتكشف مشاعر الحمير، ولو انتظرتَ بعض الوقت أو راقبت الحمار وهو ينهق ويغازل لأدركت أنّ عشقه للحمارة لا يقلّ عن سماعه لشعرٍ أو لنكتةٍ سمعتها من الشّخص ذاته خمسين مرّةً، وأنت تقول مفكّرنا حمير ما عم نفهم عليه! وإذا أراد أحدهم أن يسبّ شخصاً آخر من نفس قريته يقول له: "روح الله يبعتلك حمارة سوداء!..."

على نقيض الأعمال اليونانيّة، فقد تمّ تصوير الحمير في الكتاب المقدّس كرموزٍ للخدمة والمعاناة والسّلام والتّواضع، كما أنّها مرتبطةٌ بموضوع الحكمة في قصّة العهد القديم من حمار بلعام بن بعور، ويمكن رؤيتها بضوءٍ إيجابيٍّ من خلال قصّة سيّدنا المسيح وهو  يركب إلى القدس على حمارٍ. وفي القرآن الكريم ورد ذمٌّ لمن لم يتقيّدوا بتعاليم التّوارة بتشبيههم بالحمير بقوله تعالى: "مَثلُ الذين حُمّلوا التّوراة ثمّ لم يحملوها كمثل الحمارِ يحملُ أسفاراً بئسَ مثلُ القوم الذين كذّبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظّالمين"

ورغم ذلك لم تنته معاناة الحمير عبر التّاريخ،  فقلّما ظهرت مع الآلهة  في قديم الزّمان، ولذا لم يتمّ  تقديسها كما هي الحال مع بقية الكائنات الحيّة التي رافقت الآلهة والنسّاك والمتعبّدين. ولذلك كان الحمار دوماً مرتبطاً بآلهة الجهل وينعتون الآخرين بالحمير، ولذلك أعتُقد أنّه ملك الجهلة. بيد أنّ الحمار الفقير ارتبط مع شخصيّاتٍ تاريخيّةٍ في مسرحيّاتٍ ورواياتٍ مثل دون كيتشوت الذي رافقه الحمار في جميع رحلاته المريضة، وشخصيّة غوّار الطّوشة ومقالب غوّار التي أدّاها ممثّلنا السّوري الشهير دريد لحام في وكيف استخدم الحمار بدلاً عن المصعد الكهربائيّ لنقل نزلاء فندق فطوم حيص بيص، وكيف أكل  الحمار الدّستور في مسرحية "غربة" للكاتب الكبير ابن مدينة السّلميّة، محمّد الماغوط، رحمه الله، أو في المسلسل التّلفزيزنيّ الشّهير "ضيعة ضايعة" واستخدام الحمير للتّهريب، وقصة جحا والحمار وكيف استخدمَ الجزرة لقيادة الحمار وتوجيهه، أو بيّاع المازوت والبندورة وغيرهم من القرويّين الذين كانوا يستخدمون الحمير كوسيلةٍ للتنقّل ونقل حاجياتهم ومنتجاتهم لبيعها في المدينة.

كانت ظاهرة استخدام الحمير للتّهريب منتشرةً بالمناسبة في أفغانستان بشكلٍ كبيرٍ، وقد أجريتُ تحقيقاً صحفيّاً حول ذلك، خلال تغطيتي للحرب الأفغانيّة، إذ كانت الحمير تُستخدم لنقل البضائع المهرّبة  على الحدود بين أفغانستان وإيران، وتقطع مئات الكيلومترات للدّخول بالبضائع من الالكترونيّات والمخدّرات والأسلحة، وكانت تمشي في خطٍّ مستقيمٍ كعادة الحمير، إذ لا تغيّر من طريق سيرها، ولذا يقول المثل: "الحمار لا يقع في الجحر مرّتين (جزافاً)."

وفي إيران أيضاً لاحظتُ استخدام الكلمة باللّغة الفارسيّة كثيراً، ومثل ثقافتنا في نعت الشّخص بالبغل  أي "ألاغ"  و جحش أو حمار أي "خَرّ" وابن الكرّ يقال عنه" كُرّ خرّ" . وهناك أمثلةٌ كثيرةٌ إيرانيّةٌ  عن الحمير مثل القول أنّ الحمار حمارٌ حتّى لو ربطته بطوقٍ من ذهبٍ أو وضعت على ظهره سرجاً من الزّمرّد والياقوت وأطعمته قصب السّكر بدل التّبن أو اللّوز عوض الشّعير، ولو أنّ الحمار أعطي مكانةً مرموقةً لبقي الحمار حماراً وسيبقى مع  صنف الحمير ، وثمّة مثلٌ آخر بما معناه "ليس كلّ من أكل العلف حماراً"، ولكنّ المغزى من أن  تكون حماراً عليك أن تكون جاهلاً أو أحمقاً.

تكمن المأساة حاليّاً فيما يقال "فاقد الشّيء لايعطيه"، إذ نلاحظ  الكثير من قادة العالم ينتقدون الولايات المتّحدة لعدم السّماح بالمظاهرات والانتقادات والمسيرات السّلميّة وحرّيّة التّعبير، على اعتبار أنّ بلادهم تنعم بالدّيمقراطيّة وشعوبهم تعيش بأمانٍ ورغدٍ، ولا تشكو من نقصٍ سوى ...سأترك لكم حرّيّة التّوصيف هنا...

على أيّةٍ حالٍ، هناك من اتّخذ من الحمار شعاراً لحزبه، فالحزب الدّيمقراطيّ الأمريكيّ استخدم الحمار شعاراً للحزب، بينما استخدم الجمهوريّون شعار الفيل، ويعود ذلك إلى القرن التّاسع عشر عندما فاز أوّل مرشّحٍ عن الحزب الدّيمقراطيّ - أندرو جاكسون - وهو بطل حرب 1812، بالانتخابات الأمريكيّة، وخلال الحملة الانتخابيّة نعته خصومه  بالحمار أي الغبيّ والمغفّل أو الأحمق (Jackass)، واستخدم جاكسون شعار الحمار للفوز بالانتخابات عوضاً عن رفض التّسمية، وحقّق رسّام الكاركاتير السّياسيّ الشّهير - توماس ناست - شهرةً للحيوانات من الحمير والفيلة في سبعينيّات القرن التّاسع عشر، ومن ثم تمّ استخدام الحمار كشعارٍ للحزب الدّيمقراطيّ والفيل للحزب الجمهوريّ.

لقد ارتبط الحمار بتفاصيل حياتنا اليوميّة منذ الطّفولة، فقد كان يُستخدم مع قطيع الغنم وهو يجرّ خلفه القطيع،  وكان الرّاعي يضعنا على ظهر الحمار ويمشي بنا قليلاً، ونسمع صوت الجرسين اللذين علّقهما على رقبة الكبش  والكلب من حولنا. وكنّا نستعير الحمار من جيراننا في الضّيعة ونحن صغارٌ، ونتسابق عليه مع حمير الضّيعة لأن الأحصنة كانت قليلةً وتُستخدمُ للتنقّل والزّراعة، بينما الحمير تلهو بعد نقل العلف والمنتجات، وبما أنّها كانت سهلة الرّكوب في صغرنا، كنّا نحمل عليها مياه الشّرب ونتجوّل في الضيعة بالبستان.

والحادثة الأخرى كانت عندما قرأت خبراً أنّ هناك مهرجاناً سنويّاً في ولاية راجستهان يُقامُ خصّيصاً للحمير، وأعددت تقريراً عنه لتلفزيون الشّرق الأوسط (MBC)، وكان مقرّه في لندن، ووضعتُ عنواناً له: "الحمير في خطرٍ"، وكان المهرجان في منطقة لونيواس على بعد 25 كم من مدينة جيبور، عاصمة ولاية راجستهان التي كانت تشتهر بالحمير، ولم يعد هناك إلّا القليل منها، وبالمناسبة يُنظّم هذا المهرجان لمدّة ثلاثة أيّامٍ تيمّناً بخالكاني (Khalkani)، حيث تقول الأسطورة أنّ أحد أرباب العمل من الشبّان أنقذ الأميرة من محنةٍ كبيرة فقد كان لها طفلٌ شقيٌّ - مالاي سينغ - وقرّر تشاندا مينا أن يلقّنه درساً، فطلب منه أن يأخذ حماراً ويحمّله أكياساً من النّقود الذّهبيّة ويسلّمهما لحاكم دلهي، وعندما وصل إلى معبد الإلهة خالكاني، أصابه الطّمع وفتح الحقائب على ظهر الحمار ليجدها مملوءةً بالحجارة عوضاً عن العملات النّقديّة الذّهبيّة، وظنّ أنّه هو المسؤول عن فقدان الذّهب، وبدأ يصلّي في المعبد راجياً الإلهة أن تنقذه من العقاب، وبلمح البصر تحوّلت الحجارة إلى قطع معدنيّةٍ من الذّهب الخالص. ومنذ ذلك الحين والمهرجان يُنظمُ في الولاية للحمير إحياءً لهذه المعجزة الإلهيّة حسب معتقداتهم! لكنّ القلق كان  يُخيّم على وجوه المنظّمين للمهرجان فقد انخفض سعر الحمير بشكلٍ كبيرٍ إلى أقلّ من 100 دولارٍ أمريكيٍّ للحمار الواحد بعد أن كان سعره يتراوح ما بين 60-260 دولاراً أمريكيّاً للحمار الواحد، فلم تعد الحمير  الضّخمة تأتي من أفغانستان، وانخفضت نسبة الحمير المشاركة إلى 500 حمارٍ فقط  على الرّغم من الحوافز والإغراءات للمشاركة، بعد أن كانت لا تقلّ عن 8000 حمارٍ, ويعزو المزارعون الأسباب لقلّة العلف: "لا نعرف إذا كان المسؤولون يأكلونه كما هي الحال في العديد من دولنا"، والأهمّ من ذلك أنّ المنظّمين واجهوا مشكلةً أكبر من نقص الحمير وشحّ العلف ونقمة الآلهة لو توقّفوا عن الاحتفال بهذا المهرجان، إذ لم يجدوا مسؤولاً في الولاية يرغب بتتويج أجمل الحمير بالجائزة التي فاز بها كأفضل وأجمل حمارٍ، وشكى لي المنظّمون، واقترحت عليهم أن يجلبوا الماعز والخراف والجمال والدّيوك والأحصنة للمشاركة في هذا المهرجان، وبالتّالي سوف يتغلّب الحمير على الحمير الأصليّة، وسوف يشاركون بها ويشترونها بأفضل الأسعار ويحقّقون مكاسب ماليّةً ضخمةً تكفي لإطعام الجياع المهجّرين والعائدين إلى ديارهم بسبب الإغلاق التّامّ وحرمانهم من وظائفهم من قبل أرباب العمل، إذ باتوا مشرّدين بؤساء لا يملكون قوت يومهم، وشرحتُ لهم كم من النّاس عندنا يتعبّد الإلهة خالكاني وقد توجّه على ظهر الحمار إلى العاصمة واستطاع أن يحوّل الحجارة إلى ذهبٍ خالصٍ وكرّس حياته للعبادة والتبرّع للفقراء وخدمة المحتاجين الذي اصطفّوا لساعاتٍ طوالٍ لشراء ربطة خبزٍ أو استلام أسطوانةٍ من الغاز بعد أشهرٍ من الانتظار، أو كما أقول لكم ربّما ناموا وأطفالهم جياعٌ؛ وكذلك بامكانهم تصدير الحمير إلى تركيا حيث هناك نقصٌ حادٌّ فيها، وقد اكتشف بعض القادة في تركيا أهميّة حليب وجبنة الحمير وبدأوا بتناولها وتجنيد الكثير من راكبي الجحش ابن الأتان، ليعبثوا  ويمارسوا القتل  المتعمّد والإرهاب وتعبّد الشّياطين ونبش القبور وتحطيم الجماجم، فقد ابتكر لنا الشّيطان الكثير من الحمير البشر للاستمرار في حروبٍ لاهوادة فيها ولا نهاية لها. وبغضّ النّظر عمّا إذا كان بلعام نبيّاً حقيقيّاً أم عرّافاً أوساحراً شيطانيّاً، واستخدمه الله لتحقيق رسالةٍ إلهيّةٍ أم هو شخصيّةٌ خرافيّةٌ، فنحن بحاجةٍ إلى أكثر من بلعام لطرد حفنة الخونة ودواعش الدّاخل من بلادنا العربية , الذين هم أخطر من فيروس كورونا اللّعين الذي لم يميّز بين أحدٍ من بني البشر، بينما دواعش الدّاخل  يعيشون على قوت الفقراء ويأكلون خبزهم  ويجوّعون شعوبهم  ولا نجاة من دعوة المظلوم ...

  وأختتم بأبيات أمير الشّعراء أحمد شوقي:

سَقَطَ الحِمارُ مِنَ السَفينَةِ في الدُجى

 فَبَكى الرِفاقُ لِفَقدِهِ وَتَرَحَّموا

حَتّى إِذا طَلَعَ النَهارُ أَتَت بِهِ
نَحوَ السَفينَةِ مَوجَةٌ تَتَقَدَمُ


قالَت خُذوهُ كَما أَتاني سالِماً
لَم أَبتَلِعهُ لِأَنَّهُ لا يُهضَمُ

 

                                 الدّكتور وائل عوّاد

                    الكاتب والصّحفيّ السّوريّ المقيم في الهند

 

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية - خاص

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.