تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

فوضى استخدام الدراجات النارية في حمص يسبب الحوادث المؤذية وآخرها الطفلة مريم

لم تكمل الطفلة مريم عقدها الأول من العمر حتى قررت آلة الموت المتنقلة أن تقطف زهرة طفولتها من ربيع حياتها

الطفلة التي خرجت كي تلعب مع صديقاتها وتزرع البسمة في قلبها لم ترحمها رعونة طائش يقود دراجته النارية بتهور ليكسر جمجمتها الصغيرة ويسلبها ابتسامتها الرقيقة ويخلف الحزن الذي عمّ حيّها الصغير في الزهراء

قد لاتكون مريم الضحية الأولى التي تتعرض لحادث مروري سببه دراجة نارية مسرعة وقد لاتكون الضحية الأخيرة بطبيعة الحال إنما حادثها يفتح باباً واسعاً أمام التساؤل أمام التساهل في ضبط هذه الآلة القاتلة التي يقودها بعض اليافعين بتهور كبير دون حسيب ولا رقيب

كثرت في الآونة الأخيرة الحوادث المميتة التي تتسبب بها تلك الآلة وذلك بعد تراجع الحملات التي كانت تقوم بها قيادة شرطة محافظة حمص للحد من انتشار الدراجات النارية غير المرخصة أو التي يقودها المراهقون في شوارع وأزقة أحياء مدينة حمص بشكل متهور

وتنوعت هذه الحوادث بين الأذى الجسدي الذي تحدثه عقب حوادث صدم الأشخاص أو التصادم مع السيارات الأخرى أو التدهور وحوادث السرقة التي انتشرت بشكل كبير في أحياء حمص عقب وقوع العشرات من حالات السرقة باستخدام الدراجات النارية في سلب حقائب النساء بالقوة والفرار من المكان بسرعة دون أن تتمكن الوحدات الشرطية من ضبط أي حالة لحظة وقوعها نظراً لسرعة تنفيذها وسهولة الهروب من مكان وقوعها

ويعتقد البعض أن هناك مبالغة كبيرة في الحديث عن حجم الحوادث التي تتعلق بالدراجات النارية وأصحابها حيث يرى هؤلاء أن هذه الآلة هي وسيلة نقل الفقير وتوفر على صاحبها الكثير من المعاناة في التنقل و ترحمه من أجور المواصلات المرتفعة كذلك فإن معظم مستخدمي الدراجات هم من العاملين لدى الجهات الحكومية ولاسيما منها الشرطة والجيش وموظفي الدوائر الرسمية وبالتالي فإن الحاجة ملحة لأن يتم تنظيم استخدامها في شوارع المدينة

بالمقابل فإن مصدراً في فرع شرطة المرور بحمص أشار إلى أن هناك توجيهات وزارية تقضي باحتجاز أي دراجة نارية تتنقل في شوارع المدن لمدة شهر حتى لو كانت تحمل لوحات مرخصة بينما تصادر كافة الدراجات النارية غير المرخصة وتسلم أصولاً إلى الجمارك

ويضيف المصدر إلى أن مراقبة الدراجات النارية أمر صعب في ظل استخدامها ضمن الأحياء والشوارع الفرعية مشيراً إلى أن دوريات المرور تواصل عملها في ضبط حالات انتشار الدراجات النارية في المحاور الرئيسية للمدن

وبين شكاوى العديد من سكان حمص من انتشار الدراجات النارية من جهة وتبرير البعض الآخر بالحاجة لها تبقى دماء مريم التي رحلت تنتظر حلولاً ملموسة من قبل المعنيين في المحافظة لإنقاذ أرواحاً بريئة قد تقع ضحية الاستخدام المتهور للدراجات النارية.

                                                                           حيدر رزوق

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية - خاص

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.