تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

د. وائل عواد يتابع الكتابة من الهند من وحي الحجر الصحي عن كورونا و يوميّات قنّاص كركرونا - اعترافات محجورٍ طوعيٍّ – 9 -

مصدر الصورة
خاص

ألزمَ الحجرُ المنزليُّ (الإغلاق التامّ) معظمَ المدارس والجامعات والمعاهد التعليميّة تبنّي أسلوبَ التّدريس عبر الشبكة العنكبوتيّة (أونلاين) لإكمال السّنة وتدريس الطّلبة كي لا يتعرّض الطّالب للخسارةِ، وبالتّالي متابعة تعليمه دون توقّفٍ. في الحقيقة ليس التّعليم وحده قد غدا الكترونيّاً عبر النت، بل حتّى إدارة الأعمال اليوميّة لمعظم الموظّفين لمتابعة الأعمال اليوميّة بمن فيهم نحن الصّحفيّون.

ومع الازدحام الشّديد على الشّبكة يبدو التّدريسُ صعباً ومزعجاً، ولكن ليس بالإمكان أن يكون أفضل ممّا هو عليهِ ...

كنتُ قد التحقتُ بجامعة دمشقَ الجميلة للدّراسةِ مؤقّتاً ريثما أحصلُ على المنحة الدراسيّةِ إلى سويسرا لدراسة الطبِّ البشريّ. كان أحياناً يوصلني أخي فوّاز رحمهُ الله إلى الجامعة التي  كان لها جمالُها وأجواؤها الخاصّة، وداخل صفوف الدّراسةِ كانت الفتيات يضعن أحمر الشّفاه ورائحة العطّر تفوحُ منهنّ، وكنّا نتمشّى داخلَ الحرم الجامعيّ بعد انتهاء الدّوام وبين الحصص.

لم أمكثُ في تلك الجامعة مدّةً طويلةً، فبعد زيارتي برفقة أخي المحامي فواز رحمه الله، إلى مكتب العمّ أبي مازن شتيوي سيفو والذي كان يشغلُ منصبَ وزير الصّناعة , وقد أصرَّ على سفري للهند والدراسة هناكَ، لم أكن راضياً البتّةَ، وقلتُ لهُ: "الهندُ بلد الطّاعون والأوبئة والفيضانات شو بياخذني لهنيك؟"

ردّ قائلاً: أعرفُ السّفير الهنديّ جيّداً، وسوف نوفّرُ لكَ منحةً دراسيّةً، ولا داعي كي تضيّع عاماً بانتظار القبول في سويسرا، وسوف تتعلّمُ اللّغة الإنكليزيّة أيضاً، وبالإضافة إلى ذلك سنضمن عودتك إلى سورية  بعد التخرّج إذا ذهبت إلى الهند، أمّا إذا ذهبتَ إلى سويسرا فلن تعود. لم أكن راضياً عن ذلك، وعدتُ أدراجي مع أخي وأنا منزعجٌ للغايةِ، ولم أعرف حتّى تاريخه لم منعني من السّفر إلى سويسرا. وممّا زاد الطّين بلّةً أنّ الأهل شجّعوني  ونصحوني بألّا أضيّع هذه الفرصة، والعم ابو مازن بدو مصلحتي . 

عندما قدمتُ إلى الهند للدّراسةِ، كانت المنحة الدّراسيّة لا تتجاوز الخمسين دولاراً، وقيل لي إنّها تكفي، والهندُ رخيصةٌ للغاية ولن تحتاج شيئاً... كنت أنا وصديقي حيدر حيدر من بلدتي السّلميّة. لم يكن هناك قبول مباشر ولا اعترافٌ بالبكالوريا السوريّة، وكان علينا أن ندرس سنةً تحضيريّةً للقبول في دراسة الفروع العلميّة. كانت الرّحلةُ شاقّةً للغاية من بدايتها منذُ أن وطئت  قدمي مطار دلهي حيث كان مطاراً عاديّاً متواضعاً، وكنتُ أشاهدُ الحمامَ والعصافيرَ بين المسافرين بالقرب من حزام الأمتعةِ. لم أجد حقيبةَ السّفر، وانتظرنا مطوّلاً، وبعدها أخذونا إلى مندوبة الخطوط السوريّة، وكانت حقيبة السّفر محطّمةً بالكاملِ، وقد وضعت الموظّفة  آشا التي تعملُ في خطوط الطّيران السوريّة الثياب خارج الحقيبة، وقلت  لها: "ماذا عليَّ أن أفعل؟" سأَلَت عن مسؤولٍ سوريٍّ وأخبرتني أنّ مديرَ المحطّة مشغولٌ، ولم تنصحني بكتابة ضبطٍ للتعويض عن الحقيبة المتلفةِ وهي تبتسمُ ابتسامتها العريضة. كان عددٌ من القمصان التي اشترتيها قبل السّفرِ قد انتُشِلت من الحقيبةِ، ولا يمكنني اتّهامُ أحدٍ أو البتّ فيما إذا كانَ قِفلُ الحقيبة قد خُلعَ في مطار دمشق أم في مطار دلهي، فقد تكرّر الحدث في مرّاتٍ لاحقةٍ، وليس ثمّةَ اتّهامٌ باطلٌ هنا. لملمتُ ثيابي المبعثرةَ وساعدني حيدر وقال: "علينا المغادرة بيعوضك الله ."

خرجنا من المطار وكان هناك موظّفٌ من المركز الهنديّ للعلاقات الثقافيّة بانتظارنا على بوّابة الخروج، واصطحبنا إلى فندقٍ بالقرب من محطّة القطار، وهي منطقةٌ شعبيّةٌ، والفنادق رخيصةٌ ومتواضعةٌ. قضينا ليلةً صعبةً فقد كان البعوضُ يحوم كعصافير الوروار من كثرته، وحاولتُ أن أستمع للراديو في الفندق وأنا ابحث عن إذاعاتٍ عربيّةٍ للاستماع لصوت فيروز أو أم كلثوم  أو عبد الحليم حافظ وغيرهم دون جدوى، فلم أجد حتّى  موجاتٍ قصيرةٍ. لم يكن هناكَ سوى موسيقى هنديّةٍ كلاسيكيّةٍ ومحطّة راديو عموم الهندAIR))على الموجة الطّويلةِ.غادرنا الفندقَ في اليوم التّالي بعد زيارة المركز الهنديّ، وتمّ وضعنا في باصٍ متّجهٍ إلى مدينة تشانديغار في ولاية هيريانا، وأُخضِعنا لدورةٍ لتعلّم اللّغة الانكليزيّة في كليّةٍ حكوميّةٍ هناك، وأقمنا في السّكن الجامعيّ المخصّص مع عددٍ من الطلّاب العرب والأجانب الحاصلين على المنحة الهنديّة. كانت الغرفُ مظلمةً واللّمبة باهتةً للغاية، وسكنتُ أنا وابن مدينتي السلميّة حيدر (أبو علي). كان في مواجهة غرفتنا غرفٌ للطّلبة الهنود قد علّقوا ثيابهم على الشّرفات، ظننتها سكناً جامعيّاً للفتيات حيث كانت ظهورهم لنا وشعرهم طويلٌ يلامسُ الأرضَ وهم جالسون على الكراسي. وكانت  الثياب المعلّقةُ طويلةً شبيهةً بالسّاري، اللّباس التقليديّ، هذا ماكنت أشاهده في أفلام شامي كابور وراج كابور ودهارمندرا، إذ كان البطلُ يسحبُ ساري البطلةَ ويلفُّ نفسه بها  لطولها الذي تجاوز الخمسة أمتار ويغنّيان وهما يركضان بين الأشجار. كانت خيبة الأمل كبيرةً عندما أداروا وجوههم وظهروا شبان ملتحين! لم أكن أعلم أنّ هناك طائفةٌ  دينيّةٌ في الهند تعرف بطائفة السّيخ،  لا يحلقون ذقونهم و يحافظون على شعرهم الطّويل، وتفاجأت لمنظرهم وهم يأخذون حمّام شمسٍ وشعرهم الطّويل  يتدلى كالصّبايا. جفلتُ للوهلةِ الأولى  ودخلنا الغرفةَ وتعلّمت فيما بعد عن هذه الطّائفة  التي تربطني علاقاتٌ وطيدةٌ مع العديد من أتباعها إذ بدأتُ أتعرّف  تدريجيّاً على هذه الطّائفة من الظّرفاء الذين هم أقليّةٌ في الهند ويتحلّونَ بالكرم والنّخوة وهم من المثقّفين وعاداتهم قريبةٌ لعاداتنا العربيّة في الكرم والمرح وحسن الضّيافة وروح الدّعابة، وكما هو الحال في سورية إذ يروونَ عن أهل  مدينة حمص أنّهم ظرفاء، يطلق هؤلاء النكت على أنفسهم ويضحكون. ويبدو  أنّه في كلّ دولةٍ في العالم هناك فئةٌ من المجتمع تتمتّع بهذه المواهب . لقد تعرضت منطقة شانديغار إلى زلزالٍ ودُمّرت بالكامل، وأعيد بناء المدينة على يد مهندسٍ فرنسيٍّ. كانت الأحياءُ موزّعةً بشكلٍ جميلٍ ومنظّمٍ، ويوجد فيها حديقةٌ للصخور بناها نحّاتٌ وحيدٌ، وكذلك  بحيرةً صغيرةً تعلّمنا فيها قيادة القوارب المائيّة. وتعلّمت وحيدر قيادة الريكشا، وهي درّاجةٌ هوائيّةٌ من ثلاث عجلاتٍ كنا نستقلّها في تنقّلاتنا ضمن المدينة وعندما نذهب إلى حضور فيلمٍ هنديٍّ في ساعة متاخرة من الليل نخرج من دار السينما، ونتبادلُ مع السّائق القيادة أنا وحيدر ونحن ندندنُ أغاني الفيلم الهندي الذي خرجنا للتوّ من مشاهدتهِ كما كنّا نفعلُ في مدينتي السلمية بعد مشاهدة فيلمٍ هنديٍّ ونحملُ أحد الأشخاص على أكتافنا وهو يغنّي أغنية البطل الهنديّ دون أن يفهم معنى الأغنية، خاصّةً فيلم أمر أكبر أنطوني لفينود خانا وأميتاب باتشان وريشي كابور، وكان صاحبُ الريكشا يضحك ونحن ندوس على العجلات الهوائيّة  حتى نصل إلى السّكن الجامعيّ ومعنا بقيّة الطّلبة على الريكشا أيضاً. لم نمكث في هذه المدينة الجميلة  سوى ثلاثة أشهرٍ، وحملنا معنا ذكريات أيّامٍ جميلةٍ.

لقد كان علينا الالتحاق بالجامعات التي حصلنا فيها على القبول لدراسة السّنة التحضيريّة، إذ لم يكن هناك اعترافٌ بشهادة البكالويا السوريّة وتعيّن علينا أن ندرس سنةً تحضيريّةً قبل الالتحاق بالفرع. غادرنا المدينةَ وافترقنا مع المجموعة كلٌّ إلى الكليّة، وتوجّهنا إلى جامعةٍ في مدينة جبل بور في ولاية ماديا برادش في أوائل الشّهر السابع في أوج الصيف حيث كانت درجة الحرارة تقاربُ الخمسين درجةٍ مئويّةٍ في الظلِّ في المدينة، واستغرقت رحلةُ القطار ثمانية عشر ساعةً.

كانت أيّاماً عصيبةً للغاية حيث لم يسمح لنا تركيبُ حتّى المكيّف الهوائيّ في السّكن الجامعي وعلينا النوم تحت سقف المروحة التي تعود للحرب العالميّة الثّانية. لم يكن باستطاعتنا التّواصل بالهاتف مع الأهل، وكنا نقضي يوماً كاملاً في مركز البريد كي نستطيع الاتّصال بالأهل ونكتفي بالرّسائل المحروقة من أربعة جوانب من القهر والشّقاء. كانت رسائلنا للأهل تحرقُ قلوبهم ويطلبون منّا العودة، لكنّني كنتُ مصمّمٌ على تحقيق طموحي والحصول على شهادة الطبّ مهما كانت المصاعب رافضاً العودةَ لأنّهم هم من أقنعوني بالسّفر للهند  ولن أعود بدون الشّهادة. تعرّضتُ للقرص في السّكن إذ كانت حشرة البقّ تخرج من الكرسيّ الخشب تقرصني وجسمي يتحسس وتنتشر فيه البقع الحمراء الكبيرة. لم يتسنَّ لي النّوم من شدّة الحكّة، وعجزَ الطّبيب عن تشخيص ما أصابني،  إلّا أنّني قمتُ بزيارةِ طبيبٍ كبيرٍ في السنّ، أخرجَ مكبّراً من جاروره ونظر إلى البقع الحمراء وقال لي: "أنت تعيش في السّكن الجامعيّ، والكرسيُّ الخشبيّةُ التي تجلس عليها مليئةٌ بالبقّ، قم ببخّها بهذا المبيد الحشريّ وأخرجها والسّرير والطّاولة  إلى الشّرفةِ للتعرّض لأشعّة الشّمس ولن تشكو بعد الآن .كان الأهل يتوسّلون ويطلبون من الأقرباء إعادتي إلى سورية فلستُ بحاجةٍ إلى هذه المعاناة لكنّني رفضتُ، وفضّلت البقاء وعزائي الوحيد هو التّحصيل العلميّ، وقلت لهم :"جكرا فيكم وبالعم أبو مازن مابدي أرجع." أتذكّر حادثةً هنا عندما جاءت خالتي (أم علي) رحمها الله مع زوجها الكبير الدكتور عبد الجبار الضحّاك، وكان يشغل منصب وزير النّفط، لحضور مؤتمرٍ في الهند. أصرّت خالتي على عودتي معهما إذ لم تتحمّل الهند على الإطلاق.

لم تكن المعاناة الثانية أقلّ وطأةً وهي كيفية مواجهة الحرارة العالية  وصعوبة النّوم من شدة التعرق والاختناق .توجّب علينا أن نعيش مثل بقيّة الطّلبة وسبقني حيدر في شراء درّاجةٍ هوائيّة (بسكليت)، وكنّا نذهب معاً إلى المدرّس الخاصّ للحصّة المشتركة، وكان يصرُّ على تدريسنا في إسطبل الجواميس ورائحة الفضلات الكريهة تفوح منه وعلى ضوء فانوسٍ صغيرٍ لمدّة ساعةٍ نختنقُ بعدها، ولا نحتجُّ لأنه كان رئيس القسم في الكليّة. اشتريتُ بعدها بسكليت و طاولةً للدّراسة وضعتها وسط الغرفة تحت المروحة وكنت أملأ بلاط الغرفة بالماء وأدرس، وعند النّوم أقوم بتبليل الشّرشف بالماء وأغطّي نفسي به وينشف بعد ساعتين وهكذا. كانت سنةً عصيبةً للغاية لكنّها لم تخلُ من التّسلية أيضاً فقد تعرّفنا على صديق العمر المهندس عبد اللّطيف الشلبي أبو هشام والذي كان من تلّ منين وهو من خيرة الشباب السّوريّين. وتعرّفنا على شابٍّ بحرينيٍّ وآخر عُمانيٍّ وكنا نتسامر في فندق جاكسون ونلعبُ الورق ونتسلّى بالنقاشات ونعود أدراجنا للسكن الجامعيّ. غادرنا زميلي حيدر وترك الهند للدراسة في كوبا وانقطعت اخباره عني مع العلم أني كنت أسأل عنه بين الحين والآخر الأهل في السلمية .

التحقتُ بجامعة دلهي- كليّة مولانا آزاد للطبّ البشري -  بعد معاناةٍ دامت سنتين، وكان زميلي الدكتور ماهر خضر قد جاء مع والده السّفير المخضرم السّيد محمد خضر، أطال الله بعمره ، لدراسة الطبّ في الهند، ولم يعانِ البتّةَ في الالتحاق بالجامعة كون والده هو السّفير السوريّ وحصل له على القبول في الجامعة ذاتها ولا داعي للقيام بسنةٍ تحضيريّةٍ فقد  تمَّ الاعتراف بشهادة البكالوريا السوريّة، وأصبح بإمكان الطّلبة السّوريين الالتحاق مباشرةً في الجامعات الهنديّة وليس كما عانينا نحنُ. أنهينا الدراسة بامتيازٍ وكنّا أوّل الطّلبة الأجانب من سورية، ماهر وأنا، الذين أنهوا الدّراسة خلال الفترة الزمنية المحدّدة، ولنا وقفاتٌ أخرى مع هذه الفترة. لكن ماأودُّ ذكرُهُ هنا أنّني كنت أواجه صعوبةً كبيرةً في فهم طبيب التّشريح وهو من جنوب الهند ولغته الانكليزيّة كانت صعبةً، وكنت أصطحب معي المسجّلّة لتسجيل المحاضرة وأعود لتفريغها في غرفتي بالسّكن الجامعي وأقضي ساعاتٍ حتى تعوّدت على حصصه وطريقته في التحدّث. وبالمناسبةِ، المسجلّة لم تكن هاتفاً نقّالاً، وإنّما من المسجّلات الكبيرة ولم أتردّد في حملها. كان زميلي الطّبيب  الطيّب الخلوق  المتواضع ماهر خضر الابن الوحيد  للسّفير الذي كسب العديد من صفات وأخلاق والده العصامي، وتأقلم بسرعةٍ مع الجامعة، وأخذنا غرفةً مشتركةً في السّكن الجامعيّ، وبعد انتهاء الدراسة غادر إلى الولايات المتّحدة ليتابع تخصّصه هناك، وبقيتُ أنا في الهند وتخصّصتُ في قسم التّخدير والعناية المشدّدة والوخز بالإبر الصينيّة، ومارستُ المهنة في المستشفيات الحكوميّة وخدمة الفقراء مجاناً في المشافي الخيرية كلّما سنحت لي الفرصة حتى تاريخه، وكنتُ خلال فترة الدّراسة أمارس هوايتي الصّحفيّة وأكتب التّقارير والقصص عن الهند لمجلّاتٍ وصحفٍ عربيّةٍ في لندن وسورية ولبنان. وتفرّغتُ بعدها للعمل الصحفي ودرست الصّحافة  في نيودلهي ولندن  ومازالتُ أمارسُ العمل الصحفيّ إلى تاريخه ..

حجرنا الطوعيّ وحجركم القسريّ

تغيّرت الظروف المعيشيّة في الهند بشكلٍ كبيرٍ وأصبحت من الدّول الرّائدة في ثورة تكنولوجيا المعلومات، وتحسّنت البنية التحتيّة، وتوفّرت وسائل الترفيه والمكيّفات والحاجيّات التي كنّا نفتقدها في بداية مشوارنا. لم تعد الاتّصالات مع الأهل صعبةً بل سهلةً وأصبحنا نشاهد بعضنا البعض ونتحدّثُ لساعاتٍ نخفّفُ ألم الحنين والفراق ...

ما ذكرته  هو جزءٌ من الحجر الطوعيّ الذي قضيته في الهند والذي أحتفلُ به هذه الأيّام التي تتزامن مع وصولي إلى الهند في 9-4-1979، ولست نادماً على الإطلاق ، وقد مررنا بأزماتٍ وأوبئةٍ لا تقلّ سوءاً، كان أشدّها وباء الطّاعون من الجرذان في شهر آب من عام 1994، ورفضنا العودة لسورية بعد أن اقترحت الحكومة السّورية نقل رعاياها من الهند. الآن نشكو من الحجر الإلزاميّ الذي هو لمصلحتنا ولحماية أرواحنا من فيروس  كورونا اللّعين.

لا داعي للقلق، فالحجر مؤقّتٌ، والفرج قريبٌ والأملُ بالله  كبيرٌ وهوالذي يحصّن بيوتنا من الوباء والبلاء...

وللقصّة تتمّةٌ...

                                الدّكتور وائل عوّاد

                     الكاتب والصّحفي السّوري المقيم في الهند

 

 

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.