تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الثوم الكسواني.. شهرة محلية واسعة وجودة عالية لا منافس لها

مصدر الصورة
SANA

مواصفاته التخزينية الجيدة جعلت الثوم الكسواني من أهم الأصناف التي تقبل العوائل على شرائها للمونة قبل نفادها من الأسواق إلى جانب قيام المنتجين بتصدير الكميات الفائضة منه عن حاجة السوق أو تخزينها.

الأمطار الغزيرة التي شهدتها منطقة الكسوة بريف دمشق خلال العامين الماضين حسنت من إنتاجية وجودة الثوم المنتج بهذه المنطقة إضافة إلى زيادة المساحات المزروعة بالثوم فيها والمناطق المحيطة بها إلا أن ارتفاع أسعار المواد الأولية الداخلة في عملية الزراعة زاد من أعباء المزارعين وفق رأي عدد منهم ممن التقتهم مندوبة سانا.

ويعتبر الثوم المحصول الرئيس في منطقة الكسوة ويشكل المورد الأساس للكثير من العائلات في المنطقة حسب المزارع عبد الحليم ناصر “أسعاره مقبولة في الأسواق قياساً بالتكلفة العالية والجهد الكبير الذي يبذله الفلاحون خلال تسعة أشهر” معرباً عن أمله بتأمين كميات كافية من المازوت والأسمدة للفلاحين خلال المواسم المقبلة ليتمكنوا من استغلال كامل المساحة المتاحة وزراعتها بهذه المادة ذات المردود الاقتصادي الجيد.

ومع مشقة الصيام وارتفاع درجات الحرارة خلال هذه الأيام يتابع المزارع عبد الحليم مع العاملات لديه عملية الحصاد وجمع الثوم الذي زرعوه هذا الموسم على مساحة نحو 30 دونماً مبيناً أن كل دونم يعطي طنين من الثوم في حال عدم تعرضه للمرض لهذا يحتاج إلى الإهتمام والمتابعة والرش بالمبيدات ليكون مردوه أكبر.

في الكسوة تنتشر زراعة الثوم “البلدي والصيني” وتتميز تربة المنطقة بكونها مناسبة جداً لهذه الزراعة وغنية بالمواد التي تمنح الثوم حجماً مناسباً وجودة عالية تجعل أغلب الناس يرغبون بتموينه كما بات معظم الفلاحين يركزون على البذرة الصينية في الزراعة حسبما يوضح المزارع محمد ديب شوقل الذي قال “أحضرنا البذرة الصينية وزرعناها في التربة هنا فاكتسبت ميزات أفضل من البذور الصينية المستوردة بسبب نوعية التربة وأصبحنا ننتج منها” مشيراً إلى أن الفلاحين في الكسوة يحتفظون بكميات من الثوم ويخزنونه لاستخدامه كبذار للسنوات القادمة والفائض يتم تسويقه.

ومن مكان الفرز والتوضيب البيدر لفت المزارع أحمد الحسن أنه بعد مرحلة الحصاد يجمع الثوم في هذا المكان لفرزه وتوضيبه وتنشيفه وتسويقه معتبراً أن هذه المرحلة مهمة جداً لمنح الثوم نشفاناً أكبر وأن عملية الفرز هي التي تحدد سعر الثوم لأنه يصنف حسب الحبة “صغيرة ومتوسطة وكبيرة”.

ويوضح الحسن الفرق بين نوعي حبات الثوم البلدية والصينية “زراعة البذرة الجيدة هي التي تعطي مردوداً ونوعية أفضل.. الحبة الصينية ترغب فيها المطاعم لأن حجمها كبير لكن للتموين فالنوع البلدي أفضل للاستمرارية والمذاق نفسه في الاثنين” داعياً المعنيين إلى فتح أسواق خارجية لتصدير الثوم ليحصل الفلاح على حقه لأن الأسعار لا تتناسب مع تكلفة إنتاجه العالية.

رئيس دائرة زراعة الكسوة المهندس هشام الصياد أوضح أن الثوم الكسواني يتميز عن الثوم المزروع في المناطق الأخرى بنسبة المادة الجافة فيه وإمكانية تخزينه فترات أطول لافتاً إلى أن المساحات المزروعة في المنطقة خلال الموسم 2020 بلغت 1500 دونم ويتراوح إنتاج الدونم الواحد بين الطن والثلاثة أطنان من الثوم.

وأشار الصياد إلى أن قلة منسوب المياه بشكل عام خلال السنوات الأخيرة أجبر المزارعين على التوجه إلى زراعة مساحات إضافية على طريق الغوطة الممتد من جهة الكسوة وفي نهاية الموسم يجمع كامل المحصول ويخزن ويسوق في الكسوة كاشفاً أنه يوجد حالياً نحو 3000 طن للتخزين في الكسوة.

ولفت الصياد إلى أن وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي تقدم للفلاح المحروقات والأسمدة بأسعار مدعومة إلا أن الفلاح يحتاج إلى كميات أكبر من تلك ومساعدته ودعمه في تسويق محصوله من خلال إقامة أسواق قريبة على أماكن محاصيله لأنه يعاني في الوصول إلى الأسواق المجاورة ويتحمل أعباء أجور النقل المرتفعة.

واقترح الصياد إقامة منشأة لتوضيب وفرز الثوم تتبع لوزارة الزراعة ومساعدة الفلاح في تصديره علماً أن عدداً من الشركات الخاصة كانت أحدثت برادات خاصة بالثوم مهمتها تخزين الثوم بعبوات خاصة وتصديره لافتاً إلى أنه تم تخزين نحو 700 طن للتصدير العام الماضي في منشأتين فقط.

وبين الصياد أن سعر الثوم يحدد حسب العرض والطلب ورغم أن هطل كميات كافية من الأمطار هذا الموسم أدت لزيادة الإنتاج إلا أن المصاريف الكبيرة التي تقع على عاتق الفلاح نتيجة عدم حصوله على كميات كافية من المبيدات والأسمدة بالسعر المدعوم وارتفاع أجرة العمالة جعل أسعار الثوم مرتفعة قياساً بالسنوات الماضية.

ويتميز الثوم بفوائد طبية فريدة فهو يزيد من مناعة الجسم ويساعد على إزالة الحصى الكلوية ويخفف من نوبات المغص الكلوي ويخفض مستوى الكولسترول في الدم إضافة إلى أنه مادة فعالة لتطهير الجروح ولدغ الحشرات ومضاد حيوي واسع الطيف حيث يقضي على الكثير من الميكروبات والفطريات والفيروسات والديدان الطفيلية.

سفيرة إسماعيل

مصدر الخبر
SANA

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.