تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

بريطانيا.. محطة فاصلة

مصدر الصورة
عن الانترنيت

صادق ناشر

لم تفاجئ نتائج الانتخابات التي جرت في بريطانيا الخميس الماضي، المراقبين، بعد أن تبين الفوز الكاسح لحزب المحافظين بزعامة بوريس جونسون، لكنها شكلت صدمة لأنصار حزب العمال الذي تعرض لهزيمة مدوِّية، وضعته في موقف لا يحسد عليه في ظل فارق النتائج، خاصة أنه كانت هناك موجة تفاؤل وإن كانت محدودة بأن يكسب الحزب مزيداً من المقاعد لينافس حزب المحافظين.

الفوز الكبير للمحافظين اعتبر بمثابة تصويت شعبي لخطة الخروج من الاتحاد الأوروبي، كما هو مقرر له في الحادي والثلاثين من كانون الثاني المقبل، وهو ما أشار إليه زعيم الحزب بوريس جونسون، الذي أكد أن حكومته حصلت على تفويض جديد وقوي ليس فقط لإنجاز «بريكست»؛ بل لتوحيد البلاد والنهوض بها.

تعني النتائج التي تمخضت عن انتخابات الخميس الماضي، ألا شيء يمكنه أن يعترض بعد اليوم طريق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كما تعني أن المحافظين بعد أن منحوا التفويض اللازم من الناخبين، سيكونون أقوى في المفاوضات، ولن يواجهوا عقبات في البرلمان لتمرير خطة الخروج، كما لن تكون هناك مخاوف من تهديد بإجراء استفتاء ثانٍ، كذلك الذي كان يطرحه حزب العمال ومؤيدو البقاء في الاتحاد الأوروبي.

من المؤكد أن النجاح الكبير لحزب المحافظين في الانتخابات سينعكس على علاقة بريطانيا بالاتحاد الأوروبي، فبعد أكثر من ثلاث سنوات على موافقة البريطانيين على المغادرة في استفتاء شعبي، ستكون النتائج الأخيرة نقطة تحول مهمة للعلاقة مع الاتحاد، الذي يشعر اليوم بكثير من الارتياح، خاصة أنه سئم من تردد لندن في الخروج في ظل الانقسام الحاصل بين النخب السياسية خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

وبنتائج الانتخابات الأخيرة تطوي بريطانيا صفحة الجدل بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي، وستكون مستعدة للانفصال عنه، بعد أن ظلت تتأرجح بين القبول والرفض، ما يعني أن الانتخابات تعد محطة فاصلة في تاريخ البلاد.

وبعيداً عن الـ«بريكسيت»، فإن النكبة التي حلت بحزب العمال ستكون كارثية على مستقبله؛ لأنها ستُقوِّي موقف المحافظين وتعزز قبضتهم على البرلمان، وستكون هناك بلا شك مراجعات عميقة من قبل الحزب الذي خسر الكثير، حيث تعد هذه الانتكاسة الأسوأ على الإطلاق منذ الحرب العالمية الثانية.

النتائج دفعت زعيم حزب العمال جيريمي كوربن، إلى الإعلان عن رغبته في التقاعد السياسي، وتأكيده أنه لن يقود الحزب في أي حملة للانتخابات العامة مستقبلاً، وأن الحزب بحاجة ماسة لإعادة ترتيب أولوياته لينهض من جديد، لكن مع المعطيات الأخيرة التي أظهرتها انتخابات الخميس، فإن الحزب سيكون أمام تحدٍ كبير في استعادة جزء من قاعدته الانتخابية التي تعرضت لضرر كبير جداً.

مصدر الخبر
الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.