تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

ترامب.. مساءلة أم عزل؟

مصدر الصورة
عن الانترنيت

يونس السيد

إحالة الرئيس دونالد ترامب إلى المحاكمة أمام مجلس الشيوخ في يناير/كانون الثاني المقبل لن تكون حدثاً عابراً في التاريخ الأمريكي، بقدر ما ستكون محطة مفصلية لتقرير مستقبل السياسة الأمريكية، والوجه الذي ستطل به أمريكا على العالم، خلال السنوات القادمة، سواء اكتفت المحاكمة بالمساءلة ومن ثم تبرئة الرئيس أو مضت في إجراءات العزل.

صحيح أن ترامب ليس أول رئيس أمريكي يواجه إجراءات لعزله؛ إذ سبقه ثلاثة رؤساء قبل ذلك اتخذت إجراءات مماثلة بحقهم، وإن في ظروف مختلفة؛ هما آندرو جونسون في عام 1868، وبيل كلينتون في عام 1998،وقد تمت تبرئتهما ليكملا رئاستيهما حتى نهاية عهدهما، فيما قرر ريتشارد نيكسون الاستقالة قبل تصويت مجلس الشيوخ على إجراءات عزله على خلفية فضيحة «ووترجيت» وسيكون ترامب أول رئيس أمريكي يقرر خوض الانتخابات بعد إجراءات العزل، خلافاً لكلينتون ونيكسون اللذين كانا في ولايتهما الثانية عند بدء إجراءات عزلهما. وربما هذا بالذات ما يفسر سر غضب ترامب ورد فعل الجمهوريين وكيل الاتهامات للديمقراطيين باعتبار أن هذه الإجراءات تمثل «إهانة» لهم، على الرغم من سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ، وقدرتهم على إبطال إجراءات العزل. فما يحدث بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري أنهما وصلا إلى ذروة الصراع على السلطة، ويدرك الجانبان أن إجراءات عزل من هذا النوع ستكون سلاحاً ذا حدين، فإما أن تعيد ترامب إلى البيت الأبيض أو تأتي بالديمقراطيين إلى السلطة لسنوات قادمة.

المشكلة الحقيقية تكمن في الانقسام الحاد الذي لم يعد يقتصر على الحزبين الكبيرين أو النخب السياسية، وإنما وصل إلى المجتمع الأمريكي والقواعد الشعبية، كما ظهر في استطلاعات الرأي الأخيرة؛ حيث أيد أكثر من نصف الأمريكيين إجراءات عزل ترامب رفضاً لسياساته الداخلية والخارجية. لا أحد يشك أن الاستقطاب الحزبي بات يهيمن على الطرفين، فمجلس النواب الذي يتمتع فيه الديمقراطيون بالأغلبية هو من صوت بأغلبية 230 صوتاً مقابل 197 وامتناع نائب واحد عن التصويت، على توجيه تهمة استغلال السلطة إلى ترامب، (في إشارة إلى ملف أوكرانيا)، وبعدها بدقائق وجّه إليه المجلس تهمة ثانية هي عرقلة عمل الكونجرس التي أقرّت بأغلبية 229 صوتاً مقابل 198 وامتناع نائب واحد عن التصويت، لتنتقل الكرة بذلك إلى ملعب مجلس الشيوخ الذي يتمتع فيه الجمهوريون بأغلبية 53 عضواً من أصل مئة هم عدد أعضاء المجلس.

ومن الواضح أن الجمهوريين متحدون ومصرون على إسقاط إجراءات عزل رئيسهم، ما لم تحدث مفاجآت أثناء سير المحاكمة وأقوال الشهود تولد القناعة لدى بعض أعضاء المجلس بالتصويت لمصلحة إجراءات العزل. وهو أمر مستبعد، على أي حال؛ لكن سواء قضى مجلس الشيوخ ببراءة ترامب من هاتين التهمتين وتوقفت المحاكمة عند حدود المساءلة، أو مضى في استكمال إجراءات العزل، فإن مجرد مثول ترامب أمام المحاكمة، سيفتح الطريق أمام الأمريكيين لقول كلمة الفصل عند الإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع.

مصدر الخبر
الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.