تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

«كورونا» يفكك الاتحاد الأوروبي

مصدر الصورة
عن الانترنيت

سلطان حميد الجسمي

بينما يتحد العالم اليوم لمحاربة كورونا وحماية شعوبه ووقايته من الفيروس القاتل، نجد أن الاتحاد الأوروبي قد فشل في ذلك، وكشرت دول الأعضاء عن أنيابها فيما بينها على مرأى من العالم دون مراعاة لواجبات والتزامات وحقوق وقوانين الاتحاد الأوروبي، الذي كان معروفاً عنه أنه أقوى اتحاد في العالم، وأنه ليس له نظير ولا مثيل، وقد تبين للعالم كله أن دول الاتحاد الأوروبي متفرقة وغير متحدة في محنة تفشي فيروس كورونا، على عكس المجتمع الدولي والعالم في محاربة الوباء.

وعلى الرغم من تقديم الاتحاد الأوروبي أكثر من 300 مليار دولار مساعدات لمحاربة الفيروس في دوله إلا أن فتيل الصراعات السياسية والاجتماعية اشتعل بعدما قررت فرنسا وألمانيا تقاسم مخزونهما الطبي والصحي. وعلى الرغم من إرسال مساعدات إلى بعض الدول إلا أنه تم تجاهل إرسالها إلى إيطاليا وبالأخص الكمامات. وهذا التقاسم بين فرنسا وألمانيا يعد خرقاً لتشريعات الاتحاد الأوروبي، وقد جعل أوروبا اليوم التي تحولت إلى بؤرة لفيروس كورونا تواجه حرب كمامات، ما أدى إلى حرب تصريحات بين الإيطاليين وكل من الألمان والفرنسيين، إضافة إلى العتاب السياسي والاجتماعي الذي يجتاح وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الأخبار العالمية.

هذه التطورات ربما تنذر بتفكك الاتحاد الأوروبي أو على الأقل سوف تشكل أزمة اجتماعية وسياسية بين دول الاتحاد الأوروبي لفترة طويلة.

وفي نفس السياق دعا رئيس الوزراء الإيطالي جوسيبي كونتي الاتحاد الأوروبي إلى عدم ارتكاب أخطاء فادحة في عملية محاربة فيروس كورونا، وإلا فإن التكتل الأوروبي بكامله قد يفقد سبب وجوده، وهذا دليل واضح على وجود خلاف شديد بين الدول أعضاء الاتحاد الأوروبي. وفي المقابل رد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن فرنسا وألمانيا وفّرتا مليوني كمامة وعشرات الآلاف من السترات الطبية لإيطاليا.

للأسف فإن أعداد المصابين بفيروس كورونا تزداد يوماً بعد يوم في القارة العجوز، حتى أنها تفوق كثيراً عدد الحالات في الصين التي أرسلت مساعدات طبية، سواء أدوات صحية أو كوادر طبية لمساعدة الشعب الإيطالي الأكثر تعرضاً للفيروس في أوروبا.

وبحسب تقارير منظمة الصحة العالمية فإن أعداد المصابين بفيروس كورونا في إيطاليا تعدت 86500 مصاب، تليها الولايات المتحدة الأمريكية ب 85 ألفاً، والصين 82 ألفاً، والرقم العالمي يشير إلى 580 ألف مصاب حول العالم، وهذا الرقم يحتاج إلى تكاتف وتلاحم وأن تتحد الجهود لمحاربة الفيروس. على دول الاتحاد الأوروبي أن تدرك تماماً تداعيات الخلافات المستقبلية الاجتماعية والسياسية في ما بينها.

في الأيام المقبلة ربما نشهد تغيراً في المشهد السياسي والاجتماعي في أوروبا، وربما يخلق هذا الفيروس تحالفاً جديداً بين الدول الأوروبية، ويبدأ تدريجياً تفكك الاتحاد الأوروبي إذا تصرف أعضاؤه بأنانية تجاه دوله المتضررة أكثر من غيرها.

مصدر الخبر
الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.