تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

البحرين تعلن رسميا وقف نشاط قناة “العرب”.. والسؤال هو: اين سيذهب الامير الوليد بن طلال بمحطته؟

اخيرا، وبعد صمت استمر ما يقرب الاسبوع، اعلنت السلطات البحرينية  “الاثنين 9 شباط” رسميا وقف بث قناة “العرب” الاخبارية التلفزيونية التي يملكها الملياردير السعودي الوليد بن طلال.

وكانت القناة التي بدأت البث في الاول من شباط (فبراير) الحالي بعد استعدادات استمرت حوالي ثلاثة اعوام قد اعلنت توقفها بعد اقل من ساعة من بدء البث وعزت ذلك الى “اسباب فنية”، لكن السبب الحقيقي هو قطع السلطات البحرينية البث فورا كرد على استضافة المحطة في نشرتها الاخبارية اليتيمة لمعارض بحريني للحديث عن سحب السلطات جنسيات 72 ناشطا من المعارضة البحرينية.

وزارة الاعلام البحرينية بررت وقف بث القناة بانه عائد الى عدم حصولها على “التراخيص اللازمة” بينما تقول ادارة المحطة انها حصلت على هذه التراخيص قبل مدة في اطار اتفاق بينها وبين السلطات البحرينية.

وكان قرار الامير الوليد بن طلال باطلاق المحطة من المنامة حدثا فريدا من نوعه اثار العديد من علامات الاستفهام، حيث تصدر جميع القنوات التلفزيونية السعودية او القطرية او المحسوبة على الدولتين اما من بلد المنشأ (الجزيرة) او من دبي (العربية) او من لندن (تلفزيون العربي) او من اسطنبول (الشرق المقربة من الاخوان) او من بيروت.

واكد السيد جمال خاشقجي مدير عام المحطة ان سياستها التحريرية ستكون مستقلة وستقف على مسافة واحدة من جميع الحكومات العربية، ولا زال من غير المعروف ما اذا كانت ادارة محطة تلفزيون “العرب” توقعت رد فعل السلطات البحرينية ام انها فوجئت به، وهل اقدمت على هذه الخطوة، اي استضافة معارض بحريني من حركة “الوفاق” المعتقل رئيسها الشيخ علي سلمان، بحسن نية، ام بهدف اختبار السلطات المضيفة ومستوى سقف حرياتها، ام انه قرار بالتحدي؟

ايا كانت الاجوبة على هذه التساؤلات فان اغلاق المحطة (العرب) احدث ضجة اعلامية كبرى كانت ادارتها وصاحبها هما الكاسب الاكبر، لان هذا الاغلاق اوحى بعلو سقفها التحريري، واستقلاليتها، بينما خرجت السلطات البحرينية متضررة سياسيا واعلاميا.

المقربون من ادارة المحطة يتحدثون عن سيناريوهات خفية مثل صراعات اقليمية وداخلية خليجية تقف خلف قرار التوقيف المفاجيء، وتنفي ان يكون استضافة معارض بحريني هو السبب الحقيقي والوحيد، ولكن معظم هذه السيناريوهات  هي من قبيل التكهن.

سؤال المليار دولار هو ماذا سيفعل الامير بن طلال بعد اعتراف السلطات البحرينية رسميا باغلاق المحطة، مما يعني اغلاق الباب كليا على اي مفاوضات، سرية او علنية، لعودتها الى البيت؟

هناك 3 خيارات امام الملياردير السعودي:

  • الاول: العودة الى العاصمة اللبنانية بيروت حيث مقر قنواته الترفيهية غير السياسية التي تحمل اسم “روتانا” ومن المعروف انه يستطيع البث من هناك دون عقبات بحكم انه يستطيع اكتساب الجنسية اللبنانية لان والدته من اسرة الصلح اللبنانية العريقة.

  • الثاني: التوجه الى دبي حيث مقر شبكة تلفزيون الشرق الاوسط التي يرأسها الشيخ وليد الابراهيم وتبث مجموعة قنوات على رأسها “العربية” و”ام بي سي”.

  • الثالث: الهجرة الى لندن واستئناف بث المحطة من هناك اسوة بقناة “ام بي سي” في بدايتها الاولى، وهذا ممكن خاصة ان عددا كبيرا من العاملين في المحطة من مذيعين ومنتجي برامج يحملون الجنسية البريطانية مثل طارق العاص وليلى الشيخلي وجاسم العزاوي، وفارس خوري، وآخرين، مما يعني انهم يمكن ان يكونوا نواة صلبة للصدور الفوري والتغلب على عقبة تصريح العمل الذي يتطلب اجراءات معقدة في بريطانيا في الوقت الراهن.

احتمال الانتقال الى دبي يبدو مستبعدا، والا لفكر الوليد بن طلال منذ اللحظة الاولى، وتظل بيروت هي الاحتمال الارجح بسبب علاقاته القوية (الامير الوليد) مع الاوساط الاعلامية اللبنانية ووجود قاعدة صلبه له تتمثل في مقرات شبكة روتانا.

مصدر مقرب من المحطة (العرب) قال لـ”راي اليوم” ان هناك احتمالا قويا ان يتم التزاوج في المرحلة الاولى على الاقل بين البث من لندن وبيروت معا في الوقت نفسه اي ان يكون هناك مقران للمحطة في العاصمتين، كاجراء احتياطي، فاذا تعطل البث في بيروت لاسباب امنية يستمر في لندن كبديل احتياطي.

الامير بن طلال ما زال يلتزم الصمت، ولم يدل بأي تصريحات حول اسباب ايقاف بث محطته، ومن غير المستبعد ان يلجأ الى “التويتر” كعادته للكشف عن التفاصيل حالما اتخذ قرارا بنقل المحطة الى خارج البحرين، وهو قرار وشيك على اي حال.


إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.