تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: الحرب السعودية على صحيفة الأخبار:

        كتب ابراهيم الأمين في افتتاحية الصحيفة: لم نعش يوماً وهْمَ المواجهة الهادئة مع أهل الظلام. وليس بيننا اليوم من يعيش رفاهية أمام المعركة القاسية التي بدأ فصلها الجديد يوم انطلق العدوان البربري على شعب اليمن. وليس بيننا من هو واهم بأن هذه الحفنة من المجرمين ستتوقف عن غزوتها للنور والعلم والحرية والهواء النظيف. آل سعود هم رأس الشر في هذه المنطقة. هم رأس الحربة في كل معركة تقود الى التخلف والجهل والظلام الدامس. هم سلالة لم يخرج منها الخير يوماً. هم اليوم، يرتكبون جهاراً نهاراً الجريمة اليومية بحق شعب عانى من بطشهم وتسلطهم لعقود طويلة من الزمن. هم اليوم يقودون أبشع جرائم العصر، ولم يقدروا على التستر خلف سذج أو مرتزقة كما يفعلون في العراق وسوريا. هم اليوم، يضطرون الى الكشف عن أقنعة لم تخف وجوههم المنتمية الى عائلة الشيطان نفسه.

هم اليوم، مثل العصابات التي فقدت كل صبيتها وزعرانها ومجرميها، فصار الممسكون بقرارها مضطرين إلى النزول مباشرة الى أرض المعركة. هم اليوم، الحليف الاول لمنظومات القهر التي تسيطر على غرب استعلائي تقوده الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا. وهم الحليف الاصلي للكيان الاسرائيلي، أكثر أنظمة التاريخ عنصرية وقتلاً.

ولأنهم كذلك، نعرف أن المواجهة معهم قاسية، وتحتاج الى صبر، والى طول نفس، والى دراية وحكمة وعقل، وتحتاج الى جهد وإبداع ومثابرة كما تحتاج الى عضلات... ولأن المواجهة باتت كذلك، لم يعد ممكناً الصمت على أدوات تعمل عند هذه السلالة الرابضة على صدور عشرات الملايين من العرب والمسلمين. كل من يصمت على جرائمهم وظلاميتهم وأفكارهم التكفيرية وقوانينهم المتخلفة هو شريك في جريمتهم.. إنها مواجهة مصيرية، ولن نكتفي بمواجهة أهل القرار فقط. سنشهّر بكل من يعمل لمصلحتهم، ومن يعاونهم، مباشرة أو غير مباشرة، وسنرفع الصوت بوجهه، مهما علا شأنه، ومهما كان الثمن. إنها المعركة الكبرى، وصار من الضروري لفت انتباه من هم في صف هؤلاء، من الذين يعيشون بين جنباتنا، وأن نقول لهم ما يجب أن يقال: كل من يعيش ويستزيد من هذه السلالة، ويأخذ المال المسروق من أهل العرب، هو ابن غير شرعي لهذه السلالة. كل من يضرب بسيفهم، أو يروّج لأفكارهم النتنة، هو واحد منهم، مرذول ومرذول ومرذول حتى ينقطع النفس. هي مواجهة، ليس فيها مكان للتخاذل والجبن والخوف باسم الحياة. ومن لا يقدر على التحمّل، ليس ملزماً بخوض هذه المعركة. الحياة الحرة، ليس فيها حياد!

بدوره، لفت ناهض حتر في الأخبار أيضاً إلى امتلاك العائلتان الوهّابيتان، آل سعود وآل ثاني، مئات الفضائيات والإذاعات والصحف والمواقع الإخبارية، وأنهما تسيطران على المئات مثلها بالرشى، وعلى مئات أخرى تضبطها الأنظمة والتيارات الحليفة. بالمقابل، لا يوجد سوى بضع فضائيات وإذاعات وصحف مضادة، وبعضها ملتزمٌ بما يشبه الحياد أو نصف الحياد؛ فكيف ليوميةٍ عربيةٍ واحدة، لا غير، تفتح صفحاتها لتسمية الأشياء بأسمائها، أن تقضَّ مضاجعكم؟ وكيف لبضعة صحافيين وكتّاب أفلتوا من إسار التحسّب لرضاكم أو الخوف منكم أو ترجّي أموالكم، أن يصدّعوا الهيكل الإعلامي الذي أشدْتموه، ويصلي في محاريبه 99 في المئة من حملة الأقلام و»الأفكار» والمباخر؟

وأضاف: تفتح الحرب التي أعلنها آل سعود على «الأخبار»، من جديد، باب النقاش الجدي حول دور الصحافة الملتزمة بالمبادئ والمتحررة من شهوة المال، ومن الخوف، في الصراعات الاجتماعية ــــ السياسية... لم تغضبني الحرب السعودية على «الأخبار»، بل حفّزتني؛ فالأجدر بالغضب، حربها على الشعب اليمني الطيب المسالم الذي تدمّر طائرات البغي، بلده ومقدراته وتقتل عائلاته، عدواناً وبهتاناً وصَلَفاً، ويهلّل لها الإعلام العربي. وأضاف الكاتب: تريدون أن تضعوا حداً لـ «الأخبار»؟ حسنا، لقد جاء الوقت، لكي نضع، نحن، حدّاً لعاصفة الأكاذيب والأحقاد والانتهازية الرخيصة والرشى وشراء الذمم وغياب الضمير واختلاط المعايير، العاصفة السوداء التي هبت من خماسين «الربيع العربي»، وما تزال تتصاعد؛

أولا، الحياد خيانة... ونحن أقدر، من موقع مقاومة التكفير والإرهاب، أن نرى أخطاء ومشكلات النظام السوري وحزب الله والحشد الشعبي والحوثيين والمعارضة البحرينية، لكن، من دون أن نغفل انحيازنا إليها؛ فهذه القوى، بعجرها وبجرها، هي التي تتصدى للتنظيمات الإرهابية في الميدان، وهي التي تواظب على موقف عربي قوميٍ فعلا من إسرائيل. ثانيا، السعودية هي راعية الانحطاط العربي. ثالثاً، السعودية مملكة داعشية، وداعش منتج سعودي. رابعا، الوهّابية والإخوانية، الدينية أو السياسية، تنتهي إرهابية وإسرائيلية. وكأنه قانون تاريخي. وهو كذلك بالفعل؛ لقد رأينا كيف تحولت قوة «الجيش الحر» إلى «النصرة»، وها نحن نرى كيف تتحول «النصرة» إلى «داعش»، ويتحولون، جميعا، إلى حلفاء لإسرائيل، بينما لا تزال الوهّابية السياسية، وصحفيوها ومفكروها ومثقفوها ــــ من كل الأصول القومية والماركسية والليبراليةــــ يفقّشون الكلام عن «الثورة السورية» وانتصاراتها في إدلب ونصيب! أصبح التهليل للإرهاب التكفيري، بالمفخخات أو بالطائرات، وذبح البشر وتدمير الحضارة، مهنة للنخبة العربية المشتراة والمعروضة في سوق النخاسة. أما نحن، فلسنا في السوق. نحن في خندق المقاومة، حبا الله رفاقنا، سلاحا في أيديهم، وترك لنا الكلمات، لنقاتل. وسنقاتل!

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.