تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

د. وائل عواد يتابع الكتابة من الهند من وحي الحجر الصحي عن كورونا و يوميّات قنّاص كركرونا -شو طبقنا اليوم؟ - 12 -

مصدر الصورة
خاص

محموسة  دوت كوم (Mahmoosa.com)

ليس من السّهل على المرء أن يبقى قيد العزل التامّ، ولا يستطيع الخروج من المنزل  للتّرفيه وتناول طبقٍ في إحدى فنادق دلهي المفضّلة، أو مطعمٍ شعبيٍّ كنتَ تتردّدُ عليه في الأيّام العاديّة أنت ومحبّينك  لتناول طبقك المفضّل من الكري والمشاوي والبرياني وغيرها من الأطباق التي يسيلُ لها اللّعاب. وأصبحت معظمُ الأطباق الآن منزليّةً وحسب ما يتوفّر من المواد الأساسيّة لإعداد الطّبق. والسُّؤالُ الذي يقلقُ الأمّهات في المنزل: ماهو الطبق اليوم؟ ونشاهدُ العديدَ يقضون ساعاتٍ طويلةً في تحضير الأطباق واكتشاف مواهبهم بسبب الحجر الصحيّ.

الجميل في حياتنا في الغربةِ هو أنّنا نتقن فنّ الطّبخ وإعداد طاولة السّفرة، والجميل ايضاً أنّنا نعتقدُ أنّهُ بإمكاننا الاستغناء عن السيّدات في فنّ الطّبخ، فمهما ادّعينا العلمَ في ذلك، نَكذبُ على أنفسنا، فالمرأة سيّدة المطبخ  بلا منازعٍ. وتذكّر أنّك إذا كنتَ طبّاخاً ماهراً، فقد تعلّمت الطّبخ من أمّك أوّلاً، وهي الطّبّاخة الماهرة الحنونُ الأولى في حياتكَ، إذ أطعمتك بيديها أطباقكَ المفضّلة الممزوجة بالحبّ والحنان منذ نعومة أظفارك ولا يمكنك ان تنسى ذلك في الغربة، وكثيراً ما يشدّك الحنين لخبز أمّك.

أتذكّر هنا والدتي الكريمة عندما كانت تعدّ الغداء وكنت أبقى إلى جانبها، وهي تعلمُ أنّني أحبّ الأرز بالشعيريّة والفاصولياء والشّاكرية والبامياء، وكانت  تحرصُ أن تطبخ لي كلّ يومٍ وجبة أرزٍّ على الأقلّ. وأتذكّر أنّها في إحدى زياراتي لسورية قالت لي، وأنا أقف إلى جانبها في المطبخ: "هل تعلم يابنيّ أنّهُ بعد سفركَ أصبحَ كوبان من الأرز يكفياننا  طيلة الشّهر، وكنت أضطرُّ لشراء كميّاتٍ إضافيّةٍ أثناء وجودك في سورية لأنّكَ تحبُّ الأرز  لتحقيق رغبتك." وما زلتُ طبعاً أحبُّ طبخَ والدتي أطال الله بعمرها. وتعلّمت  منها فنّ الطبخ وبعض الأطباق المحبّبة لديّ، وكانت تعلّمني كيف أطبخها في غربتي مثل أطباق الشّاكريّة والشّيش برك والفريكة والملوخيّة والبرغل بالبندورة والمجدّرة وورق العنب (يبرق) والمحاشي وغيرها من الأطباق، يعني أجّرت لي  دورةً سريعةً (كراش كورس)، ويعودُ الفضلُ لها في قدرتي على كسب قلب زوجتي من أوّل طبخة أرزّ وشاكريّة، وعرفت الطّريق إلى قلب المرأة عن طريق معدتها .

النقرشة

كان  وراء دخولي للمطبخ أثناء طبخ الوالدة كِبرُ البطن واختلاسُ لقماتٍ ساخنةٍ من طبخها اللّذيذ الذي تفوح رائحتُهُ الزكيّةُ في البيت، وأنا من صغري بحبّ "النّقرشة"، وهي الأكل الخفيف بين الوجبات الثّلاثة الرئيسيّة، وماأكثرها حاليّاً بسبب الحجر المنزليّ، و الزّيارات المتكرّرة للمطبخ  للتّسلية .

وعلى سيرة النّقرشة، فقد سبقَ أن تجمّعنا مع بقيّة الطّلبة السّوريّين في الهند في مقرّ الطّالب السوريّ بالقرب من السّفارة السوريّة، وكنّا حوالي 40 طالباً. شملَ التجمّعُ عدّةَ طلّابٍ سوريّين جدد حصلوا على منحٍ هنديّةٍ، واحتفلنا بذكرى عيد الجلاء المجيد الذي يصادف 17 نيسان/ أبريل، بحضور القائم بأعمال السّفارة وأعضاء السّلك الدبلوماسيّ، وقد جرتِ العادةُ أن نقدّمَ وجبة طعامٍ للطّلبة  الحضور ومن جاؤوا من أماكن بعيدةٍ ليناموا في المقرّ أيضاً . كانت الوجبةُ دسمةً تتناسبُ  وحجم المناسبةِ، إذ وضعنا الفراريج المشويّة وسياخ اللّحمة والسّلَطات والبرياني والعدس وخبز التنّور، وتجمعنا حول الطّبق  الكبير الذي كان عبارةً عن صدرٍ دائريٍّ، وفورَ الشّروع  بالأكلِ، يعني من أوّل لقمةٍ، ولسوء حظّي، اتّصلوا بي من إذاعة دمشق يريدون الرّسالة الصّوتيّة للمهرجان والاحتفال بالذّكرى. كان التّقريرُ جاهزاً، لكنّ التّوقيتَ سيّئاً،  وهرعت إلى الغرفة المجاورة، وقرأتُ الرّسالةَ الصوتيّةَ خلال أقلّ من خمس دقائقَ، وهممتُ بالعودة لتناول الغداء، فلم أجد شيئاً!!!  لقد انتهت المعركةُ، وتمَّ القضاءُ على جميع المأكولات، ونُحِرت الفراريج وتفرّقت عظامها، ولم يبقَ سوى الجرائدُ المبتلّةُ، وحطامُ المعركة التي فاز بها أصحابُ البطون؛ وهنا سألتهم: "وأنا؟ وين حصتي؟! ما غبت عنكم خمس دقائق إلا طار الأكل. ما شاء الله شو جايين من الصّومال ولا أفغانستان؟! على كلّ حال صحتين." وبدأوا بالاعتذار: "والله ماانتبهنا، حقّك علينا كان لازم حسبنا حسابك، شو بدنا نعمل جوعانين من الدبكة والتعب؟! ..." شاهدني  قريبي المهندس عاصم الجرعتلي (أبو حسين)، وكنّا نطلق عليه دولة عاصم المستقلّة لظرافته وحجمه ماشاء الله، وقال لي شلت شوي للنقرشة يمكنك ان تأكلها. وهنا ذهبت معه إلى الغرفة، وأخرج اللّفافة، ولحسن حظّي كان فرّوجاً كاملاً مشويّاً وشويّة حواضر، وغمرتني بهجةٌ شديدةٌ، وعلت الابتسامة مبسمي،  وقلت له: "يا ابن خالتي دخيل النّقرشة تبعك شو بحبها، لكن شلون غذائك إذا هيك النّقرشة؟" وذهبت مثلاً ...وائل عواد

بالمناسبة قابلتُ المهندس عاصم  بعد تخرّجه من الهند في الإمارات، وكان وزنه أقلّ من 90 كغ، وقد تفاجأتُ، وأخبرني أنّه خضع لعمليّةٍ جراحيّةٍ اقتطعوا فيها ثلاثة أرباع معدته، وأنّهُ يحافظ  حاليّاً على رشاقته ولياقته. ولكن حدثَ في آخر زيارةٍ لهُ أن رأيته في الهند، فتفاجأتُ أنّهُ قد عاد لوزنه القديم، وقال لي بخفّة دمه المعهودة وهو يضحك ضحكته الشهيرة: "بنت خالتك – زوجتي - بتحب الطّبخ، وأنا بحب بطني والنقرشة بين الوجبات، مافي فائدة يا ابن خالتي  ..."

الطّبق البلديّ السّلمونيّ: محموسة  الباذنجان والبطاطا 

تشتهرُ كلُّ دولةٍ في العالم  بطبقٍ وطنيٍّ واحدٍ، وكنتُ حريصاً على طلبه  في كلِّ زيارةٍ أقومُ بها  لبلدٍ لأتعرّف على الأطباقِ الشعبيّةِ، وهذا يعتمدُ على الأغذية المتوفّرة من الخضراوات واللّحوم والمأكولات البحريّة، ماعدا بلاد الشام، فهناكَ أكثرُ من طبقٍ وطنيٍّ، وذلك بسبب تعدُّد الخيرات والمنتجات وتوفّرها بكثرةٍ، لذلك لا يمكننا أن نقول أنَّ ثمّةَ طبقٌ شعبيٌّ واحدٌ، بل أطباقٌ عديدةٌ، ولهذا فإنّ المطبخ العربيّ مميّزٌ ومتنوّعٌ، وينصحُ الأطبّاءُ مرضى القلب باتّباع حمية البحر الأبيض المتوسّط لقلّة المواد الدهنيّة وتوفّر زيت الزيتون والمقبّلات وغيرها من الأطباق والمازات (المقبّلات).

علّمتني الحياةُ في الهند أن أطبخَ بيدي أثناء فترة الدّراسة لصعوبة التأقلم مع الأطباق الهنديّة في البداية بسبب استخدام البهارات والفلفل، والتي كان لها آثارٌ جانبيّةٌ لمن لم يعتد عليها. وكنّا نطبخُ في البيوت للتوفيرالمادّيّ والنّظافة والإشباع واللمّة الجميلة للشباب بسبب قلّة وسائل التّرفيه  والتّسلية واقتصارها على التجمُّع في بيت الطّلبة ولعب الورق وطاولة الزّهر، وتطوّرنا بعض الشّيء بعد حضور عددٍ من الطلّاب الجددِ بمواهبَ متعدّدةٍ، وزملاء يعزفون على العود، واستطاع  د. ناظم طلس  أن يعزف لنا و يطربنا بعزفه الهادئ ولم يبخل علينا بأغاني فرنسيّةٍ أيضاً كان يتقنها، وهو يرمقنا بنظراته المعتادة من تحت النظّارات الطبيّة التي كان يضعها على عينيهِ محذّراً من مقاطعته أو التّخفيف من الحماس الزائد كعادتنا عندما يعزف أغنيةً حسب طلب الجمهور ...

وبسبب الموزاييك  الاجتماعيّ للزّملاء من كل المناطق في الأراضي السوريّة، كنّا نطبخ بالتّناوب، ويقومُ من يعرف الطّبخَ بتحضير طبقٍ شعبيٍّ بلديٍّ وهكذا دواليك ... أمّا الفطور فيتكفّلُ به من يخسر الرّهان في لعب الطرنيب والتريكس، وكنت من الذين أتقنوا اللّعبة، وهناك شهودٌ كثر، وأربح باستمرارٍ أنا وشريكي ابن القامشلي د.سعيد سهدو، وأحياناً صديق العمر رياض جورج الصبّاغ الطيّب وهو من القامشلي أيضا،ً وقد أنهى دراسته وغادَرَنا إلى الولايات المتّحدة حيث يعيش هناك، وكذلك  الصّديق حبيب عبد الكريم من بانياس وهو في أمريكا حاليّاً كذلك الأمر.

ومن الأطباق المفضّلة التي كنت أعدّها وحقّقت شعبيّةً  طبقُ المحموسةِ، هكذا نسّميه نحن السّلامنة (سكّان مدينة السّلميّة)، ومكوّناته من البطاطا والباذنجان والبندوره وحوائجها، وأقومُ بتحضيره بطريقةٍ جيّدةٍ يُحبّها الجميع. وأذكرُ في إحدى المرّاتِ أنّني قمت بإعداده، ولم يكن في بيت الطّالب السّوريّ سوى أبو يوسف سعيد  سهدو وأنا، وأكلنا الطّبخة بالكامل مع خبز التنّور وهي تكفي لثمانية أشخاصٍ. لا أعلم كيف، ولكنّنا كنّا نستمتع بها ونستذكرها بين الحين والآخر. ومن شدّة سعادته بهذه الوجبة دعاني على حسابه لمشاهدة فيلمٍ إنكليزيٍّ عنوانه: (البطل الأسطورة - The Champ)، وأتذكّرُ الطّفلَ البطل شرودر في مقطعٍ حزينٍ عندما يموت البطل ويحاول إيقاظه وهو يبكي: "استيقظ أيُّها البطل، لاتموت علينا أن نذهب إلى المنزل ...أرجوك استيقظ ..." وغدوتُ في كلِّ مرّةٍ أتّصلُ مع سعيد إلى أمريكا لا أتذكّر فرقَ الوقت، وأتركُ له رسالةً: "استيقظ أيّها البطل:(wake up champ)"

كنت في لندن بزيارةٍ لابنتي د. سحر، عندما فاجأتني بهديّة عيد ميلادي، فقد حجزت لي رحلةً بالقطار من لندن إلى باريس لمدّة ثلاثة أيّامٍ، واتّصلتُ بصديقي الباريسيّ الأنيق - نبيل صالح - الذي استقبلني واستضافني في منزله مشكوراً. تربطني بنبيل ذكرياتٌ طيّبةٌ عندما التقينا بسورية في مؤتمر المغتربين الإعلاميّين السّوريّين عام 2006، والّذي تزامن بنفس اليوم مع العدوان الإسرائيليّ على لبنان ونحن في قلعة الحصن بمدينة حمص ومشتى الحلو. قضيتُ عنده ليلتين من العمر، وتسامرنا بأحاديث مطوّلةٍ عن حياة الغربة في الدّول، في الغرب أي فرنسا حيث هو، والشّرق في الهند حيث أنا. و كان جوان ابنه المهذّب ، استاذي في تعليم اللّغة الفرنسيّة، لكنّه كان مدرّساً قاسياً، ويصرُّ على تعلمي  اللّغة الفرنسيّة بأسرع وقتٍ ممكنٍ، وأن أُركّزَ معهُ بالدّرس، ويعود ليسمّع لي الحصّة وما استوعبت من تدريسه لي. لقد وعدتهُ بتعلّم اللّغة الفرنسيّة والمثابرة  وأنّني سوف أحدّثه  بالفرنسيّة عندما أعودُ ثانيةً  لباريس .

كنتُ أتحدّث ونبيل عن حياة العزوبيّة واستقرار كلّ واحدٍ منّا في بلدٍ واعتمادنا على ذواتنا لمواكبة مشاكل الحياة والتحدّيات، وتطرّقنا طبعاً لموضوع الطّبخ، وأعجبته قصّة الطّبق السلمونيّ، وقمنا بشراء الحاجيات، وطبخت في منزله، ولحسن الحظ كانت زوجته مسافرةً إلى سورية، وعبثنا على راحتنا في حرمها المطبخيّ. أكلنا حتى شبعنا و وأكرمني باصطحابي  في جولةٍ ضمن باريس زرت خلالها معظم المعالم السياحيّة على مدى ثلاثة أيّامٍ متتاليةٍ دون توقّفٍ، وكان ذلك يحتاج لأسبوعين على الأقلّ فيما لو جئتُ سائحاً لوحدي، هذا ماقاله لي. أخبرتهُ بأنّني قد أحببتُ باريس لوجودهِ بها ...

وهنا أدركتُ سِحرَ الطّبق السلمونيّ في تقريب القلوب، وتكلّمتُ معه منذ مدّةٍ في ساعةٍ مبكّرةٍ، وتذكّر الطّبق مستنجداً بي لإرسال طريقة إعداده بالتّفصيل خطوةً بخطوةٍ ليعطيها لزوجته  لأنّ طعم الطّبق اللّذيذ مازال يحثّ لعابهُ ليسيلَ كلّ ما تذكّره، وقد وعدته خيراً، وسأفي بوعدي الآن  ...

كرّرتُ التّجربة في الولايات المتّحدة خلال زيارتي إلى نيويورك عام 2016، إذ ذهبتُ للقاء صديقٍ أيّام الشقاوة في الهند رياض صبّاغ (أر بي جي) كما كنتُ أسمّيه، والتقينا  بعد أكثر من خمسةٍ وعشرين عاماً من مغادرته الهند ومكثتُ عنده في  منزله بمدينة نيوجيرسي  وبحضور والديه الكريمين اللّذين  يتميّزان بالأخلاق النّبيلة وطيبة أهل القامشلي وثقافتهم العالية، وتجمعني ذكرياتٌ طيّبةٌ معهما.

طبعاً كان للطّبق السلمونيّ حضوره ولحسوا أصابعهم كمان بمن فيهم ابنتي أليسار، التي كانت تدرسُ ماجستير إدارة الأعمال آنذاك في أمريكا قبل أن تتّجه للإعلام والإخراج المسرحيّ، لقد رافقتني آنذاك، وغنّينا معاً أغنيةً خاصّةً من القامشلي: "يا دلهو يا دلهو يا كي كي ديّ واعطيني محبوب قلبي لأهرب من هالديرة..)، وكانت والدتهُ، أطالَ الله بعمرها، تحفظها عن ظهر قلبٍ، وشاركتنا الجوقة الغنائيّة. ولشدّة فرحة أبو الروض،  اصطحبني معه إلى كازينو للقمار في المدينة للتّسلية واستذكرت فيلماً أمريكيّاً جميلاً عنوانه: (حدث ذات مرّةٍ في أمريكا -Once upon the time in America )

كَرَمُ أحفاد الأبرش

بعد هذا السّرد الطويل، قرّرت ان أحضّر  الطّبق لأفراد العائلة، وأن أُعدّ طاولة السّفرة وأتكرّم بالضّيافة في المنزول (بيت الضيافة) باعتبار أنّني من سلالة الأبرش أحمد حسين  الشّيخ حسن عوّاد رحمه الله الملقّب بالأبرش ومن مدينة السلميّة، رعيان العوجة ، وذُكرَ كرمهُ ببيت شعرٍ للشّاعر الكبير زهير بن  أبي سلمى في كتاب (شخصيّاتٍ من ذاكرة السّلميّة)، من إصدارات  جمعيّة عاديات السلميّة، يقول البيت:

تراه إذا ما جئته متهلّلاً ... كأنّك تعطيه الذي أنت سائلهُ

تمّ إعداد طاولة السّفرة، وإشعال شمعتين، ووضع الصّحون الصغيرة والكبيرة والشّوك المتنوّعة  وكؤوس المياه والعصير، يعني بما أنّنا في الحجر لماذا لا نخرج الأطباق الفاخرة المخصّصة للضّيوف، وهذا ماتمّ وفهمكم كافٍ ...

طريقة تحضير الطّبق

تحتاجون إلى أربعة أشخاصٍ لإعداد طبقٍ لأربعة أشخاصٍ:  

  1. يتمُّ تحضير كيلو بندورة وكيلو بطاطا وكيلو باذنجان ورأس بصلٍ، يفضّل  سلموني (فريك)  إذا توفّر، وحبّتين ثوم بعد غسلهم و تعقيمهم بشكلٍ جيّدٍ، من قبل ربّة البيت، خاصّةً بعد الرّهاب من فيروس كورونا، وزيت مازولا مع بهاراتٍ وملحٍ
  2. تقوم ابنتي بتنظيف البطاطا والبندورة والباذنجان وتقطيعها (البطاطا رقيقة والباذنجان مثل قطع لحمةٍ شقفٍ) ويفضل تقطيع البندورة بشكلٍ دائريٍّ
  3. يقوم الابن بتقشير البصل والثّوم وغسلها وتقطيعها بشكل ناعمٍ  ومسح الدّموع بمحرمةٍ كبيرةٍ
  4. تقوم الزّوجة بوضع كميّةٍ مسموحٍ بها من الزّيت - من شان التّقليل من الدّهون في المقلاة
  5. يقوم الزوج – أنا - بإشعال الغاز حصريّاً
  6. يقوم الزوج – أنا - بتحميص البصل النّاعم والثّوم قليلاً
  7. تقوم ابنتي بصبّ البطاطا، وأنا أبقي القدر على نارٍ خفيفةٍ لعدّة دقائق حتّى  تستوي البطاطا شوي
  8. نأتي بالباذنجان ونسكبه في الطنجرة، ممكن أنا أو أبنتي حسب الرّغبة، ويُطبخُ لدقائق دون تحريك الطّبق
  9. أقوم أنا بسكب البندورة ورشّ الخليط بشويّة ملح وبهاراتٍ وأوراق بقدونس ونعناعٍ، ويتمُّ تغطية الطّبق وطهيه على نارٍ هادئةٍ لنصف ساعةٍ فقط. ويحقُّ للزوجة وحدها بالكشف عن جهوزيّة الطّبق، وإبعاد الزوج عن النقرشة
  1. تقوم الزوجة بتسخين خبز التنور في الميكرويف ووضع المحموسة في طبقٍ كبيرٍ ووضعه في منتصف الطّاولة مع ملعقة سكبٍ كبيرةٍ (كفكير )
  2. يُقدّم الطّبق مع صحن سلطةٍ وبصلٍ يابسٍ مقطّعٍ بشكلٍ دائريٍّ على الطّريقة السلمونيّة وبصلٍ أخضر وفليفلةٍ خضراء.

ولمعرفة طريقة التّحضير بإمكانكم مشاهدة الفيديو على موقعنا (محموسة دوت كوم/سلاميس)

لقد كان الطّبقُ شهيّاً للغاية، وأكلناه بالكامل، واشتهيناكم معنا والله، وأكرمتني زوجتي بعد ذلك بالسّماح لي بغسل الأواني وتنظيف المطبخ حسب الاتّفاقية المبرمة بيننا في عقد الزّواج بعد أن تنازلتُ عن حقوق الحرم المطبخيّ لصالحها، ثمّ هرعتُ الى السّرير واستلقيتُ ونمتُ من شدّة التّعب، وقرّرتُ التوقّف عن الطّبخ في المنزل لكن مع البقاء الطّوعيّ حتى ينتهي الحجر الصحيّ ...

وللقصّة تتمّةٌ

                                              وائل عوّاد

                               الكاتب والصّحفي السّوريّ المقيم بالهند

 

 

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.