تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

أرض الجولان سورية

مصدر الصورة
وكالات

كل شبر في فلسطين أو في سورية أو في لبنان أو في مصر أو في العراق، وفي جميع الوطن العربي هو عربي حتى تقوم الساعة، ليس لعدو محتل ولا لأجنبي حاقد حق فيه، هذا ما تقوله الأرض العربية التي ترفض وأناسها الشرفاء أن يدنسها محتل ومستعمر أو لص مخادع.

ومثلما ترفض أرض فلسطين المحتل الإسرائيلي وتناضل من أجل عروبتها وهويتها عبر أبنائها الذين سخروا أنفسهم فداء لها ولطهارتها ولاستعادتها من براثن محتل مجرم آثم حاقد، ترفض أرض الجولان السورية المحتل الإسرائيلي الجاثم على ترابها الطاهر، وعلى صدور أهلها، وتؤكد أنها سورية مهما حاول كيان الاحتلال الإسرائيلي مدعومًا بالصهيونية العالمية، وبالولايات المتحدة مسخرة كل طاقاتها العسكرية والاقتصادية والسياسية والدبلوماسية لانتزاع هذا الجزء الغالي من أرض سوريا الحبيبة وفرض السيادة الإسرائيلية عليها.

إن دروب الانتصار تصنعها الشعوب الحرة التي تأبى أن تدنس أرضها، وتنهب حقوقها وثرواتها، وتفتدي أرضها بالغالي والنفيس، وتقدم التضحيات تلو التضحيات من أجل عزتها وكرامتها وكبريائها واستقلالها وسيادتها، والشعب السوري الحر هو واحد من بين هذه الشعوب الذي لا يزال يسطر مواقف شجاعة ومشهودة ويستند إلى قيادة حكيمة تمتلك من الأدوات السياسية والعسكرية ومستوى عالٍ من الإرادة الوطنية والمسؤولية، ليشكل الشعب السوري وقيادته حصنًا منيعًا أمام مؤامرات الأعداء الذين يرون في موقف السوريين الشرفاء وقيادتهم ما يمنعهم من استكمال مشروعهم الاستعماري الاحتلالي، بنهب الأرض وما عليها وما تحتها من ثروات، حيث يصر السوريون على تحرير أرضهم من الاحتلال الإسرائيلي. فها هم أبناء الجولان العربي السوري المحتل وفي ذكرى القرار الإسرائيلي العنصري الباطل في الرابع عشر من ديسمبر عام 1981 يؤكدون تمسكهم بأرضهم وهويتهم ومقاومة محاولات كيان الاحتلال الإسرائيلي لفرض سيادته غير الشرعية على كامل الجولان السوري، متخذين من ذكرى هذا القرار مصدر تجديد لعمق انتمائهم لوطنهم سوريا وتمسكهم بكل ذرة طاهرة من ترابها.

صحيح أن منظمة الأمم المتحدة أصبحت منظمة مخطوفة من قبل الولايات المتحدة ومن سار في ركابها نحو مصادرة حقوق الشعوب، وتوظيف المنظمة الدولية للانتصار لباطل الاحتلال الإسرائيلي، وللمشروعات المشبوهة والموجهة ضد المنطقة وشعوبها، إلا أن الأمم المتحدة مع وهنها وضعف قوتها واختطافها بقوة حق النقض للولايات المتحدة وأتباعها من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي أو غير الدائمين، لا تزال تقاوم حتى لا تبقى محشورة في الزاوية الضيقة، فقد اعتمدت الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة الشهر الجاري قرار “المستوطنات الإسرائيلية في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، والجولان السوري المحتل” بأغلبية (156) صوتًا لصالح القرار، ومعارضة (6) دول من ضمنها كيان الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة وكندا، وامتناع (15) دولة عن التصويت. ما يعني أن التأكيد على بطلان القرار الإسرائيلي العنصري عام 1981 وبطلان قرار الولايات المتحدة 2019 الذي اعتمده الرئيس الأميركي دونالد ترامب والذي يعترف بسيادة الكيان الإسرائيلي الغاصب على أرض الجولان السوري المحتلة. فقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة يصرّ على أنه لا يمكن للدول امتلاك الأراضي عن طريق الغزو والاحتلال، وهو مبدأ أساسي للقانون الدولي الذي تواصل خرقه الولايات المتحدة وحليفها الاستراتيجي كيان الاحتلال الإسرائيلي، الأمر الذي لن يضفي إلا مزيدًا من الإثبات على عروبة الجولان وسوريته، ولن يعطي السورييين عامة وأهل الجولان السوري المحتل خاصة إلا قوة وثقة وتمسكًا بأرضهم والنضال من أجل استعادتها.

مصدر الخبر
الوطن العمانية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.