يغير مركز إعادة التأهيل والأطراف الصناعية في مجمع ابن النفيس بدمشق حياة العديد من فاقدي الأطراف ورغم عمره القصير وصعوبات الحرب والإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية يسعى لتحسين واقعه والانتقال من تلبية الاحتياجات حسب الإمكانيات إلى توفير خدمة متطورة لشريحة أوسع وبزمن وجهد أقل.
وتعود قصة المركز إلى عام 2014 حين حولت وزارة الصحة دائرة الطب الفيزيائي وإعادة التأهيل في مجمع ابن النفيس بدمشق إلى مركز متخصص يوفر خدمات تصنيع الأطراف وتركيبها وصيانتها وإعادة تأهيل المصابين ودمجهم في المجتمع نتيجة ازدياد الحاجة التي فرضتها الحرب.
وبلغة الأرقام سجل المركز منذ افتتاحه عام 2014 حتى نهاية حزيران الماضي تركيب 1950 طرفا علويا وسفليا وإصلاح 633 طرفا.
مدير المركز الدكتورة رفيف ضحية قالت لـ سانا الصحية إن المركز يواصل العمل رغم صعوبات تأمين المواد بسبب الإجراءات الاقتصادية أحادية الجانب المفروضة على سورية وضيق المكان” ويستقبل حاليا نحو 10 مرضى يوميا بين تركيب طرف أو تأهيل أو صيانة.
وأشارت ضحية إلى أن تصنيع الأطراف ينجز منذ افتتاح المركز بطريقة تقليدية حيث يصنع شهريا بين 30 و40 طرفا لكن بعد ادخال تقنية الكاد كام مؤخرا بشكل تجريبي وهي تصنيع أطراف بمساعدة الحاسوب فمن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 100 طرف شهريا.
وبينت ضحية أن التقنية الجديدة لا تناسب جميع فاقدي الأطراف ومنهم الحالات التي تعيق اخذ صورة ثلاثية الأبعاد للطرف المبتور ففي هذه الحالة يتم تصنيع الأطراف بالطريقة التقليدية أي أخذ القياس وفق قالب الجبس وتصنيعه يدويا.
ومع تصنيع وتركيب الأطراف يوفر المركز خدمات مجانية منها العلاج بالأمواج الصادمة والعيادة الفيزيائية الاستشارية وتصنيع المقومات والجبائر و تأهيل الأطفال المصابين بإعاقات حركية تؤثر على الجهاز العضلي الهيكلي حيث يتم فحص الطفل ووضع خطة تأهيلية من قبل المعالج وتقييم حالته دوريا.
سانا الصحية التقت بعض فنيي المركز حيث أوضح عماد حنانة أن دوره يتمثل بتصنيع الأحزمة التي توضع في بعض الأطراف لضمان تثبيتها فيما أشارت عليا عبد الحق إلى أن عملها هو تصنيع اسفنج تجميلي يوضع في نهاية الطرف لراحة المريض.
بدوره ذكر المعالج الفيزيائي بالمركز أحمد شاهين أن المريض وقبل تركيب الطرف يتلقى خدمة معالجة فيزيائية لتقوية عضلات الطرف المبتور وتأهيله كما يدرب في مراحل لاحقة على السير بشكل متوازن والاعتياد على الطرف موضحا أن الفترة الزمنية للتأهيل تختلف حسب كل مريض ومكان البتر وتتراوح وسطيا من أسبوع إلى أسبوعين.
إيناس السفان
