تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الشأن السوري في حديث إعلامي للرئيس بوتين:

مصدر الصورة
RT

      عشية زيارته إلى السعودية والإمارات، أدلى الرئيس فلاديمير بوتين بحديث لقناة RT وقناتي العربية وسكاي نيوز، جاء فيه: أود الإشارة إلى دور العربية السعودية الإيجابي في حل الأزمة في سورية. نحن نعمل بشكل وثيق جدا مع تركيا وإيران، وهذا معروف جيدا للجميع. ولكن من دون مساهمة العربية السعودية في عمليات التسوية في سورية، ما كان بالإمكان مطلقا، كما يبدو لي، التوصل إلى توجه إيجابي في التسوية. ولذلك أود مباشرة التعبير عن الامتنان للملك، وللأمير ولي العهد على هذا الموقف البنَّاء. وإنني على ثقة بأن زيارتي ستعطي دفعة جديدة لتطوير علاقاتنا الثنائية، وتعاوننا على الساحة الدولية.

وتابع بوتين: بالنسبة لسورية.. نحن ذهبنا إلى سورية لدعم الحكومة الشرعية، تحديدا الشرعية.. أريد أن أشدد على ذلك. وهذا لا يعني عدم وجود مشكلات داخلية هناك.. أنا مستعد للحديث عن ذلك لاحقا ببضع كلمات، لمزيد من التفصيل. هذا لا يعني أن القيادة الحالية لا تتحمل أي مسؤولية عن الوضع. بلى... ولكن ذلك لا يعني مطلقا أن نسمح للمنظمات الإرهابية بالاستيلاء على أراضي سورية، لتقيم هناك شبه دولة إرهابية. لم يكن بوسعنا السماح بأن يتدفق لاحقا سيل من المقاتلين إلى بلدان الاتحاد السوفيتي السابق، التي لدينا معها حدود مفتوحة ونظام تنقل دون الحاجة لتأشيرة مرور. لم يكن بوسعنا السماح ببدء تسلل المسلحين من هناك إلى الأراضي الروسية. لقد خَبِرنا ذلك جيدا، ونعرف ما قد يؤدي إليه، وذلك من خلال تلك الأحداث غير البعيدة التي جرت في شمال القوقاز الروسي. ولذا، شكَّلت كل تلك الأمور دوافع حفزتنا على اتخاذ قرار بإسداء العون للسلطات الشرعية.

وأردف بوتين: نحن لا نقدّم العون وحسب للسلطات الشرعية، بل ننطلق من أن التناقضات السياسية الداخلية يمكن ويجب، أن تحسم بالوسائل السياسية حصرا. ولذلك أصررنا على هذا الأمر بشدة، وأنا مسرور جدا لأن هذا هو ما يجري الآن، مع بدء العملية السياسية تحديدا، نتيجة لتشكيل ما يسمى باللجنة الدستورية... لقد ولدت فكرتها هنا بالضبط، حيث نحن وإياكم الآن... في سوتشي، خلال مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي تمثلت فيه مختلف القوى السياسية، بما فيها القوى المعارضة والهياكل الحكومية. وآنذاك، هنا تحديدا، اتفق السوريون فيما بينهم على إنشاء لجنة دستورية تشرع بالعمل لتعديل الدستور السوري، أو إقرار دستور جديد... لقد قطعنا طريقا معقدا، وصعبا، وطويلا بما يكفي لتشكيل هذه اللجنة. والآن تم تشكيلها، أخيرا... من جانب الحكومة، من جانب الرئيس الأسد... ومن جانب المعارضة. آمل أن تقوم في الأيام القريبة المقبلة بخطواتها الأولى، في جنيف، تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة.

وأضاف بوتين: تحدثت عن عملنا الإيجابي في سورية. نعم نحن - تركيا وإيران وروسيا – نعمل بنشاط كبير في إطار هذه المجموعة الثلاثية ونحقق النتائج، لكن لولا دعم السعودية، لكان الأمر مستحيلا تماما، والجميع يدرك ذلك. وما كان عملنا لينجح أيضا لولا الدعم المناسب من دولة الإمارات العربية المتحدة. ولهذا، وعلى الرغم من التناقضات الحادة، فهناك ما يجعلنا نتوحد ونتكاتف جميعاً لتحقيق الهدف المشترك. يجب إيجاد هذه الأهداف والعمل معاً على تحقيقها. وهذا سيخلق الظروف لتطبيع العلاقات في المنطقة بين البلدان.

وحول الوجود العسكري الأجنبي في سورية، قال الرئيس الروسي: أنا أتفق معك في أنه يجب على كل من هم موجودون في أراضي أي دولة بشكل غير شرعي، وفي هذه الحالة في الجمهورية العربية السورية، مغادرة هذه المنطقة. هذا ينطبق بشكل عام على جميع الدول. إذا كانت القيادة المستقبلية أي القيادة الشرعية لسورية ستقول إنها لم تعد بحاجة إلى وجود القوات المسلحة الروسية، فهذا ينطبق بالطبع على روسيا الاتحادية أيضا. نناقش اليوم هذه المسألة بصراحة تامة مع جميع شركائنا: مع الإيرانيين ومع الأتراك. لقد تحدثنا مراراً وتكراراً عن ذلك لشركائنا الأمريكيين. وكما أخبرك الآن، تحدثت بصراحة مع زملائي: يجب تحرير أراضي سورية من الوجود العسكري الأجنبي. ويجب استعادة وحدة أراضي الجمهورية العربية السورية بالكامل.

وحول مستقبل سورية السياسي، ودور روسيا في تلك المرحلة؟ أجاب بوتين: أعتقد أن الإجابة على هذا السؤال، وهو السؤال الأصعب، يمكن فقط للسوريين أنفسهم الإجابة. وآمل ألا يكون ذلك بواسطة السلاح، ولا عن طريق المواجهة المسلحة، ولا عن طريق قتل الأخ لأخيه (حرب الأشقاء)، ولكن خلال المفاوضات فيما بينهم، وأقصد في هذه الحالة، كما سبق وذكرت، في جنيف. والمرحلة الأولى في هذا الطريق، بالطبع، هي العمل على إعداد القانون الأساسي للبلاد، أي إعداد الدستور: إما بتعديل الدستور الحالي، أو بصياغة دستور جديد. لكن، ودون أدنى شك، مع وجوب ضمان مصالح الطوائف الدينية والمجموعات العرقية كافة. فلا بد للناس أن يدركوا أنهم يعيشون في بلدهم، وأنهم يتمتعون بحماية هذا البلد وقوانينه بشكل موثوق.. وهذا ينطبق على السنة والشيعة والعلويين، كما ينطبق على المسيحيين، فسورية كانت دائمًا في واقع الأمر دولة متعددة الطوائف وكان لها أن تفخر بذلك. يمكن فقط للأشخاص الذين يفتقدون للحكمة وحسن التقدير شن هكذا حملة وتنفيذ مذابح جماعية مثلما فعلت العناصر الإرهابية في سورية.

ولكني أعود وأكرر: ستكون هذه العملية عملية ليست بالسهلة، ستكون صعبة ولكنها، في رأيي، ممكنة التحقيق. هل تعرفون ما الذي يجعلني أفكر على هذا النحو الإيجابي؟ اليوم، يعود الكثيرون إلى منازلهم ودورهم. واتحدث هنا عن الآلاف من الناس. من الخارج يعودون، ومن المناطق الأخرى في سورية يعودون إلى ديارهم وإلى مواطنهم الأصلية ومسقط رأسهم. هذه علامة أكيدة على أن الناس يثقون في الوضع الذي تشكّل حاليا، ويثقون في الضمانات التي تقدمها الدولة، وفضلا عن ذلك يثقون في الدول الضامنة الموجودة هناك.

وأردف الرئيس بوتين: ويسعدني جدًا أن أشير في هذا الصدد إلى أن السوريين يتعاطون بإيجابية وبثقة كبيرة مع العسكريين الروس ومع شرطتنا العسكرية. وهذه الشرطة العسكرية، التي تؤدي خدمتها هناك بشرف وكرامة، مكونة في أغلبها من أفراد من شمال القوقاز، كلهم من المسلمين، والسكان المحليين، ولدي أمثلة محددة على ذلك، يأتون إليهم طلبا للحماية. يطيب لي جدًا ذكر هذا الأمر، لكن بالطبع في نهاية المطاف، لكي يصبح الوضع مستقرًا على المدى الطويل، يجب أن يتفق الناس فيما بينهم. فأسواء أنواع السلام سيظل دائما أفضل من أي حرب جيدة.

نحن لا نعتقد أنه يمكن، أو يجب أن ننتظر حلا من السماء، وقد قلت إن لدينا الكثير من الأصدقاء في العالم العربي، والحق يقال، إنه الوقت حان لإعادة سورية أيضا إلى حضن الشعوب العربية، وإعادتها إلى جامعة الدول العربية، وسنقوم بكل شيء من أجل تسوية الأوضاع، وسنساعد أصدقاءنا في ذلك، ولكن بالتأكيد، وفي نهاية المطاف، إن سرعة تغيّر الأوضاع إلى الأفضل تعتمد بالتحديد على الناس الذين يتحمّلون مسؤولية هذه الأوضاع في هذه الدولة أو تلك، وأنا واثق من أن الاستقرار آتٍ لا محالة، وأتمنى أن يحدث ذلك بأسرع وقت ممكن.

 

مصدر الخبر
RT/SNS

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.