تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

وجهة نظر ..لم يَبقَ سوى حل "الدولة الواحدة"!!

مصدر الصورة
خاص

بعد أن أعلن رئيس وزراء إسرائيل الحالي، بنيامين نتنياهو، رغبته في ضم مناطق الأغوار لإسرائيل، وبعد أن أعلن وزير الحرب الإسرائيلي الحالي نفتالي بينيت عن فرض تطبيق القوانين المدنية والعسكرية الإسرائيلية في مناطق "ج" في الضفة الغربية، وبعد أن أعلن السفير الاميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان أن المستوطنات الإسرائيلية شرعية، وأن أبناء شعبنا الفلسطيني في الضفة هم "سكان" في مناطق "يهودا والسامرة" كما قال وادعى، فإنه يمكن القول وبكل صراحة وجرأة أن حل الدولتين قد ولّى من دون رجعة، وخاصة أن غالبية زعماء الأحزاب الإسرائيلية لا يؤيدون إقامة دولة فلسطينية على ما تبقى من أراضي الضفة الغربية، وحتى أن غالبية اليمين الإسرائيلي يرفض رفضاً قاطعاً إقامة أي كيان فلسطيني حتى ولو كان "ممسوخاً" و"هزيلاً"!

 

انطلاقاً من ذلك، فإنه لا بد من البحث عن حل بديل لحل الدولتين. وهناك إمكانية لتحقيق ذلك ولكن مع مرور الزمن، وكذلك مع وقوف العالم الى جانب العدل في فلسطين.

الحل البديل هو أن تطالب قيادتنا العالم كله بتطبيق قرارات الشرعية الدولية، وخاصة قرار التقسيم الصادر في تشرين الثاني في 1949، إذ تكون هناك دولتان. وقد ترفض إسرائيل ذلك مدعومة من الموقف الأميركي الداعم لها باستمرار. ولذلك نتجه للحل البديل الآخر الذي كنا ندعو اليه قبل عشرات السنوات وهو إقامة دولة واحدة علمانية تضم أبناء الديانات السماوية الثلاث وعاصمتها القدس. وهذا يتم إذا تحقق ما يلي:-

 

أولاً: استمرار الوجود الفلسطيني، وزيادة عدد السكان العرب في فلسطين التاريخية حتى يتفوقوا على عدد السكان اليهود، أي أن نعتمد على القضية الديمغرافية! وهذا يتطلب وضع حد للهجرة الى الخارج، وكذلك رفع نسبة التكاثر! ومقاومة أي سياسة ترحيل لأبناء شعبنا ورفض عروضات إغرائية حول ذلك!

ثانياً: رفض أية حلول "سياسية" مشبوهة قد تعرض على شعبنا، وعدم التوقيع على أي اتفاق متعلق بأي من هذه المشاريع.

ثالثاً: تعزيز الوحدة الوطنية، وإيقاف مسيرة الانقسام ووضع حد لها.

رابعاً: تعزيز العلاقات مع الدول العربية سواء التي لا تدعم القضية أو تلك التي تدعمها. وتكون العلاقات قوية ومتينة. وتكون القيادة قادرة على شرح الموقف الفلسطيني، ومطالبه العادلة، وكذلك اقناع القادة العرب بعدم التطبيع المجاني مع الكيان الإسرائيلي وعلى حساب القضية!

ويجب الانتباه الى أن الدعوة الى إقامة دولة واحدة موحدة  تعني ألا يكون مواطنوها بدرجات متفاوتة، بل يجب أن يحظى الجميع بالمساواة.. وألا نقبل أن نكون "كردستان" إسرائيل، بل مواطنون بكافة الحقوق لأننا أصحاب الأرض الشرعيين، ولسنا ضيوفاً أو أجانب كما يظن ويدّعي بعض القادة الإسرائيليين أو السفير الأميركي فريدمان.

وانطلاقاً من كل ما ذكر وطرح فإن على قيادتنا البحث عن حل بديل، ودعم هذا الحل من خلال ممارسات وأفعال على الأرض. ومن خلال التمسك بالحقوق المشروعة لشعبنا الفلسطيني، ولم يَبقَ أمامنا سوى حل الـ "دولة الواحدة"

قد يكون الحل البديل بعيد المنال في نظر البعض، ولكن إنْ تمسكنا به، فإننا قد نحققه ولو احتاج الى عشرات السنوات، واحتاج الى مزيد من الصمود والصبر والمعاناة! فالمهم أن نضع استراتيجية عمل وأن نقرر ما نريد ونسعى الى تحقيق آمالنا وتطلعاتنا الوطنية مهما طال الانتظار.

                                                                                                     القدس 13/1/2020                                                                                                

                                                                        جاك خزمو                                                                       

الناشر ورئيس تحرير مجلة البيادر

 

 

مصدر الخبر
البيادر السياسي المقدسية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.