تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

إدارة البيانات اختصاص جديد في كلية الإعلام اللبنانية يفتح آفاقاً جديدة أمام الطالب

ماهر الخطيب

في سياق مواكبته التطورات العلمية، تطلق كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية اختصاصا جديداً هو الأول من نوعه على مستوى لبنان، بحسب ما يؤكد عميد الكلية الدكتور ​جورج صدقة​، يتعلق بإدارة البيانات، الذي يشير إلى أن علم البيانات هو نفط المستقبل.

ويشدّد صدقة على أن هذا الاختصاص سيكون من أكثر الاختصاصات المطلوبة في السنوات العشر المقبلة، لأنّ جميع المهن ستكون بحاجة له في ظل التدفق الكبير للمعلومات التي تتطلب تحليلاً، سواء كان الأمر يتعلق بالتجار أو المستشفيات أو الجامعات أو المؤسسات التجارية والماليّة، لأن من يمتلك المعلومة ويحللها يكون هو صاحب القرار.

في هذا السياق، قد يكون من المنطقي السؤال عن علاقة كليّة الإعلام بهذا الاختصاص، إلا أن صدقة يوضح أنه سيكون مكمّلاً لإختصاص إدارة المعلومات، الذي كان يطلق عليه إدارة التوثيق سابقاً، وعمره أكثر من 30 سنة، ويشير إلى أن الأخير لطلاب الفرع الأدبي من شهادة البكالوريا، لأنه لا يرتكز على الرياضيات والفيزياء والمعلوماتية، بينما علم البيانات يرتكز على هذه العلوم، وبالتالي هو سيكون لطلب الفرع العلمي من شهادة البكالوريا، ويضيف: "نحن اليوم بعصر المعلوماتيّة لم يعد من الممكن تحليل المعلومات من دونها".

ويلفت صدقة إلى أن التسجيل في هذا الاختصاص يتضمن مفاضلة دخول، كباقي الاختصاصات في كلية الإعلام، ويؤكد أن جميع الطلاب يستطيعون التقدم لهذه المباراة، إلا أن الطالب القادم من الفرع الأدبي لن يكون لديه الأسس اللازمة لخوضها والنجاح فيها، ولهذا ينصح طلاب البكالوريا العلميّة بهذا الاختصاص.

من جانبه، يوضح منسق الاختصاص الدكتور بولس خويري، أنّ كلية الإعلام هي الأولى في لبنان التي تطلق هذا الاختصاص على مستوى الإجازة، لكن هو موجود على مستوى الدراسات العليا في ​الجامعة اللبنانية​ وفي جامعات أخرى، ويلفت إلى ميزة هذا الاختصاص الّذي لا يتطلب أن يأتي الطالب من تخصّص محدد على مستوى الشهادة الثانوية، حيث من الممكن أن يأتي من فرع الاقتصاد والاجتماع، لأن المطلوب أن يكون لديه الحد الأدنى من علوم الرياضيات والإحصاء.

ويوضح خويري أن الطالب سيتحضر في السنة الأولى على 3 محاور: الأحصاء والرياضيات والمعلوماتية، ليكون جاهزاً في السنة الثانية لتحضير الاختصاص، ويشدّد على أن نجاح هذا البرنامج، بالنسبة إليه، يرتكز على 3 أسس: الأول هو التعاون مع جامعات في الخارج ليكون الاختصاص على المستوى الدولي، حيث بات هناك اتفاقيات مع 3 أو 4 جامعات، الثاني فهو تكنولوجي، وبات هناك شراكة قوية على صعيد الجامعة، ليس فقط كلية الإعلام، مع شركة "sas.com" الدولية، التي لديها أهم برنامج احصائي لعلم البيانات في العالم.

أما الثالث فيتعلق بالاتفاقيات مع الشركات، التي تبحث الكلية عن المشاريع التي لديها، والطالب في السنة الثانية يكون جاهزاً للاختصاص واختيار مشروع ضمن مجموعة من 3 أو 4 أشخاص، ينتهي العمل عليها في السنة الثالثة، وفي النهاية سيعرض عليه تلقائياً وظيفة ويقدم له السعر الأعلى من السوق، ويضيف: "لا نريد مشاريع أكاديمية نرميها في الادراج".

ما هو الاختصاص؟

مع التطور التقني والمعلوماتي وعالم الاتصالات والانترنت بات إنتاج البيانات يتم بطريقة سريعة جداً وبكميات هائلة، لكن التحدي الأكبر اليوم هو في تحليلها واستخلاص المعلومات منها وتقديمها بطريقة دلالية تساعد على اتخاذ القرارات في المؤسسات ومراكز القرار.

هنا يأتي دور الاختصاص الجديد علم البيانات، ليقدم حلولاً من شأنها معالجتها وتحليلها، وهو علم متعدد التخصصات يجمع جوانب وتقنيات متنوعة من المعلوماتيّة إلى الإحصاء إلى الرياضيات وإدارة المعلومات، وهو أساسي لاتخاذ القرار في المؤسسات والشركات.

بالنسبة إلى المهارات المكتسبة، هي متنوعة بين تحليلات متقدّمة مبنيّة على معالجة البيانات وإبداعيّة من خلال استخدام طرق جديدة لتطبيق تحليل البيانات، بالإضافة إلى مهارات في الرياضيات التطبيقية وعلوم الإحصاء ومهارات برمجية تخدم التعامل مع البيانات وتحليلها بمستويات ولغات برمجيّة متعددة، ومهارات اقتصادية، مالية، مصرفية وتجارية تشكل قاعدة معرفية وثقافية لمحلّل المعلومات.

بالإضافة إلى ما تقدم تأتي المهارات في فهم سلوك المستهلكين والتسويق المعلوماتي، وفي تحليل تدفق البيانات في ​شبكات التواصل الاجتماعي​، وفي التواصل والعرض وكتابة التقارير.

ميادين العمل

السؤال الأساسي الذي من المفترض أن يجد الطالب الذي ينهي الثانوية العامة الإجابة عليه قبل أي أمر آخر، يتعلق بمجالات العمل المستقبلية، لا سيما أنّ الكثير من الاختصاصات التي قد يتوجّه إليها قد لا تتوفر لها فرص عمل في المستقبل. في هذا الإطار، يفتح هذا الاختصاص المجال أمام الطالب، بعد تخرّجه، في ميادين عمل متنوعة، هي: محلّل أعمال، محلّل بيانات، عالم بيانات، محلّل تسويق، احصائي.

مصدر الخبر
النشرة

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.