تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

إردوغان تركيا.. وأحلام السلطنة القاتلة.

مصدر الصورة
وكالات

.!!في دراسة أسباب انهيار الإمبراطوريات القديمة، أنّ أحد أهم أسباب الانهيار، هو تمدد الإمبراطورية بما يفوق قدرتها وإمكاناتها على حماية مساحاتها الواسعة وحدودها الجديدة. دون مقدمات واستعراض، نبحث في النتائج المتوقعة لتوسع الدور التركي الذي يمارسه رجب طيب إردوغان المسكون بأوهام إعادة أمجاد السلطنة العثمانية الغابرة.

الرئيس التركي يفقد أعصابه في مناسبات عديدة ويفضح أطماعه التوسعية والإمبراطورية في المنطقة؛ الأقنعة التي يستخدمها كثيرة والكلام المعسول أكثر، ولكن الأفعال القبيحة والممارسات السلبية تناقض الأقوال البراقة في العراق وسورية ولبنان والبحر الأبيض المتوسط وقبرص، وأخيراً في ليبيا. لم تعد نوايا إردوغان وأطماعه الاستعمارية خافية على أحد؛ لم تعد رغبته بالاستيلاء على النفط السوري والليبي والعراقي سراً مجهولاً. الممارسات العدوانية للرئيس التركي تفضح عقليته وكل نواياه وحقيقة توجهاته وخلفياتها الاستعمارية. لكن السؤال إلى متى يمكنه الاستمرار بأساليبه ومحاولات الجلوس على أكثر من كرسي في آن؟!

إردوغان منبوذ في الغرب؛ في أوروبا والولايات المتحدة؛ أشكال الكره متعددة وكثيرة وسياساته التسلطية تنعكس على بلاده بشكل كبير وسيء؛ الخلافات مع الاتحاد الأوروبي أكثر من أن تُعدّ وتحصى، وهي كذلك مع دول الاتحاد منفردة ؛ أما الحضور التركي في حلف "الناتو" فقد أصبح موضع شك وعدم ثقة بعد التماهي التركي مع روسيا والصين والتوجه شرقاً، سياسياً وعسكرياً واقتصادياً؛ لكّن الأبرز هو تزايد التوتر وتصاعده بين تركياــ إردوغان والولايات المتحدة؛ تراجعُ العلاقات التركية ـ الأمريكية يتناسب عكساً مع تحسّن العلاقات التركية ــ الروسية؛ كلما تقدمت الثانية، تراجعت الأولى.

إردوغان يكسب كل يوم المزيد من المناوئين والأعداء في الداخل والخارج، ومع تزايد هؤلاء تقترب نهايته؛ التحضيرات في الغرب للتخلص من الرئيس التركي كثيرة وعديدة وعلامات الاستياء أكثر من أن تعد وتحصى، وهناك الكثير من الخطوات الغربية لمواجهة التمرد الإردوغاني. لكن الأخطر على تركيا وإردوغان، هو التدخل العسكري في ليبيا؛ فقد تقوده أطماعه في ليبيا إلى نهايته؛ فالأعين الدولية التي تركّز على النفط والغاز الليبيان كثيرة والمنافسون عديدون وأقوياء، كما أنّ التمدد التركي في المتوسط أزعج الكثيرين من دول الجوار وأوروبا، لكن إغواء امتلاك القوة يدفع إردوغان إلى المهالك بشكل أكبر وأسرع.

لم تعد تركيا بلداً محبوباً في المنطقة ولا في الغرب بسبب سياسات إردوغان وأطماعه الشخصية والإقليمية؛ أطماع إردوغان وأخطاؤه تخطّت المنطق والمعقول، والأهم أنها تخطت القوانين الدولية والمواثيق، وهنا مكمن الخطر. سلوك الرئيس التركي بدأ ينعكس سلباً على مكانة واستقرار بلاده؛ في نهاية الحرب العالمية الأولى، قادت الأخطاء والحروب التي شنتها وشاركت فيها "السلطنة العثمانية" إلى تفكك الإمبراطورية الكبيرة وتم تقاسم تركة "الرجل المريض" حصصاً بين الأعداء؛ وفي أي حرب قادمة سيشنّها إردوغان أو يشارك بها، سيورّط فيها بلاده وقد تقود إلى تفكك تركيا بعدما انتهى دورها كحارس على أبواب الغرب الأطلسي في مواجهة العدو الشيوعي السابق..؟!!

                                                بـديـع عفيـف

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.