نقلت وكالة «رويترز» عن ثلاثة مصادر مطلعة أن شركة «دويتشه تليكوم»، وهي أبرز شركات الاتصالات الأوروبية، أجرت محادثات متقدمة للإبقاء على واردات المعدات اللاسلكية لشبكات الهاتف المحمول الجديدة من شركة «هواوي» الصينية، قبل أن تعلق المفاوضات لأسباب سياسية.
وقالت المصادر، إنه «دويتشه تليكوم عقدت مباحثات مع هواوي في باريس وتوصلت إلى بنود لاتفاق محتمل، على الرغم من عدم توقيع عقد»، مضيفة أنه قبل تعليق المحادثات، بحث الجانبان بنوداً رئيسية تنطوي على أن تقدم هواوي 70% من معدات البث اللاسلكي لشبكات الجيل الخامس الفائقة السرعة القادمة، لـ«دويتشه تليكوم»، بسعر 533 مليون يورو (587 مليون دولار).
وأشارت إلى أنه جرى التوصل إلى آلية تنصّ على أنه «في حال انخفاض حصة هواوي من بند شبكة الجيل الخامس بسبب أي تحرك من جانب الحكومة الألمانية لتقييد الانخراط الصيني، فإن المبلغ الذي ستتقاضاه الشركة سيهبط بالنسبة نفسها».
كذلك، قالت المصادر إنه في الثالث من الشهر الجاري، عقد مسؤولون تنفيذيون كبار من الشركتين الألمانية والصينية اجتماعاً في مطار فرانكفورت، مشيرة إلى أن عضو مجلس إدارة «دويتشه تليكوم» وأكبر مسؤولة تنفيذية معنية بالتكنولوجيا، كلوديا نعمت، ونائب رئيس مجلس إدارة «هواوي»، إريك شو، حضرا الاجتماع.
وجرت محادثات باريس الشهر الماضي، حين عقدت «دويتشه تليكوم» محادثات مع «هواوي»، وكذلك مع شركات بائعة محتملة أخرى لمعدات شبكة الجيل الخامس وفق المصادر.
من جهته، أكد متحدث باسم «دويتشه تليكوم» عقد الاجتماعات في فرانكفورت وباريس، لكنه قال إن المفاوضات بشأن المعاملات «جرى تعليقها إلى حين اتخاذ حكومة برلين، التي تملك 32% من شركة الاتصالات، قراراً رسمياً بشأن سياستها تجاه هواوي». وأضاف أن سبب عقد اجتماع الشهر الجاري، كان «إبلاغ هواوي بتعليق المحادثات».
وأكد ممثل «دويتشه تليكوم» لـ«رويترز» عدم التوصل إلى صفقة أو ترتيب بشأن تولي الشركة الصينية دور المورد الرئيسي لمعدات شبكة الجيل الخامس لـ«دويتشه».
وكانت «دويتشه تليكوم»، أكبر شركة مشغّلة لخدمات الاتصالات في أوروبا، قد أعلنت الأسبوع الماضي أنها «لم تبرم عقوداً بشأن معدات شبكة الجيل الخامس، إذ أنها تنتظر ما سيتمخّض عن نقاش سياسي في برلين بشأن تقييد عمل هواوي في السوق الألمانية».
