تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

فرصة الجامعة

مصدر الصورة
عن الانترنيت

على الرغم من مآسي ما يجري في ليبيا وسورية حالياً، ولا سيما ما يتعلق بالتدخل العسكري التركي الذي يذكي نار الإرهاب في المنطقة، هناك فرصة للعرب كي يتولوا زمام أمورهم بأنفسهم. وخصوصاً أن «المجتمع الدولي» غير قادر على حسم الصراع المدمر في البلدين العربيين.

وإذا كانت الشدائد تصنع الرجال، فإن الأمر ينطبق أيضاً على الدول والأقاليم، إذ يكون التعاون وتعزيز ما هو مشترك ضروريين لمواجهة الأزمات التي لا تقدر عليها دولة وحدها. وفي ظل تراجع دور وتأثير المنظمات الدولية، هناك فرصة للمنظمات الإقليمية لتستعيد الروح والدور والتأثير.

لا يكفي توجيه الانتقاد للجامعة العربية، أو غيرها من التجمعات الإقليمية في منطقتنا، لعدم فاعليتها في صراعات المنطقة وأزماتها، بل من المهم التشجيع على تجاوز هذا التراجع، وتحيُّن الفرص ليصل العمل العربي المشترك إلى ما كان يصبو إليه من أسسوا جامعة الدول العربية بهدف حماية الأمن القومي العربي، ودعم تطلعات شعوب المنطقة إلى السلام والرفاه الاقتصادي والاجتماعي.

كما يقول المثل: أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي، وفي الوضع العربي الحالي على مأساويته فرصة لبروز الدور العربي. وفي ظل ما يبدو من «فك ارتباط» القوى الدولية بالعالم، وتغيير استراتيجيتها في الحفاظ على مصالحها بالتقاطع مع دول وكيانات إقليمية محلية، لا يمكن ترك هذا الفراغ في النظام الإقليمي لدول من خارج الإقليم مثل إيران وتركيا.

وأمام الجامعة فرصة للعب دور يتجاوز عثرات الماضي والتعامل مع الحاضر بأدواته عكس الطامعين الاقليميين. فما يبدو من تعارض روسي أمريكي في سورية وليبيا يستغله الطامعون الإقليميون ليس استعادة للحرب الباردة، ولا يجوز التعامل معه بعقلية السبعينات والثمانينات كما يفعل أردوغان تركيا وملالي إيران.

ليس القصد هنا مجرد إجراءات شكلية بيروقراطية، بل بعمل جاد وإيجابي وعدم انتظار دعوات وعقد اجتماعات، وإنما اتفاق الأطراف الرئيسية في الجامعة العربية على الحد الأدنى من المصالح المشتركة. وليكن الموقف الحاسم من الإرهاب في سورية وليبيا مقدمة لاستعادة الجامعة دوراً طالما تحسر العرب على أنها لا تلعبه.

ويجب ألا يقف الطموح عند هذه الفرصة، بل إن قضية مثل مياه النيل والخلاف بين مصر والسودان وإثيوبيا ما كان لها أن تُترك لواشنطن لو أن الجامعة العربية في وضعها المأمول. وإن لم تكن إثيوبيا الآن عضواً في الجامعة، فإن دوراً للجامعة في حل هذا الخلاف بما يحقق مصالح الجميع يمكن أن يكون مقدمة ليس بالضرورة لانضمام إثيوبيا إلى الجامعة، وإنما على الأقل التعاون بالتقاطع بين الجامعة والجوار الصديق.

مصدر الخبر
الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.